على الرغم من أن الحياة في رأس الخيمة، تفتقر إلى الرفاهية والأضواء الإعلامية التي تحظى بهما كل من أبوظبي ودبي، إلا أن سكان الإماراة، يحظون بالهدوء والمساحات الشاسعة، التي تجعلهم يفضلون العيش فيها، إلا أن رأس الخيمة لا تزال تعاني من نقص في المرافق العامة مثل المكتبات والحدائق، كما أدى تزايد أعداد الذين يسكنون أو يعملون في الإمارة إلى الازدحامات المرورية وارتفاع الإيجارات.
وتزايدت الدعوات لبلدية رأس الخيمة لتحسين البنية التحتية في الإمارة، بهدف الحفاظ على سمعة رأس الخيمة كواحدة من الإمارات التي تجذب السياح من أنحاء العالم، ومن القضايا التي أثيرت مؤخراً تعرض الإماراة للفيضانات في شهر يناير الماضي عقب هطول الأمطار، مما تسبب بأضرار كبيرة في المنازل والشوارع، إلا أن السكان يدركون أن هذه المشاكل في طريقها للحل، مع الازدهار الاقتصادي الذي تشهده الإماراة وتدفق أموال السياحة.
ويقول ناهيل سعد الذي يعيش في راس الخيمة منذ أكثر من 20 عاماً: “لا تملك الإماراة الكثير من الإيرادات المادية كالإمارات الأخرى، وعلى الرغم من ذلك فالأمور والخدمات تتحسن يوماً بعد يوم”.وقالت ربة منزل فلسطينية تبلغ من العمر 48 عاماً أن عامل الجذب الرئيسي بالنسبة لها للسكن في رأس الخيمة هو أسلوب الحياة الهادئة فيها، والإحساس بالانتماء للمجتمع، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف المعيشة بالمقارنة مع مناطق أخرى في الإمارات العربية المتحدة، وذلك على الرغم من نقص المرافق العامة كالحدائق والمكتبات.
وتضيف بأن رأس الخيمة تحتاج إلى المزيد من المناطق والحدائق العامة للأطفال، بالإضافة إلى قلة خيارات الترفيه بالنسبة للسكان، والتي تقتصر على المراكز التجارية والكورنيش والشاطىء، ولا يوجد مكتبة عامة كبيرة في المدينة.
إلا أنها تؤكد في نفس الوقت على رضاها عن نمط الحياة الاجتماعية السائد في رأس الخيمة، حيث تربطها علاقة وثيقة بجيرانها الذين تزورهم ويزورونها بشكل دائم، وتتشارك معهم في الأفراح والأتراح على حد سواء كعائلة واحدة، على عكس بعض الإمارات الأخرى التي لا يعرف فيها السكان في نفس البناء بعضهم البعض.
أما السيدة سارة كنيدي وهي بريطانية تبلغ من العمر 35 عاماً انتلقت من دبي إلى رأس الخيمة مؤخراً فتؤكد على أنها راضية عن السكن في رأس الخيمة، ولا تشعر بالندم على ذلك على الرغم من أنها كانت تسكن في منطقة أبراج بحيرات جميرا بدبي، إذ وجدت فرقاً شاسعاً في الإيجارات وتكاليف المعيشة بين المدينتين، فهي تقيم في الوقت الحاضر في منزل مكون من 5 غرف نوم، في حين كانت تعيش في استديو صغير بدبي.
وعلى الرغم من شعورها بالهدوء والراحة في رأس الخيمة، إلا أن السيدة سارة تؤكد في نفس الوقت على ضرورة أن يبذل المسؤولون في الإماراة مزيداً من الجهور لإنهاء عدد كبير من المشاريع المتوقفة، كما أشارت إلى ضرورة أن يتم توسيع مطار رأس الخيمة لاستيعاب المزيد من الرحلات الجوية.
إلا أن العديد من السكان في رأس الخيمة لاحظوا تزيداً ملحوظاً في عدد السكان الذين يعملون أو يسكنون في رأس الخيمة، مما تسبب بارتفاع الإيجارات فضلاً عن الاختناقات المرورية على الطرق السريعة، مما أثار الدعوات للبلدية للنظر في سبل تحسين البنية التحتية في المدينة.