في إطار المساعي البشرية لاستكشاف المناطق القطبية، تعتبر الرحلات إلى القطب الجنوبي سيرا على الأقدام منذ فترة طويلة واحدا من أكثر التحديات الصعبة التي يمكن للإنسان أن يواجهها.
ففي عام 1912، وصل المستكشف البريطاني الكابتن روبرت سكوت إلى النقطة الأكثر جنوبية في العالم ، و على الرغم من نجاح رحلته فقد حياته هو و جميع أعضاء البعثة تيرا، و ذلك في رحلة العودة، على بعد 11 ميلا فقط من النهاية.
وبعد مرور 100 عام على تسجيل سكوت لأطول رحلة قطبية سيرا على الأقدام، تمكن المغامر البريطاني بن سوندرز وشريكه الفرنسي تاركا هيربينييري من التفوق و السير بنجاح مسافة 1،795 ميل عبر قارة القطب الجنوبي، حيث تحمل الثنائي درجات حرارة تصل إلى 46 درجة تحت الصفر في رحلة استمرت 105 يوما – محققين بذلك الرقم القياسي العالمي لأطول رحلة قطبية سيرا على الأقدام في التاريخ.
الثنائي اضطر لسحب معدات تزن 200 كيلوجرام و المشي بمعدل 17 ميلا يوميا أي ما يعادل 69 من سباقات الماراثون .
و يقول بن سوندرز أن حب المغامرة متأصل في الطبع البشري و بالتالي كانت هذه الرحلة بالنسبة إليه أكبر مغامرة ، مضيفا أن الاستعداد للرحلة استغرق منه 10 سنوات من التخطيط و التمويل ، و رغم علمه أنها ستكون رحلة صعبة إلا أنه اكتشف أنها أصعب مما كان يتصور ، فبعد عودته إلى البيت أحس أنه شخص مختلف ، و لم يعد إلى طبيعته إلا بعد مرور تسعة أشهر.