أطنان من القاذورات، ونملأ حاويات القمامة بأنواع شتى منها، دون أن نفكر في من يزيلها ويحيل المكان جنة، ودون أن نكلف أنفسنا عناء التفكير في كم من وقت ومال وجهد استغرق ذلك، لأننا ببساطة نحصل على هذه الخدمة بكل سهولة من غير أن نسهم فيها لا بالجهد ولا حتى العمل.
لو كنا نتحلى بثقافة احترام المهن البسيطة، ونعتني بفئة تعد من أكثر الفئات العاملة في كل مكان، لما تجرأت معلمة في مدرسة خاصة في دبي أن تعاقب تلاميذ لديها على سوء سلوكهم بتعليق لوحة كتب عليها «عامل نظافة» على رقابهم، ليس من باب تقدير عامل النظافة أو الالتفات إلى المجهود الكبير الذي يبذله وأهمية ما يقوم به، بل سخرية واستهزاء وتقليل من قدره.
في البيوت نربي الصغار على احترام الفئة المساعدة، ونؤكد لهم أن هؤلاء من أكثر أفراد البيت أهمية، لأنهم سبب النظافة والترتيب والجمال، فما بالنا بالمدرّسة تفعل شيئاً آخر يقود إلى مفهوم مغاير لما تعلمه الصغير من والديه؟!
نتمنى من وزارة التربية والتعليم، أن تضغط على مكابح ممارسات بعض العاملين في بعض مدارسها، وتعيد حسابات ربما تركت منذ زمن وأصبحت اليوم في حاجة إلى ضبط وربط حتى لا تفلت زمام الأمور، وهذه الممارسات تبقى في نطاق سلوكيات فردية شاذة لا تستحق التعميم.
لا ننكر أن مدارسنا في القطاعين العام والخاص تضم كوادر وكفاءات تربوية وتعليمية تعمل بجد، تعطي ما لديها بكل إخلاص وتفان، تؤدي أدواراً مهمة في سبيل غرس القيم في نفوس النشء وتعزيز المثل لديه من خلال ما تعكسه عليه من سلوك وعمل يومي.