أرقام
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 50% منذ يوليو/تموز الماضي، وبدأت بعض الأنظار تتجه إلى صناعة الطاقة المتجددة وآثار ذلك عليها، وسردت وكالة "بلومبرج" في تقريرها سبعة أسباب وراء عدم تأثر إنتاج الطاقة المتجددة بالهبوط المستمر لأسعار النفط.
1. الطاقة الشمسية لا تتنافس مع النفط
تكمن أغلب استخدامات النفط في كونه وقودا للسيارات، ولكن الطاقة المتجددة تستخدم من أجل إنتاج الكهرباء، وهما لا يتنافسان مع بعضهما البعض، فإن النفط غالي الثمن كثيراً للشبكات الكهربائية حتى في ظل الانخفاض الحالي للأسعار دون 50 دولاراً للبرميل، ولكن الطاقة الشمسية تتنافس مع الفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية، ورغم اعتماد إنتاج الكهرباء على أقل من 1% على الطاقة الشمسية، إلا أن هناك توقعات بأنها ستكون المصدر الوحيد في عام 2050.
2. لا تزال أسعار الكهرباء في ارتفاع مستمر
إن الخطورة الأكبر على الطاقة المتجددة ليست في انخفاض أسعار النفط، بل في كون الكهرباء رخيصة الثمن، وظهر ذلك جلياً في الآونة الأخيرة بعد توسع الولايات المتحدة في إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي، ورغم ذلك، لا تزال الأسعار في ارتفاع، ويرجع ذلك إلى أن الوقود ليس العنصر الوحيد في فاتورة الكهرباء، بل إن المستهلكين يجب عليهم الدفع للحصول على هذه الطاقة.
وفي السنوات الأخيرة، ارتفعت تكاليف إنتاج الكهرباء وتوصيلها للمنازل في الولايات المتحدة، كما تزايدت الاستثمارات في الشبكات الكهربائية منذ عام 1980 إلى 27 مليار دولار في 2024، وهو ما أدى إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء، وبالتالي، لا تزال الطاقة الشمسية جاذبة للاستثمار.
3. أسعار الطاقة الشمسية في انخفاض متواصل يُظهر الرسم البياني الهام أن الطاقة الشمسية سوف تكون المسيطرة في الفترة المقبلة بسبب التكنولوجيا وليس الوقود، وتتزايد كفاءة استخدام هذه الطاقة، كما تنخفض الأسعار في نفس الوقت كما يبدو، حتى إنه من الممكن أن تقل أسعار إنتاج الكهرباء من الشمس عن الفحم والغاز الطبيعي، وفي بعض الدول الغنية بالنفط، كالإمارات العربية المتحدة، يتم التوسع في إنتاج الطاقة من الشمس إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 لتصل إلى 15% من إجمالي إنتاج البلاد من الطاقة.
4. المبيعات الجيدة للسيارات الكهربائية
تشير الحكمة التقليدية إلى أن الانخفاض الحالي لأسعار النفط يمثل تهديداً للسيارات الكهربائية، كان ذلك حقيقياً في الماضي، ولكن الأمور اختلفت الآن، فقدا تزايدت مبيعات السيارات الكهربائية بحوالي الثلث خلال عام 2024.
وهناك 3 أسباب وراء عدم تأثر مبيعات السيارات الكهربائية بانخفاض أسعار النفط:
· منذ عام 2024، لا توجد علاقة بين أسعار البنزين والسيارات الكهربائية.
· في أوروبا، الضرائب على الوقود مرتفعة للغاية، وبالتالي تعد أسعار الخام أقل أهمية، ففي النرويج على سبيل المثال، انخفضت أسعار البنزين من 10 إلى 9 دولارات للجالون، ولكن السيارات الكهربائية لا تزال مطلوبة.
· أما في الصين، فقد زادت الحكومة من دعمها للسيارات الكهربائية بسبب تزايد مخاطر التلوث.
5. أسعار البنزين للمستهلك لم تنخفض بقدر أسعار النفط
لم تتراجع أسعار البنزين بقدر الهبوط المستمر في أسعار النفط لسببين، وذلك لأن بعض الدول من بينها الهند وإندونيسيا بدأت في استغلال هذا الانخفاض في خفض الدعم الذي تدفعه من موازناتها على الوقود، والسبب الثاني هو أن دولة مثل الصين قد استغلت الانخفاض في أسعار النفط من خلال زيادة الضرائب على البنزين.
6. لن تظل أسعار النفط منخفضة إلى هذا الحد للأبد
إن القاعدة الذهبية التي يجب أخذها في الاعتبار هي أن أي شيء هابط سوف يرتد نحو الارتفاع مرة أخرى، فقد تسبب الهبوط المستمر لأسعار النفط إلى خفض الاستثمارات في عمليات التنقيب، وتراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة، وبالتالي سوف يتناقص المعروض بعد ذلك، لترتفع الأسعار بدورها مجدداً.
ويتوقع بعض الخبراء أن تظل أسعار النفط عند المستويات الحالية لأكثر من عام، ورغم ذلك الانخفاض، إلا أن أسعار الطاقة المتجددة سوف تواصل الهبوط هي الأخرى، وفقاً للمحللين لدى "دويتشيه بنك".
7. الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة في تزايد مستمر
ارتفعت الاستثمارات العالمية بنسبة 16% إلى 310 مليارات دولار في الطاقة النظيفة خلال عام 2024، وبدأت الكثير من الدول في التوسع في هذا القطاع عقب تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن المناخ وضرورة خفض انبعاث الكربون من استخدام الوقود التقليدي وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة.