وتم دفن المجني عليه بحضور عدد غفير من أهله وعائلته وأصدقائه وجيرانه ومدرسيه.
صدمةوزارت «البيان» امس منزل المجني عليه والتقت والديه واخوته وجيرانه وعائلته، ومدرسيه واثنين من أصدقائه، حيث أكدوا جميعاً انهم لايزالون تحت وقع الصدمة جراء ما حصل، وأنه لم يكن ليستحق الموت بهذه الطريقة، وطالبوا بالقصاص العادل من المتهمين.
وأكد خال المجني عليه علي عبد الرحمن البلوشي، أن عدنان كان مشهوداً له برفعة الأخلاق، وهو موظف في جمارك دبي ويكمل دراسته في الفترة المسائية في مركز لتعليم الكبار لتحسين وضعه التعليمي والوظيفي، وكان يستعد لحفل زفافه وليس لديه أي خلافات مع أي شخص وأن الجناة لم يكونوا على علاقة وثيقة به، بل كانت علاقتهم مع احد اقرانه الذي اصيب في الحادثة إثر تعرضه لمادة حارقة رُشّ بها.
ولفت خال المجني عليه إلى أن ابن أخته كان يتمتع ببنية جسدية قوية، ولكن مباغتة الجناة له برش مادة حارقة على وجهه وعينيه جعلهم يتمكنون منه، وظل يصرخ في الشارع فترة ليست قليلة ولم يرحموه، فيما لاذ صديقاه الاثنان بالفرار بعد رشهما بمادة «تيزاب» الحارقة، ليظل وحده يصارع الموت لحين هروب الجناة بسيارتهم إلى جهة غير معلومة، واستغرب وحشية الجناة مع الضحية، واصفاً إياهم بأنهم ليسوا طبيعيين واصرارهم على قتله بهذه الطريقة البشعة دليل على تمرسهم الإجرام.
الأب
وقال والد المجني عليه عبد المجيد عبد الرحمن، ان المتهمين بيتوا النية لفعلتهم، وأحضروا أدوات جريمتهم من مسافة تزيد على 500 متر، حيث كانوا يقصدون شخصاً آخر، وحاولوا الانتقام من عدنان لأسباب غير معروفة، لافتاً إلى ان ابنه ليس من الشباب الطائش ولا توجد لديه أي علاقات مشبوهة، مستغرباً مما حدث، ومشيرا إلى ان احد اصدقائه نقله إلى مستشفى راشد في محاولة لانقاذه وتعرض لنزف شديد داخل السيارة، وفارق الحياة قبل دخوله المستشفى متأثراً بطعنات السيف التي نالت منه.
الأم
وفي حديثنا مع أم المجني عليه، كانت تبدو عليها علامات الصدمة الكبيرة جراء ما حصل لفلذة كبدها، بخاصة أنها كانت تستعد لزفافه، وقد تم تجهيز وإحضار كل ما يلزم لإتمام فرحتها بولدها، لينقلب كل شيء بلحظة رأساً على عقب، وتتحول قاعة الفرح المنتظرة إلى سرادق عزاء يفيض بالحزن.
وطالبت الأم المكلومة بالقصاص العادل والسريع من الجناة، مستذكرة بعضاً من سيرة حياته؛ فقد حصد العديد من البطولات الرياضية وكان مصمماً على اكمال تعليمه عبر الدراسة المسائية إلى جانب عمله الصباحي، وقالت: لم يكن يوماً شاباً مستهتراً؛ فقد كان يقضي أوقاته بكل ما هو مفيد ونافع.
الأخ
وأكد عادل عبد المجيد شقيق المجني عليه الأصغر ويعمل في شرطة دبي، انه حضر من السفر في نفس اليوم ليفاجأ بما حدث، وهو غير مصدق حتى الآن ان الموت خطف اخاه. ونفى ان يكون هناك أي عداوات أو خلافات سابقة بين أخيه والمتهمين، ولم يحدث أن أخبره يوماً عن أي مضايقات يتعرض لها من أي شخص كان، لافتاً إلى ان اخاه المجني عليه كان شاباً منفتحاً على الحياة.
