الخليج
أكد الخبراء من جهة أخرى أهمية الشراكة الإماراتية في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وقال كريم عوض الرئيس التنفيذي للمجموعة في تصريحات خاصة ل"الخليج" على هامش المؤتمر الاستثماري للمجموعة في دبي، أمس الأول، إنه يتوقع مشاركة وحضور كبير للمستثمر الإماراتي في مؤتمر شرم الشيخ .
وأضاف أن المجموعة لها علاقاتها الوطيدة مع المجتمع الاستثماري في الإمارات، مع تواجد لأكثر من 12 عاماً .
وأضاف أن العلاقات القوية للمجموعة في الإمارات تجعل لديها معرفة واسعة بمتطلبات المستثمر الإماراتي واهتماماته المختلفة .
وقال إن أكثر القطاعات التي تستقطب اهتمام المستثمر من الإمارات هي الطاقة والطاقة المتجددة والعقارات .
وحول أبرز ما يطلبه أو يبحث عنه المستثمر الإماراتي في استثماراته بمصر قال عوض إن أكثر ما يهمه بالدرجة الأولى هو سهولة العمل، خاصة أنه يأتي من الإمارات التي تعد من أفضل الدول على مستوى العالم، وليس فقط المنطقة من حيث ممارسة الأعمال .
وأضاف: إنهم يرون العديد من الفرص السانحة في مصر لكنهم يتخوفون من البيروقراطية .
وأكد أن قانون الاستثمار الموحد الجديد والمتوقع صدوره في غضون الأيام القليلة المقبلة وقبل انعقاد مؤتمر شرم الشيخ، يعالج كافة هذه المخاوف، ومن شأنه أن يسهم في حفز نمو الاستثمارات الخارجية المباشرة إلى مصر .
الطاقة والبنية التحتية
وقال عوض إن القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لمصر في المرحلة المقبلة هي الطاقة والبنية التحتية . وقد تم تفويض المجموعة للترويج لعدد من المشاريع المنتظر طرحها في مؤتمر شرم الشيخ، ومنها مشاريع عقارية تتضمن بيع قطع أراضٍ لتطويرها، إضافة إلى مشروعات طاقة .
وكانت أعمال الدورة السنوية الحادية عشرة من المؤتمر الاستثماري (EFG Hermes One-on-One) انطلقت، أمس، في دبي بمشاركة أكثر من 450 مستثمراً من 200 مؤسسة مالية تتجاوز أصولها الاستثمارية 10 تريليونات دولار أمريكي .
وتستضيف دبي الدورة السنوية الحادية عشرة من أكبر ملتقى استثماري بالمنطقة على مدار ثلاثة أيام، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ورئيس مركز دبي المالي العالمي، حيث يهدف المؤتمر إلى توفير المناخ الملائم لعقد الاجتماعات المباشرة بين أبرز القيادات الحكومية وكبار المستثمرين والمؤسسات المالية الرائدة حول العالم وممثلي الإدارة التنفيذية في كبرى الشركات الإقليمية المدرجة .
أكبر ملتقى
وفي هذا السياق قال عوض، إن المؤتمر هذا العام نجح في ترسيخ مكانته كأكبر ملتقى استثماري بمنطقة الشرق الأوسط شمال إفريقيا .
وأعرب عوض عن اعتزازه بالمشاركة والحضور القوي للمؤسسات المالية والاستثمارية على الساحتين الإقليمية والدولية، وكذلك كبار المسؤولين الحكوميين وأبرز الشركات الرائدة بالقطاعات الاقتصادية الرئيسية في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
كما لفت إلى أنه يتطلع إلى المشاركة بالاجتماعات المباشرة من أجل تسليط الضوء على فرص الاستثمار الجذابة والتعرف إلى مستجدات أسواق الأسهم على مستوى المنطقة .
ويحرص على المشاركة في المؤتمر مجموعة كبيرة من أبرز الشركات الإقليمية التي يبلغ رأسمالها السوقي نصف تريليون دولار تقريباً، وتعمل بالقطاعات الاقتصادية الأسرع نمواً في المنطقة، ومنها الخدمات المالية والطاقة والسلع الاستهلاكية والاتصالات والرعاية الصحية والمشروعات الصناعية والمرافق والبنية التحتية ومواد البناء والتطوير العقاري والفنادق والضيافة .
