سيطرت حالة من الحذر على التعاملات في البورصات العالمية، حيث استسلمت المؤشرات لحالة القلق من تطورات أزمة اليونان التي تلاعبت بمؤشرات التداول العالمية، فيما تترقب الأنظار، القمة الطارئة لقادة منطقة اليورو، خلال اجتماعهم الطارئ غداً لحسم مشكلة الديون، وبحث إمكانية بقاء أثينا أو خروجها من منطقة اليورو.
هبطت الأسهم الأميركية أول من أمس قبل قمة أوروبية الأسبوع القادم، قد تحسم إمكانية بقاء اليونان في منطقة اليورو، لكن المؤشرات الرئيسة أنهت الأسبوع على مكاسب، وأغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة، وأسهم اليونان قرب أدنى مستوياتها في 3 سنوات، بفعل تواصل أزمة الديون، بينما تكبدت الأسهم اليابانية ثالث خسائرها الأسبوعية على التوالي، واستقر الذهب عند 1200 دولار في نهاية ثاني أسبوع من المكاسب، ليعزز المعدن الأصفر بريقه وسط الاضطرابات العالمية مع إقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن.
وانخفضت الأسهم في بورصة «وول ستريت»، حيث أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضاً 101.56 نقطة أو 0.56 % إلى 18014.28 نقطة في حين هبط مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقاً 11.49 نقطة أو 0.54 %، ليغلق عند 2024.75 نقطة. وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا منخفضاً 15.95 نقطة أو 0.31 % إلى 5177.00 نقطة. وينهي داو جونز الأسبوع مرتفعاً 0.6 % في حين صعد ستاندرد أند بورز 0.7 % وقفز ناسداك 1.3 %.
مكاسب الشركات
وارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة، مدعومة بمكاسب لشركات الاتصالات الفرنسية وتيسن كروب الألمانية لصناعة الصلب، رغم أن القلق بشأن اليونان قيد صعود السوق. لكن المؤشرات الرئيسة قلصت مكاسبها في أواخر التعاملات مع تراجع الأسهم الأميركية عن بعض مكاسبها الحادة التي سجلتها في الجلسة السابقة.
وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى مرتفعاً 0.34 % عند 1529.65 نقطة، لكنه ينهي الأسبوع على انخفاض قدره 0.9 %.
وكان بعض المستثمرون يتوخون الحذر بسبب المأزق الذي وصلت إليه المحادثات بين اليونان ودائنيها.
ويعقد زعماء منطقة اليورو، قمة طارئة غداً لمحاولة تفادي عجز اليونان عن الوفاء بالتزاماتها المالية، بعد إقبال اليونانيين على سحب أموالهم من البنوك وتراجع إيرادات الحكومة مع استمرار تعثر المحادثات.
وارتفع مؤشر إيه تي جي للأسهم اليونانية ببورصة أثينا 0.7 %، لكنه ما زال قرب أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، التي وصل إليها في وقت سابق هذا الأسبوع. والمؤشر اليوناني منخفض 17 % عن مستواه في بداية العام، في حين أن مؤشر يوروفرست مرتفع 13 %.
وساعدت إجراءات تحفيزي قوية من البنك المركزي الأوروبي في حماية الأسواق المالية الأوروبية من الضربات الناتجة عن مشاكل اليونان، وهو ما يمكن المستثمرين من الاحتفاظ بموقف إيجابي، على الرغم من القلق بشأن أثينا. ومن بين المؤشرات الرئيسة في أوروبا، أغلق مؤشر فايننشال تايمز البريطاني مرتفعاً 0.04 %، بينما صعد مؤشر داكس الألماني 0.54 %، ومؤشر كاك الفرنسي 0.25 %.
جاذبية الذهب
واستقر الذهب قرب أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع أول من أمس، في نهاية أسبوع ثان من المكاسب، بدعم من حذر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن رفع أسعار الفائدة، والمخاوف بشأن اليونان، رغم أن تعافي الدولار قيد مكاسب المعدن النفيس.
واستقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 1200.50 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر التداول في سوق نيويورك، بعد أن سجل يوم الخميس الماضي أكبر زيادة ليوم واحد منذ منتصف مايو.
وينهي المعدن الأصفر، الأسبوع مرتفعاً 1.8 %، وهي أكبر زيادة أسبوعية في أكثر من شهر. واستقرت العقود الأميركية للذهب عند 1201.90 دولار للأوقية عند التسوية قرب أعلى مستوى في حوالي أربعة أسابيع، الذي سجلته يوم الخميس الماضي.
حذر المركزي
وشعر المستثمرون بالارتياح تجاه حذر المركزي الأميركي هذا الأسبوع، بعد الضغوط التي وقعت على الذهب بفعل توقعات لارتفاع أسعار الفائدة الأميركية قريباً، للمرة الأولى في نحو عشر سنوات. وقد تقوض زيادة الفائدة، الطلب على الأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.4 % إلى 16.09 دولاراً للأوقية، بينما هبط البلاديوم 2 % إلى 704.50 دولارات للأوقية.
وارتفع البلاتين 0.1 % إلى 1082.24 دولاراً للأوقية.
تعميق الخسائر
تكبدت الأسهم اليابانية ثالث خسائرها الأسبوعية على التوالي حيث عمقت المؤشرات جراحها.
وعلى مدى الأسبوع نزل مؤشر نيكاي 1.1 %. وزاد توبكس 0.9 % إلى 1631.01 نقطة، لكنه خسر 1.2 % على مدى الأسبوع. وارتفع مؤشر نيكاي القياسي 0.9 % إلى 20244.24 نقطة أول من أمس ليصعد من أدنى مستوى في شهر الذي سجله الخميس وبلغت قيمة التداول 2.96 تريليون ين بما يزيد 10 % عن المتوسط في المئة يوم الأخيرة.
ولم تتأثر السوق تأثراً يذكر بعدما أبقى بنك اليابان المركزي على سياسته دون تغيير.