المدرسون
وقال خلفان عبد الله سلمان مدير مركز آل مكتوم لتعليم الكبار ان المجني عليه عدنان كان يدرس خلال الفترة المسائية منذ حوالي 3 سنوات، ووصل إلى الصف العاشر، وكان ينوي اكمال تعليمه الجامعي بعد ذلك، لافتا إلى ان وجود مدرسيه في العزاء دليل على حسن اخلاقه وانضباطه، وقبل الجريمة بيوم واحد كان عدنان في المركز وكان يستفسر عن مواعيد الامتحانات ليتمكن من تحديد موعد زفافه، وان ابن خالته يدرس معه في نفس المركز وأصيب الجميع بصدمة كبيرة بعد شيوع خبر الحادثة.
شرطة دبي: المشاجرات بالأسلحة البيضاء ليست ظاهرة
أكد المقدم سعيد لوتاه مدير مركز شرطة الراشدية لـ«البيان» العزم على تكثيف الدوريات الأمنية في منطقة الراشدية، منعاً لأي تجمعات شبابية في المنطقة، وأن واقعة الاعتداء بالأسلحة البيضاء التي حدثت مساء امس الأول في منطقة الورقاء في دبي، حالة فريدة، ولم يسجل العام الماضي أي قضايا مشاجرة باستخدام الأسلحة البيضاء في منطقة الراشدية.
لافتا إلى ان هناك احتياطات أمنية كافية، إلاّ انه لا يمكن منع الخلافات التي تنشب بين الشباب لأي اسباب، ويجب على اولياء الأمور مراقبة الأبناء ومعرفة أصدقائهم.
وأشار المقدم لوتاه إلى ان منطقة اختصاص الراشدية تبلغ 220 كيلو متراً مربعة، وهي منطقة تجارية وسكنية تم تقسيمها إلى جزر أمنية للحد والوقاية من الجريمة، وتمت دراسة كافة الظواهر والقضايا المقلقة في المنطقة ودراسة أسبابها وكيفية القضاء عليها، وتمكن المركز خلال فترة وجيزة من القضاء على عدد كبير من الجرائم المقلقة، مبيناً أن ظاهرة المشاجرات بين الشباب المواطنين اختفت منذ سنوات عبر تكثيف الدوريات الأمنية ومنع التجمعات الشبابية، بخاصة في أوقات متأخرة من الليل، والتي تؤدي إلى وفيات وإصابات بين الشباب المواطنين بسبب الشجار والشللية وغياب رقابة الأهل، واستخدم الأسلحة البيضاء.
ودعا المقدم لوتاه أولياء الأمور إلى منع وجود أبنائهم خارج المنزل في اوقات متأخرة من الليل قدر الإمكان، والتعرف عن قرب على أصدقائهم، مشيراً إلى أن دور الأسرة مهم في منع وقوع المزيد من الجرائم التي يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر.
إسعاف دبي
ومن جانبه قال خليفة الدراي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف إنه ورد بلاغ من عمليات شرطة دبي عن وجود مشاجرة بين مجموعة من الشباب، ولم تبلغ الشرطة وقتها عن حاجتها لسيارات اسعاف، حيث تم نقل المتوفى والمصابين بسيارات خاصة.
ولفت إلى ان طاقم اسعاف دبي مدرب جيدا للتعامل مع حالات الإصابة بجروح عميقة، وكان من الأفضل الاستعانة بالمسعفين في موقع الحادث، بخاصة انه تم استخدام السيوف والسكاكين والمواد الحارقة، والتي تعامل معاملة الحروق في اسعافاتها. ونوه الدراي إلى انه لا يتم تحريك سيارات الإسعاف الا اذا طلبت الشرطة ذلك، وفي حوادث كالمشاجرات غالباً ما يكون هناك اصابات أو وفيات.
الى ذلك، دعت القيادة العامة لشرطة دبي الجمهور للتواصل مع جهاتها الأمنية في حال الاشتباه بشخص في حالة غريبة في مكان عام أو داخل سيارة، وذلك لمكافحة الجرائم بكل أنواعها في الإمارة وتفاديها قبل وقوعها والحفاظ على سلامة المجتمع.
وقالت شرطة دبي على حسابها الرسمي على تويتر، بادر بالاتصال بالرقم :800400400 في حال اشتباهك بشخص في حالة غير طبيعية في مكان عام أو داخل سيارة.