تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإلحاح يعطل مبادرات الطفل الذاتية واستقلالية قراره

الإلحاح يعطل مبادرات الطفل الذاتية واستقلالية قراره 2024.

لو تأملنا حال الأمهات مع أبنائهن، نجدهن يلهثن طوال اليوم خلفهم لحثهم على الدراسة، وتناول الطعام والنوم مبكراً، وعدم الاعتداء على بعضهم بعضاً. والغالبية منهن يؤكدن أنهن لو لم يفعلن ذلك ستعم الفوضي في المنزل، ولا يتحقق الإنجاز المطلوب كما يرون، وتخرج الأمور عن سيطرتهن.

في الحقيقة، هن محقات في ذلك، حسبما ترى بخيتة الظاهري «اختصاصية اجتماعية» بالعين، لكن هذا لا يعني أيضاً أن تهدر الأم طاقتها في الصراخ والإلحاح على أطفالها طوال اليوم؛ لأن ذلك يولد فيهم العناد والاتكال ولا يتيح لهم الفرصة لأخذ زمام المبادرة بأنفسهم، كما أن الإلحاح الزائد عن الحد مضر ونتائجه سلبية دائماً.

المبادرةتؤكد الظاهري أن بمقدور الأم تعويد طفلها على المبادرة منذ صغره من خلال تعويده على المشاركة في أعمال المنزل، والاعتماد على نفسه في الأمور البسيطة، وحين يكبر ويبدى رغبة في تولي بعض المسؤوليات بنفسه، عليها أن تتيح له الفرصة وتكتفي بدور المراقب من بعيد فلا تتدخل إلا عندما يتعثر أو تشعر أنه بحاجة ماسة إلى المساعدة.
وتقول: فمثلاً عندما يبدأ في الذهاب إلى المدرسة توضح له أنه كبر الآن، وعليه التزامات ينبغي الإيفاء بها، من بينها النهوض مبكراً والوصول إلى المدرسة في الموعد المحدد، وإذا ما حدث في إحدى المرات أن تلكأ في النهوض من فراشة وفاته موعد الحافلة، لا ينبغي عليها أن تقله إلى المدرسة بنفسها، بل تتركه في المنزل لكي يدرك عواقب أفعاله، وعلى عكس ما قد يبدو لنا نحن الأمهات، الغالبية من الأطفال يهابون معلماتهم ويكرهون أن يفوتهم شيء في دراستهم، والشيء نفسه عندما يتلكأ في الانضمام إلى العائلة على طاولة الطعام، لا ينبغي الإلحاح عليه أو تأخير الجميع حتى يصل هو، بل الأفضل أن تبدأ الأسرة في تناول طعامها وتتركه يأكل بعد ذلك وحيداً ليتعلم احترام قواعد البيت ومراعاة مشاعر أفراد الأسرة.

العلاج السلوكي

الدكتور أحمد يوسف استشاري الطب النفسي بمركز التأهيل الوطني في أبوظبي، يوضح أن الإلحاح على الأطفال إذا أسفرت عنه نتائج إيجابية، فلن تكون دائمة، وقد يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات لدى الصغار مثل الرهاب، والعناد، ولعلاج مشكلة عدم استجابة أي طفل لأوامر والديه، يجب معرفة طبعه أولاً، حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال ينقسمون إلى ثلاث مجموعات في طباعهم، هي: الطفل السهل، والمعتدل المزاج، والصعب، والنوع الأخير يحتاج بالتأكيد إلى تعديل في السلوك بطرق معينة، ومن واقع التجارب فإن الإلحاح من الأبوين قد يتبعه عنف تجاه الطفل حال عدم انصياعه للتوجيهات، وهذا العنف، خصوصاً في الطفولة المبكرة له آثار سلبية على شخصية الطفل.ويضيف: إن الأمر حساس، وعلى الأبوين أن تكون لديهما مهارة في التربية والتعامل بحكمة، لا سيما مع الأطفال الذين يستطيعون إيجاد وسائل سهلة لإقناعهم بشيء ما، فكل المدارس تنصح بالعلاج السلوكي من خلال تحفيز الطفل ومعاملته بلطف، حيث يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية.

خلل في الرسالة

ويرى محمد فريج الاختصاصي النفسي في المركز الأميركي النفسي والعصبي في دبي، أن الإلحاح قد يكون مشكلة لدى أحد الأبوين، حيث يعتقد بعض منهم أن عدم استجابة الطفل للأوامر معناه أنه لا يحترمه، مما يثير قلقاً لديه يجعله يصر على تنفيذ أوامره مهما كانت العواقب، مشيراً إلى أنه إذا كان الطفل لا يستجيب للأوامر والأفكار، التي يقولها الأهل، فمعنى ذلك أن هناك خللاً في الرسالة المطلوب إيصالها له، كأن تكون مثلاً غير مفهومة لديه.

ويقول: كثيراً ما يشكو الآباء والأمهات عدم سماع الأطفال كلامهم، وقد يحدث ذلك بسبب مشكلات عضوية لدى بعض الصغار، فمنهم من لا يسمع جيداً في بعض الحالات، ومنهم من لا يرغب في الرد خوفاً من العقاب، حال رفضه بعض الطلبات التي لا تروق له، وعموماً أنصح الوالدين دائماً بالحوار؛ لأنه أساس التربية الجيدة والتنشئة السليمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.