جريدة الرياض
تباينت الآراء حول جدوى توزيع الأرباح بشكل ربع سنوي للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودي، عوضا عن التوزيع السنوي أو النصفي، ففي حين ترى الغالبية العظمى من المساهمين في ذلك إيجابية تدفعهم للشركات التي تقوم بذلك الإجراء، يتحفظ البعض والذين يشكلون نسبة أقل غالبيتها من متخذي القرار أو المعنيين من الخبراء بالعمل المحاسبي للشركات حيال ذلك الأسلوب الذي يجيزه نظام هيئة سوق المال السعودي، ولا يحظره والذي يعتبره الكثير من المحللين والمراقبين الماليين المطلعين على خفايا وخبايا سوق المال السعودي عاملاً مهماً لجذب واستقطاب شريحة كبيرة من المساهمين في السوق.
وقال ل"الرياض" عبدالله القحطاني الناطق الإعلامي باسم هيئة سوق المال، إن تحديد موعد توزيع الأرباح السنوية للشركات هو أمر يجيزه نظام الهيئة، وهو في الغالب يعود إلى نظام الشركة، وفي الغالب يتم تحديد ذلك الموعد بناء على اجتماعات الجمعيات العمومية، التي يتم التصويت فيها على الأنظمة واللوائح وبالنسبة للهيئة فهي لا تتدخل من بعيد ولا قريب ما دام الإجراء متوافقاً مع الأنظمة والضوابط الخاصة بعمل السوق.
بدوره أرجع المحلل المالي غسان بادكوك، تباين الآراء بالنسبة لهذا الإجراء وميل الغالبية من العاملين في الإدارات المالية للشركات، بأن عملية توزيع الأرباح بشكل سنوي أو نصف سنوي وتفضيلهم عدم التوزيع بشكل ربع سنوي، إلى ما ينتج عن التوزيع السنوي من راحة وسهولة للإدارات المالية العاملة في الشركات، حيث يكون العمل أقل منه في حالة كان التوزيع يتم أربع مرات في العام، في حين أن التوزيعات الربعية تحمل العديد من الفائدة فيما يتعلق بكفاءة الأعمال داخل إدارات الشركات، وتولد مزيداً من الحرص داخل الشركة المساهمة، مما يزيد من معدلات الإفصاح والشفافية وينمي الجانب الخاص بمراقبة حجم الأرباح المحققة ومعالجة أي مشاكل بشكل سريع.
وقال غسان بادكوك، كرؤية شخصية بحتة أرى أن الكثير من المساهمين يحبذون التوزيع الربعي للأرباح، والذي يضمن لهم دورة سريعة للدخل خصوصاً في ظل الحاجة للوفاء بالتزامات أو الرغبة برؤية سريعة للنتائج والتوزيع الربعي يمكن اعتباره في بعض الحالات عاملاً مساعداً على جذب المزيد من تلك النوعية من المساهمين.
من جهته قال رجل الأعمال ونائب رئيس مجلس الإدارة بمجموعة شركة عجلان وإخوانه محمد بن عبدالعزيز العجلان، بأنه يرى أن في توزيع الأرباح بشكل ربعي فائدة تعود على الشركة المساهمة عبر استقطاب الشريحة الكبرى من المساهمين في سوق المال، والتي تفضل نوعية الاستثمار السريع ماسينعكس بالإيجاب على الشركة، وسهمها ولكن في النفس الوقت لا يجب إغفال وجود نظرة لدى بعض المتنفذين تتمحور في أن توزيع الأسهم بشكل ربعي، قد يفقد الشركة سيولة يمكن أن تستخدم للتوسع في مشاريعها، وتشغيلها لفترة أطول وهذا أمر متباين يختلف من شركة إلى أخرى ومن نشاط إلى آخر.
المساهمون مجمعون على تفضيل التوزيع الربعي
على جانب ذي صلة، وفي ردود متنوعة لمساهمين في سوق المال السعودي حول مدى تفضيلهم لتوزيع الأرباح بشكل ربعي عوضاً عما تقوم به الكثير من الشركات، وهو التوزيع السنوي أو النصف السنوي جاءت إجابة الغالبية بتفضيل التوزيع الربعي، وقال المستثمر الذي رمز لاسمه بأبو أحمد بأنه، يفضل التوزيع الربعي لأنه يحافظ على سعر السهم في السوق، ويحد بشكل كبير من تذبذباته فما يهمني كمستثمر هو المحافظة على رأس المال مع الحصول على توزيعات جيدة وعائد، أما التوسعات فأنا لا أؤيدها وهي تجعلني أشعر بأن الشركة تجذب أموالاً كبيرة وتقوم بإعطاء المستثمرين الفتات، وتطلب منهم الانتظار حتى حتى يبدأ أثر تلك التوسعات، والذي دوماً يستغرق وقتاً طويلاً خصوصاً وأن غالبية الشركات تقوم بالاقتراض مما يجعل فترة الاستفادة من الأرباح تكون طويلة وهو ما لا أريده.
بدوره قال المستثمر في سوق المال السعودي بندر السيد، بالنسبة لي فأنا أؤيد توزيع الأرباح بشكل ربعي، وهو أمر لا يتعارض مع تخصيص الشركات سيولة مالية تستخدم في التوسع أو الاستثمار، وغالباً ما تكون دراستي الأولية للسهم الذي أرغب بشرائه حول هذه النقطة، وبالنسبة لي شخصياً وكذلك الكثير من معارفي المتعاملين في سوق الأسهم، فالمفضل هو التوزيع النقدي الربعي، نظراً لأن تجاربنا السابقة، تؤكد أن الكثير من عمليات التوسع التي تجريها الشركات، وتقوم بها تتحول إلى عبئ يكون سبباً في تدهور أوضاع الشركة وتراجع أدائها.
كما أكد المساهم أبو خالد بأنه ضد تحول السوق إلى سوق لا يجد المساهم عائداً منه إلا بعد فترات طويلة من الانتظار، ولعل وجود العديد من الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح بشكل ربع ونصف سنوي هو السبب الرئيس في بقاء الكثير من المساهمين في السوق، وعدم التحول إلى العقار أو غيره من أنواع الاستثمار كتجارة العملات وخلافها من المتاح، خصوصاً وأن السوق شهد تجربتين قاسيتين على المستثمرين من هذه النوعية التي تصنف تحت مسمى صغار ومتوسطو المساهمين.
أسهم الشركات التي توزع أرباحاً ربع سنوية مطلوبة أكثر من غيرها
جدير بالذكر أنه وفي قراءة سريعة لبيانات كل من سوق المال السعودي، وبيانات وتاريخ الشركات المدرجة في سوق المال تبين أن أسهم الشركات التي تقوم بتوزيع للأرباح بشكل ربع سنوي تلقى قبولاً وطلباً، من قبل مختلف فئات المساهمين سواء كبار المساهمين أو الفئة المتوسطة، وحتى صغار المساهمين وتبدو نتائج تلك الشركات التي تحققها طيبة ومقبولة قياساً بغيرها، ومن بين تلك الشركة التي تقوم بتوزيع الأرباح بشكل ربع سنوي على سبيل المثال مجموعة صافولا، وطيبة القابضة، وشركة المملكة القابضة، وشركة اسمنت القصيم وشركة اسمنت اليمامة، وشركة جرير للتسويق إضافة إلى العديد من الشركات في مختلف قطاعات السوق، كما تؤكد قراءة مختلف البيانات الواردة عن غالبية تلك الشركات قدرتها على التوسع وزيادة معدلات الاستثمار مع استمرارها في صرف الأرباح الربع سنوية دون تغيير أو تعديل.