أرقام
أكد تقرير نشرته "بيزنس ويك" أنه بالرغم من المشاكل الاقتصادية التي تواجه روسيا في الفترة الحالية، إلا أن الاستثمارات الأجنبية قد تتمكن من النجاح في موسكو.
وأوضح التقرير أن روسيا تعاني انهيارا للعملة المحلية، والتراجع الحاد في أسعار النفط، والصراع في أوكرانيا، والعقوبات الغربية، والهبوط الحاد في مؤشر البورصة الذي فقد نحو نصف قيمته العام الماضي، مع احتمالية استمرار هذه الخسائر خلال العام الجاري.
وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة للمغامرين، والباحثين عن الإثارة، أو الأثرياء، فإن روسيا لا تزال تملك إغراءً للاستثمار، حيث ضخ المستثمرون منذ شهر أغسطس/آب الماضي نحو 861 مليون دولار أمريكي في أكبر صندوق أمريكي للاستثمار في روسيا.
وذكر تقرير حديث لمؤسسة الأبحاث "افيفليتس" أن "في عالم الاستثمار فإن الأمر المٌريح ربحيته نادرة، فالاستثمار في روسيا الآن يعد أمرا مقلقا، ولكنه قد يحمل إيجابيات على المدى الطويل".
وأوضح أن المستثمرين يترقبون أي إشارة قد تصدر من قبل الحكومة بشأن احتمالية استعداد الرئيس "فيلاديمير بوتين" لاتخاذ خطوات لتخفيف الأزمة مع الغرب، أو القيام بإصلاحات اقتصادية.
وبالرغم من عدم جود أي إشارات على هذه التوجهات حتى الآن، إلا أن تاريخيا تميل الحكومات الروسية إلى "تسهيل الأعمال والقيام باصلاحات" عندما تتراجع أسعار النفط، بحسب مذكرة "دافيد هانر" الخبير الاستراتيجي لدى "بنك أوف أمريكا".
واعتبر الخبير أن تراجع أسعار النفط أدنى مستوى 50 دولارا للبرميل قد يدفع "بوتين" للقيام بإصلاحات في الاقتصاد الروسي، المعروف بأنه غير مٌنتج ويعتمد بشكل كبير على قطاع الطاقة.
كما تعمل العقوبات الغربية التي وقعتها على روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا على حرمان موسكو من التكنولوجيا ورأس المال الأجنبي الذي تحتاجه الأولى بشدة.
وأوضح تقرير "افيفليتس" أن العقوبات الغربية على روسيا "خفيفة نسبيا" مقارنة مع مثيلتها الموقعة على كوبا، وإيران، وكوريا الشمالية، كما أن موسكو تختلف في أنها تمتلك ديونا منخفضة، واحتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي، بالإضافة إلى استمرارها في تقديم معظم الطاقة التي تحتاجها أوروبا، ما يدل على أن أزمة العقوبات قد تنتهي.
ومقابل المخاطر الإضافية التي سيواجهها المستثمرون في روسيا، فإنهم سيحصلون على "صفقات رائعة"، فمعدل سعر الأسهم إلى الأرباح في مؤشر "إم إس سي إي" للأسهم الروسية يبلغ 4، مقارنة بنحو 18.1 لمؤشر "ستاندرد آند بورز" الأمريكي.
واعتبر التقرير أن معدل العائد على الأسهم الروسية يبلغ 16.9% سنويا خلال الأعوام العشر المقبلة، وهو ما يتجاوز أي سوق ناشئ أو متقدم.
ويتوقع المستثمرون أن يكون السوق الروسي ثاني أكبر الأسوق تقلبا في العالم خلال الفترة الحالية بعد تركيا، في حين أشار "بنك أوف أمريكا" أنه بدون إصلاحات اقتصادية في موسكو، فإن روسيا لن تتعافى من الأزمة الاقتصادية قبل عام 2024.