خ .م العين
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ السنة النبوية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لا شك أن أول حق من حقوق تنشئة الطفل على أمه هو حق الرضاعة، وقد أجرى الله سبحانه وتعالى اللبن في صدر الأم جامعا لكل أنواع الغذاء المناسب لتكوين الطفل، وألهم الله الأطفال وهداهم إلى الإقبال على امتصاص لبن الأم من ثديها بقدرته وحكمته، ونظم سبحانه وتعالى مدة الرضاعة لمن أراد إتمامها في قوله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" .
وعلى كل أم أن تؤدي واجب الرضاعة مادامت قادرة، فهو حق للطفل أجراه الله تعالى في صدرها، وحدد القرآن الكريم مدة الرضاعة بحولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ولا يمنع الإسلام الفطام قبل الحولين بشرط أن يكون بعد تراض وتشاور بين الأب والأم، وبحيث لا يلحق الطفل ضرر كما قال سبحانه وتعالى: "فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا" .
ولبن الأم هو الغذاء الإلهي الذي أعده الله تعالى وأجراه حقاً للطفل، وهو أنسب وأصح غذاء له، وقد أعد الله تعالى في الأيام الثلاثة الأولى في لبن الأم سائلاً خاصاً يسد حاجة الطفل إلى الغذاء في أول حياته، ولهذا السائل الخاص أثره في إصلاح الجهاز الهضمي لدى الطفل .
والأم المرضعة تستشعر بأنها تؤدي واجبها تجاه طفلها وتستشعر طعم الأمومة التي تجيش بها عواطفها فتقوى وجدانياً ومعنوياً، لأهمية حق الرضاعة، أكد الإسلام المطالبة به والحفاظ عليه رعاية للطفولة وحماية للأبناء .