طلبة المدارس يتعرفون على انواع الصقور تصوير ـــ محمد منــــور
باتت الشارقة مركزاً طبيعياً يزخر بالمحميات والمشاريع البيئية التي تلقي بظلالها على الانماء السياحي والبيئي في كافة ربوع الإمارة، حيث أصبحت أخيراً مدينة كلباء التابعة للإمارة، مرتعاً بيئياً جميلا بعد تدشين 3 مشاريع تخدم السياحة البيئية فيها…
والتي تأتي ضمن مشروع كلباء السياحي البيئي، الذي يُعد أضخم مشروع من نوعه ينفذ على مدى مراحله الثلاث تدريجياً في منطقة قلب مدينة كلباء، تشرف عليه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، بهدف تنمية الجانب السياحي في مناطق الإمارة والحد من التدهور البيئي المرتبط بعمليات اصطياد الحيوانات وتدمير النباتـات.
من بين تلك المشاريع مركز عرض الطيور الجارحة في محمية الغيل بكلباء، الذي شيد بتكلفة 18 مليون درهم كأول معلم بيئي يُعنى بالحفاظ على مجموعة من الطيور النادرة التي تستوطن المنطقة وتوفير بيئة طبيعية مثالية لها، كما ويحقق ثقافة الترفيه في آن واحد، فالمركز يعتبر خطوة جديدة للحفاظ على الطبيعة النادرة والتمتع بجمالها، ومنطقة مركز عرض الطيور الجارحة بكلباء تمثل بيئة السهول المناسبة لعرض الطيور.
وتندرج ضمن أولويات النهج الاستراتيجي للشارقة في صون المقومات والثروات البيئية التي تتميز بها كلباء، باعتبارها ملجأ رائعا لمختلف أنواع الحيوانات والطيور ومزاراً جميلا يقصده السياح والمواطنون.
قالت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة هنا سيف السويدي: يعد المركز ملاذا للطيور الجارحة ويضم 38 نوعاً مختلفاً للطيور الجارحة منها 14 من الأنواع المقيمة المتواجدة في المنطقة بشكل مستمر وتتكاثر في المناطق الجبلية على امتداد الساحل الشرقي، ومنها المهاجرة التي تتنقل بين مناطق مختلفة حيث تكون هذه المنطقة على طريق هجرة الطيور ومن ضمنها بعض فصائل الصقور المهددة بالانقراض.
يعتبر مركز كلباء للطيور الجارحة متنفسا للعوائل فعند زيارتك للمركز تشعر بأنك في عالم آخر غير الواقع الذي نعيش فيه حيث ترى أنواع الطيور الجارحة التي لاتراها عادة إلا من خلال أجهزة التلفاز كما أنك تراها عن قرب وتكاد تلمسها من قرب المسافة الفاصلة بينك وبين أنواع الطيور. منها الحر والجير والوكري والقرموشة والشاهين، إضافة إلى عقاب الأسفح والبومة النسرية ..
وهي أكبر أنواع البوم في العالم وتعيش في الصحارى والغابات. وأضافت إن المركز يتألف من أقفاص عرض الطيور ومدرج يتسع لـ 250 شخصاً، ومزرعة ومبنى اقتناء الهدايا التذكارية ومقهى، بالإضافة إلى المبنى الإداري ومبنى سكن العمال، كما سيضم المركز مجموعة من المتخصصين في مجال الطب البيطري للعناية بالطيور والاهتمام بها.
النسر والعقاب
من أنواع الطيور التي يمكنك مشاهدتها في المركز طير النسر المعروف بحجمه الكبير وأجنحته الطويلة وقدميه الكبيرتين، وهناك البيدق وهو طائر يتميز بذيله الطويل الذي يساعده على الالتفاف السريع أثناء الطيران.
وكذلك العقاب ذو الجسم الكبير والجناحين العريضين، وطير الرخمة التي تتميز برأسها الذي يخلو من الريش، وهناك الصقر المتميز بسرعته في الطيران والالتفاف بالإضافة إلى البومة التي تتميز بعينين صفراوين كبيرتين وريش ناعم يمكنها من الطيران بهدوء كبير.
من ناحية أخرى فإن العروض الحية لهذه الطيور تجعلك تحبس أنفاسك من روعتها خاصة وهي تحلق فوق رأسك مستعرضة نفسها أمامك وكأنها تريك جمالها ورشاقتها مع اختلاف أحجامها إلا أنها تشترك في نقطة واحده تلتمسها أثناء العرض ..
حيث تستشعر بأنها جميعا تتحاور مع مدربيها من خلال تجاوبها معهم. وبعد العرض يمكنك أن تأخذ جولة في المركز لتشاهد جميع أنواع الطيور الجارحة والتعرف على أسمائها وبيئاتها الطبيعية والتعرف على الاختلاف بين فصيلة النوع الواحد من الطيور كما يمكنك التمتع بوجبات خفيفة في كافيتيريا المركز.
طلبة المدارس
يستضيف المركز بشكل دوري طلبة المدارس والرحلات المدرسية من مختلف مدارس الدولة بهدف الترفيه وتعليمهم حول الحياة الأولية البسيطة للطيور، وتعريفهم بها، والتمييز بين أنواعها والبيئة المحيطة بها، إضافة إلى ترسيخ السلوك السليم لديهم عن العلاقة مع الطيور والبيئة وتنمية اهتماماتهم في البحث والكتابة، كما يعد المركز مصدراً للمعلومات الخاصة بالبيئات المختلفة التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيحتوي على معلومات وبيانات عن كل الطيور النادرة في المحمية.