يرصد كتاب «رحلاتي في صحراء الإمارات»، لمؤلفه جمال السيد درة، سمات البيئة الإماراتية ومكوناتها، واصفا جماليات الحياة الاجتماعية، وحميمية التراث والعادات والتقاليد فيها. ويتتبع المؤلف جميع تلك الجوانب، من خلال قراءاتها الجمالية والبحثية الاستنباطية، ضمن محطات رحلات متنوعة أجراها، شملت مجموعة كبيرة من الأماكن في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يبدأ درة كتابه في الإشارة إلى أنه نشأ في إحدى قرى الدلتا في مصر.. وبذا عاش وخبر جماليات النمط الحياتي المتوارث منذ آلاف السنين، المعتمد على الزراعة وتربية الماشية والطيور المنزلية. ويلفت إلى جملة أشياء أخرى هناك، تمتزج بالحياة اليومية للناس، كنظم الري وصوامع تخزين الغلال..
وغير ذلك الكثير من الملامح الريفية العابقة بالبساطة والبهاء. ويتحول المؤلف إلى الحديث عن انتقاله في أواسط تسعينيات القرن الماضي للعمل في الإمارات، ومن ثم انكبابه على البحث المعمق عن ملامح الموروث..كذلك التركيز على تتبع جذور الموروث وجماليات الحياة بفطرتها الأساسية لدى أهل الإمارات، خاصة في كثير من المناطق النائية.
يبين درة، أن بداية اكتشافه العملي في هذا الجانب، والغوص فيه بعمق وطابع تخصصي، كانت مع معرفته بأبو أحمد النوخذة. الذي أثر فيه كثيرا. وكشف له عن روعة الكثير من العادات والمعالم التراثية الحياتية والمجتمعية العامة في الإمارات.فكانت البداية مع بر أم القيوين، حيث يشرح مسار الرحلة، وكيف أخذ يشتم مع مكونات البيئة والعمران فيه، عبق الماضي. وينتقل بعدها، إلى استعراض رحلته في الخط نفسه، إلى عمق الصحراء، واصفا روعة المكان وما يعكسه من شهادات على تاريخه المهم. ويطلعنا على مناظر الورود التي صادفها في بقع محددة، وكذا على الكثبان الرملية المنتشرة.
محطات ومطارح كثيرة في دولة الإمارات، يتحدث عنها المؤلف في كتابه، مدعما ذلك بصور توضيحية وتوثيقية. وفي هذا السياق، يستعرض رحلته إلى بياته- الدقداقة، مبينا ان الأولى تمثل تجمعا سكانيا ريفيا صغيرا، ومشيرا الى انه سكنتها قبائل كثيرة في الماضي. ويعرض لطبيعة أعمال أهل المنطقة، ولعاداتهم وتقاليدهم ومفردات حياتهم اليومية.
تضم محطات الرحلات في الكتاب، أماكن كثيرة موزعة في مناطق الدولة المختلفة. ومن بينها رحلة المؤلف الى : الذيد – المنامة – الغيل. إذ يبين لنا كيف بدأت رحلته تلك من دبي الى الشارقة، ومنها الى الذيد. كما يسجل ملامح الطريق في خط سيره، راصدا جملة سمات جمالية في المكان. ومن ثم ينتقل الى الحديث عن خصوصيات البيئة المحلية في كل منطقة على حدة. وكذلك تراثها وتقاليد اهلها واهتماماتهم. ولا ينسى في هذا الصدد، تبيان أهمية موقع كل من تلك الاماكن، ودوره كنقطة حيوية.
تتنوع محطات الرحلة في كتاب درة. ولكنها تبقى مرتكزة إلى معيار وخط أساس، جوهره القراءة في جماليات المكان وأهله وطبيعة الموروث والعادات والتقاليد، وأنواع الزراعات وأشكال العيش والمعالم التراثية الفريدة . ويعرض لنا المؤلف في هذا الإطار، تفاصيل زياراته إلى مناطق وأماكن جديدة، ومنها : دبا، خورفكان، الفجيرة( وادي الفرقار، وادي ممدوح، إصفيني)، حتا، وادي القحفي، الشويهة، السماني، العين، عرادة، حميم، الليسلي، الفقع، العوير.
المؤلف في سطور
جمال السيد درة. كاتب مصري. لديه عدد من المقالات والدراسات.
الكتاب: رحلاتي في صحراء الإمارات