تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الخلط والتشابه صفة سائدة بين «اسبرجر» و«التوحد»

الخلط والتشابه صفة سائدة بين «اسبرجر» و«التوحد» 2024.

رى العديد من المتخصصين أن متلازمة «اسبرجر» مجرد شكل أخف من اضطراب التوحد، ويستخدم مصطلح التوحديين أو «الذاتويين» لوصف هؤلاء الطفال. ويصف أوتا فريث، وهو أستاذ في معهد علم الأعصاب الإدراكي من جامعة كامبريدج في لندن أن أطفال «اسبرجر» عادة ما يوصفون بوجود نوع من الاندفاعية تميزهم عن أطفال التوحد في حين أن متلازمة «أسبرجر» هي واحدة من اضطرابات طيف التوحد أو الاضطرابات النمائية الشاملة.

في عام 1994، تمت إضافة اضطراب «اسبرجر» إلى تشخيص الرابطة الأميركية للطب النفسي والإحصائي للاضطرابات العقلية (dsm-iv)كاضطراب منفصل عن مرض التوحد. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من المختصين الذين يعتبرون اضطراب «اسبرجر» شكلاً أقل حدة من مرض التوحد. وفي عام 2024، جاء التصنيف dsm-5 ليفصل بين اضطراب التوحد من جانب واضطراب «اسبرجر» والاضطرابات النمائية الأخرى من جانب آخر مع تشخيص مظلة اضطراب طيف التوحد.

يوضح خالد بركات، أختصاصي النطق والتخاطب في مركز أبوظبي للتوحد، أن هانز اسبرج قام بعمل توصيف الأطفال الذين يفتقرون لمهارات التواصل غير اللفظي، والذين يظهرون تعاطفاً محدوداً مع أقرانهم، ويتحركون -جسدياً- بشكل أخرق أو مرتبك. وبعد مرور خمسين سنة، تم تسجيل وتشخيص المرض بشكل معياري، لكن هناك أسئلة حول جوانب كثيرة من المرض لا تزال قائمة حتى الآن. وعلى سبيل المثال، يوجد شكٌ عالق حول ما إذا كان المرض يختلف عن التوحد عالي الأداء، وبسبب ذلك -جزئياً- فإن انتشار طيف «اسبرجر» لم يثبت بشكل قاطع. والسبب الدقيق للمرض ليس معروفاً، وعلى الرغم من أن الدراسات والأبحاث تدعم احتمال وجود أسس جينية للمرض، فإن تقنيات التصوير الدماغي لم تتعرف بعد على أمراض واضحة مشتركة لدى المصابين.
ويكمل بركات: ما يميز اضطراب «اسبرجر» من التوحد الكلاسيكي، أن له أعراض أقل حدة مع غياب التأخير اللغوي. فالأطفال الذين يعانون من اضطراب «اسبرجر» قد يتأثرون بشكل طفيف، وكثيراً ما تكون لغتهم جيدة والمهارات المعرفية لديهم شبه طبيعية.

ربما يكون نقص تعاطف المصاب مع الآخرين هو الجانب الأكثر اختلالًا عند مريض «الأسبرجر». ويعاني الأفراد المصابون بـ«الأسبرجر» صعوبات في القيام بعناصر التفاعل الاجتماعي الأساسية، مما قد يؤدي إلى فشل في تكوين صداقات جديدة أو السعي للحصول على المتعة أو عمل إنجازات مع آخرين (على سبيل المثال، يصعب عليه التعبير عن الأشياء التي يحبها للآخرين)، كذلك فهو يعاني نقصاً في تقديم المعاملة بالمثل اجتماعياً وعاطفياً، ويعاني ضعفاً في السلوكيات اللفظية مثل التواصل بالعين، التعبيرات عن طريق الوجه، أوضاع الجلوس، والإيماءات.

وعلى عكس أولئك المصابين باضطراب التوحد، لا ينسحب على مرضى «الاسبرجر»، بل إنهم يقتربون من الآخرين، حتى ولو على نحو مرتبك. وعلى سبيل المثال، فإن شخصاً مصاباً بـ«الأسبرجر» قد يشارك في خطاب من جانب واحد مع شخص آخر، ويبدأ في الحديث المطول عن موضوع مفضل، دون أن ينتبه إلى مشاعر المستمع أو إلى ردود فعله، مثل حاجة الآخر إلى الخصوصية أو إلى تعجله للرحيل من المكان. هذا الارتباك الاجتماعي يطلق عليه اسم «نشط لكن غريب». هذا الفشل في الرد بشكل مناسب مع التفاعلات الاجتماعية، قد يظهر على أنه عدم احترام لمشاعر الآخرين، ويمكن أن يفهمها الآخرون على أنه «تبلد شعور» من قبل المريض.

أما الفرضية القائلة، إن الأفراد الذين يعانون «الاسبرجر» هم أكثر ميلاً إلى السلوك العنيف أو السلوك الإجرامي، فقدخضعت للبحث، لكنها غير مدعومة ببيانات يمكن الاعتماد عليها، بل إن العديد من الشواهد تشير إلى أن الأطفال الذي يعانون المرض يكونون غالباً ضحايا أكثر منهم مصدر أذى للآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.