تحولات المشهد الاستثماري
وتناول المؤتمر مجموعة من القضايا والموضوعات المحورية، ومنها التحولات المرتقبة بالمشهد الاستثماري خلال الفترة المقبلة من تزايد وتيرة الطروحات العامة في مصر خلال عام ،2015 وتوقعات زيادة صفقات الدمج والاستحواذ في مجلس التعاون الخليجي في ظل أزمة السيولة العالمية وهبوط أسعار النفط .
وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر (EFG Hermes One-on-One) يعمل على تزويد الحاضرين برؤية متكاملة حول الفرص الاستثمارية التي ينبض بها السوق المصري، وذلك في إطار الاستعداد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري المقرر انعقاده بمدينة شرم الشيخ 13 مارس المقبل .
نبذة عن الفرص
واستطرد عوض أن المؤتمر هذا العام يوفر للمشاركين نبذة عامة على الفرص الاستثمارية بالسوق المصري قبيل انطلاق المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، مشيراً إلى أن المجموعة المالية هيرميس تعمل حالياً مع الحكومة وعدد من مؤسسات القطاع الخاص الكبرى لدفع عجلة النمو الاقتصادي في مصر وإعداد قائمة بالمشروعات الاستثمارية المقرر عرضها خلال مؤتمر شرم الشيخ، وغيره من المناسبات الاستثمارية المماثلة التي تؤكد أن مصر باتت مستعدة لاستئناف النشاط الاستثماري من جديد .
ومن جهة أخرى كشف محمد عبيد رئيس قطاع الوساطة في الأوراق المالية بالمجموعة المالية هيرميس، أنه يتوقع استمرار موجة التعافي الاقتصادي في مصر، فضلاً عن تصريحات رئيس هيئة السوق المالية السعودية والتي تفيد بأن عدداً من الشركات العامة قد تلجأ لطرح أسهمها للاكتتاب العام، وهو ما يرجح صدارة مصر والسعودية لمشهد الطروحات العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال النصف الأول من العام الجاري .
ويأتي ذلك بالتزامن مع خطة فتح سوق المال للمستثمرين الأجانب واحتمالية حدوث ذلك بحلول منتصف العام .
أسواق أسهم الإمارات
وأبدى عبيد من جهة اخرى تفاؤله حيال مستقبل أداء أسواق الأسهم الإماراتية، وتوقع انتعاش سوق الاكتتابات الأولية العامة الجديدة في الإمارات بحلول النصف الثاني من العام الجاري . وقال إن هناك اهتماماً من المستثمر الأجنبي بالأسواق الإماراتية، لكنه لفت إلى أهمية تنويع الشركات والقطاعات الموجودة في السوق لتعكس بشكل أفضل الواقع الاقتصادي للإمارات .
ومن جانبه أوضح وائل زيادة رئيس قسم البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، أن هبوط أسعار النفط من المرجح أن يتسبب في تباطؤ نشاط الأسواق المالية في دول الخليج خلال النصف الأول من عام2020 بعد نشاط ملحوظ وبالأخص في سوق الطروحات العامة بشتى أسواق المنطقة خلال عام ،2014 في إشارة إلى بيانات السوق المستقلة التي أبرزت تنفيذ 27 عملية طرح عام أولي بقيمة إجمالية 5 .11 مليار دولار على مدار عام ،2014 مقابل 25 عملية طرح عام بقيمة 3 مليارات دولار فقط خلال عام 2024 .
ولفت زيادة إلى أن المجموعة المالية هيرميس اشتركت في تنفيذ عدة طروحات كبرى من بينها طرح شركة إعمار مولز وشركة الإمارات ريت وشركة دبي باركس اند ريزورتس بالإمارات، وكذلك طرح الشركة العربية للأسمنت في أول عملية طرح عام بالبورصة المصرية منذ أواخر 2024 .
وتابع زيادة أن شركته تتوقع زيادة في نشاط الدمج والاستحواذ في السوق المصري، والذي شهد اثنتين من صفقات الدمج والاستحواذ من خلال عروض تنافسية بقطاع الأغذية خلال العام الجاري .
مكانة دبي
وتابع زيادة أن مجلس التعاون الخليجي يتعامل مع تداعيات هبوط أسعار النفط من مركز قوة . ففي الإمارات على سبيل المثال تعتبر دبي مركزاً للتجارة والتمويل وتزداد مكانتها أهمية يوماً بعد يوم، كما أن معرض Expo2020 سيظل حافزاً رئيسياً لنمو معدلات الإنفاق بالقطاع العام .
ومن ناحية أخرى فإن المملكة العربية السعودية ماضية بخطة فتح سوق المال للمستثمرين الأجانب خلال هذا العام، غير أنه ليس متوقعاً أن يستقبل السوق السعودي تدفقات استثمارية ضخمة إلى حين ارتفاع تصنيفه على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة، وهو ما استبعد زيادة حدوثه حتى عام ،2017 دون أن يقلل ذلك من جاذبية الفرص التي يطرحها السوق السعودي للمستثمرين الاستطلاعيين من ذوي الاهتمام والإقبال المتزايد على الأسهم السعودية .
وأوضح زيادة أن المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ سيساعد على إعادة مصر لخريطة الاستثمار العالمية عن طريق عرض قدرة مصر على طرح رؤية اقتصادية ممثلة في المشروعات المعروضة – سواء النفطية أو غير النفطية – مع عرض مشروعات تمثل الرؤية الاقتصادية لمصر بناءً على الاحتياجات الحقيقية .
وأشاد زيادة بجدية الخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية نحو إجراء تعديلات تشريعية ورقابية واضحة مثل إعداد قانون الاستثمار الموحد والمضي قدماً بإقرار ضريبة القيمة المضافة، وغيرها من الخطوات الحاسمة التي ستنعكس إيجاباً على استعادة ثقة المستثمرين .
وقام كريم عوض بتوجيه الكلمة الافتتاحية للمؤتمر وأعقبها إجراء مقابلات حوارية مع أشرف سلمان وزير الاستثمار المصري، وكذلك الدكتور جورج فريدمان خبير العلوم السياسية والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة STRATFOR الرائدة دولياً في مجال الدراسات الاستراتيجية .
فريدمان: القرار بالساحة النفطية لم يعد بيد طرف واحد
أشاد جورج فريدمان في بداية حديثه بالتطور اللافت والمستمر الذي يراه في كل زيارة له لدبي وللإمارات، وقال إن هذا التطور يجعل من دبي المكان المثالي لإقامة مثل هذا المؤتمر الضخم .
وتحدث عن التراجع في أسعار النفط قائلاً إنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بأسعار النفط مع المتغيرات العديدة والمتسارعة التي تحكم القطاع .
لكنه قال إن ما يدعو للاستغراب هو صمود الأسعار عند مستوياتها المرتفعة ولسنوات طويلة متتالية .
وعزا التراجع في أسعار النفط لعدد من العوامل منها تباطؤ النمو في الصين، المستهلك الأكبر للنفط في العالم، وكذلك إلى الوضع في أوروبا التي يصعب عليها إلى اليوم الخروج من أزمتها مع ارتفاع مستويات البطالة حتى اليوم وبمستويات تضاهي البطالة في الولايات المتحدة خلال الأزمة .
وقال إن تراجع أسعار النفط ليس له أسباب جيوسياسية وإنما له نتائج جيوسياسية .
وحول قراءته لقرار الأوبك بتثبيت مستويات الإنتاج قال فريدمان إن القرار في الساحة النفطية لم يعد يرتكز في يد طرف بعينه كما في السبعينات بل بات هناك اكثر من مشارك وهم السعودية والولايات المتحدة وروسيا، وحتى في الولايات المتحدة فإن القرار بيد أطراف استثمارية متعددة وليس فقط الحكومة الأمريكية .