للرابع من يناير معنى ووقع خاص في قلب كل إماراتي. فهو يصادف ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي ومنصب نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات.
مست إدارة محمد بن راشد حياة كل إماراتي وكل مقيم على أرض هذه الدولة وهو الذي قال «هذا هو نهج أخي الشيخ خليفة، ونحن في هذا الحكومة نمضي وفق هذا النهج، المواطن يأتي أولاً وثانياً وثالثاً». لقد تميز الشيخ محمد بأنه صاحب شخصية ديناميكية وقيادي امتلك رؤية استشرافية قل نظيرها في عالمنا المعاصر.
قيادي فذ تميز بحنكته ورغبته القوية في التغير الإيجابي الذي يمس حياة كل البشر وهو الذي قال «وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع». امتلك محمد بن راشد شخصية ذات كاريزما عالية وروح قيادية متميزة.
فلا غرو أن يصبح أسطورة في عالمنا العربي حيث ارتبط به تطور دبي المعاصر تماماً كما ارتبط بأبيه راشد بن سعيد تطور دبي الحديث. كلاهما شخصيات استثنائية خرجت عن نطاق السائد والمألوف في زمانها واختطت لنفسها مساراً لا سابقة له.
وكما تميزت شخصية محمد بن راشد كذلك كانت ذكرى تسلمه مقاليد الحكم. فهو لم يشأ أن تكون تلك المناسبة لتلقيه التهاني والتبريكات بل أرادها أن تترك أثراً إيجابياً على المجتمع كافة وتستفيد منه في كل مرة شريحة مجتمعية.
فكانت تلك المناسبة تارة لتكريم الأيتام وتارة أخرى لتكريم العلماء وتارة ثالثة للاحتفاء بقضية ما لتظل تلك المناسبة ذكرى في ضمير المجتمع قبل أن تبقي ذكرى في الأذهان. المتتبع لمسيرة محمد بن راشد يصل إلى اقتناع بأنه ليس أمام شخصية قيادية فذة وصاحب كاريزما عالية فحسب بل أمام فكر مجدد وقيادي مفعم بروح التغير الإيجابي.
ويمكن القول إن شخصية القائد محمد بن راشد تقوم على أربعة أركان مهمة وهي الرؤية والقيادة والإدارة والريادة. هذه الأركان هي التي جعلت من محمد بن راشد قائداً فذاً وفي الوقت نفسه ميزت شخصيته وجعلته قريباً من قلوب الناس.
فإذا ما تمعنا في شخصيته وجدنا أنه يتميز برؤية أو ما يعرف باسم vision والتي أن امتلكها القائد استطاع الوصول إلى الأفضل عبر قدرته على تحويل كل أحلامه إلى واقع حقيقي معاش قادر على إسعاد الناس. أما الصفة الثانية فهي امتلاكه لروح القيادة والتي تدفعه إلى التحرك من نقطة إلى أخرى في نسق منظم.
الصفة الثالثة هي الإدارة الجيدة والتي تدفعه دوماً إلى التطلع إلى أفضل الممارسات وتطبيقها. هذه الصفة هي التي تدفع بالمجتمع ككل إلى الإبداع والابتكار والتي هي في الواقع ترجمة لخطط الإداري المتميز.
الصفة الرابعة هي الريادة الإيجابية والتأكيد دوماً على أن ما تحقق على أرض الواقع ليس بالضرورة هو النهاية بل التطلع نحو واقع أفضل دوماً. أمثلة عديدة يقدمها محمد بن راشد كقائد صاحب رؤية وإداري صاحب مبادرة وزعيم صاحب أرادة. لم يترك مناسبة تمر دون أن يترك أثراً في مجتمعه ومحيطه الإقليمي والعربي.
تمتع محمد بن راشد بشخصية ذات كاريزما عالية جعلته قريباً من الناس. فهو قائد جماهيري من الطراز الأول.
فنجده حاضراً بين الناس في الأماكن العامة وفي المؤتمرات واللقاءات العلمية والثقافية تارة كمحاضر وتارة أخرى كراعٍ لتلك المناسبات المجتمعية، الحضور الجماهيري اللافت للشيخ محمد يجعل منه شخصية محببة للكبار والصغار ويجعله قدوة ومثلاً. وكما يبدى الشيخ محمد ابتهاجاً كبيراً بوجوده بين الناس، يحس الناس بالابتهاج والثقة والتفاؤل بوجوده بينهم.
فقلة من القادة والزعماء اليوم قادرون على بث شعور التفاؤل والثقة بين الناس. إحدى أهم الصفات الجميلة التي يتمتع بها الشيخ محمد بن راشد هي تشجيعه لروح النقد البناء وفتحه المجال للاستماع للرأي والرأي الآخر. فتح المجال للنقد البناء المسؤول يهيئ الفرصة لجميع الآراء والمقترحات للوصول إلى صانع القرار وبالتالي إشراك المجتمع في أي قرار يخصه.
ويمكن أن يكون محمد بن راشد من أوائل القادة العرب الذين أشركوا الجمهور في جلسات العصف الذهني التي أقيمت في الإمارات في السنوات الفائتة وتم الاستماع إلى جميع المقترحات ووضع أفضلها في خانة التطبيقات المقترحة.
وجود شخصية تحمل كل هذه الصفات جعل من الإمارات دولة محظوظة تغبط من قبل الكثيرين. الكثيرون يتمنون لو كان لديهم شخصية كشخصية محمد بن راشد، والكثيرون يودون لو تنقل تجارب الإمارات في التنمية والتخطيط لدولهم.
فتحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد طريق الإمارات إلى كل ما تصبو إليه من رخاء وأمن وديمومة اقتصادية. أصبحت دولتنا محط أنظار العالم وبتنا مجتمعاً يضرب به الأمثال للوئام والسلام. كل ذلك بفضل قيادة رشيدة وحكم رشيد يسهر على خدمة كل من يقيم على أرض هذه الدولة.