وقالت الدراسة التي أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية بعنوان "توقعات الاقتصاد الكلي حتى العام 2030"، إن الولايات المتحدة سوف تظل بالكاد صاحبة أقوى الاقتصاديات في العالم، بناتج سنوي قيمته 24.8 تريليون دولار.
وتوقعت الدراسة أن يصل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي 16.8 تريليون دولار في العام2020، موضحة أن الولايات المتحدة التي مثلت ما نسبته 25% من الاقتصاد العالمي في 2024 و 23% في العام الجاري، سوف تتقلص حصة مشاركتها في الاقتصاد العالمي إلى 20% فقط.
وأفادت الدراسة أن الناتج المحلي الإجمالي للصين سوف ينمو بأكثر من ضعفي حجمه الحالي، ما سيساعد ثاني أكبر الاقتصاديات في العالم على تقليص الفجوة بينه وبين الاقتصاد الأمريكي.
وسيقفز الاقتصاد الهندي، ثامن أكبر الاقتصاديات العالمية في2020، متجاوزا اقتصاديات البرازيل والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة في التصنيف العالمي.
ولقب صندوق النقد الدولي "الهند" بـ " البقعة المشرقة في المشهد العالمي،" متوقعاً أن تمتلك البلاد أكبر قوى عاملة في العالم في غضون الـ خمسة عشر عاماً المُقبلة.
وأوضحت الدراسة الأمريكية، أن ثمة بلدان أخرى لن تكون بهذا الحظ، ولاسيما الاقتصاديات المتقدمة.
وأورد "الدراسة" اليابان مثالا على ذلك، مشيرة إلى أنها كانت تمتلك اقتصاداً مزدهراً حتى انفجار فقاعة الأصول بها في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وذلك قبل أن تدخل في عقود من الركود وعلى الأرجح أن تستمر في تسجيل معدلات نمو بطيئة خلال الـ 15 عاماً القادمة.
وهذا ما سيدفع الاقتصاد الياباني إلى التراجع في التصنيف العالمي بحلول العام 2030، بحسب التقديرات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية.
وقال بروس كاسمان كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك " جيه بي مورجان"، إن اليابان "درس مهم جداً في كيفية تغيير وضعك الاقتصادي إلى الهبوط وبوتيرة سريعة."
وستتراجع فرنسا، ثاني أكبر الاقتصاديات في منطقة العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" حالياً بعد ألمانيا بمعدل أربعة مراكز محتلة المركز الثامن بحلول 2030، في حين ستخسر إيطاليا ثالث أكبر الاقتصاديات الأوروبية الآن مركزين لتجيء في المركز الـ11 بحلول العام ذاته.
ومن بين الدول العربية، ستحل المملكة العربية السعودية في المركز الـ18عالمياً، تليها نيجيريا البلد الإفريقي في المركز الـ19، وأخيراً هولندا في المركز العشرين.
وفي التصنيف العام للاقتصاديات العالمية، تذيلت جاميكا الترتيب حيث قبعت في المركز الـ 136 كأسوأ اقتصاد في العالم.
جدير بالذكر أن البلدان التي حققت تقدماً في التصنيف الاقتصادي- مثل أوغندا التي قفزت بمعدل 18 مركز لتحتل المرتبة الـ 91 عالمياً – تتركز في أفريقيا وأسيا والشرق الأوسط.
وكان صندوق النقد الدولي قد توقع في تقرير صدر مؤخراً أن يسجل النمو المحتمل في الاقتصاديات المتقدمة زيادة طفيفة من حوالي 1.3% سنويا في السنوات الست الماضية إلى ما نسبته 1.6% حتى العام 2024.
ووفقا للتقرير، لن يصل النمو في تلك الدول إلى متوسط النسبة التي تم تسجيلها خلال الفترة من 2001 و 2024 والتي بلغت آنذاك 2.25%.
وتوقع صندوق النقد الدولي في يناير الماضي أن تصل معدلات نمو الاقتصاد العالمي الى 3.5 % عام2020 و 3.7% في 2024 بانخفاض قدره% 0.3، مقابل ما ورد في تقرير أكتوبر 2024 عن آفاق الاقتصاد العالمي.
وذكر صندوق النقد الدولي في تقريره المتعلق بمستجدات آفاق الاقتصاد العالمي أن انخفاض أسعار النفط سيعطي دفعة إلى نمو الاقتصاد العالمي غير أنه حذر من بعض العوامل السلبية التي يتوقع أن تقوض هذه الدفعة مثل ضعف الاستثمار واستمرار التوقعات بانخفاض النمو متوسط الأجل في العديد من اقتصاديات الدول المتقدمة ودول الأسواق الناشئة.