اليابان تنتج أول طائرة للركاب بعد توقف نصف قرن
بعد مشاكل عدة، خرجت الطائرة ميتسوبيشي ريجيونال جيت (إم آر جي) اليابانية من المصنع لتدشن فصلا جديدا في الصناعات الجوية اليابانية التي لم تنتج طائرات مدنية منذ نصف قرن .
وبحضور وزير النقل اكيهيرو نيشيمورا كشفت اليابان أمس عن طائرة الركاب هذه من انتاج مجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة (ميتسوبيشي هيفي انداستريز) التي تسعى إلى اختراق قطاع الطيران المزدهر في المنطقة .
وكشف عن الطائرة التي صنعت بمساعدة المجموعة الأمريكية العملاقة بوينغ، في حفل أقيم أمس السبت في كوماكي بالقرب من ناغويا (وسط اليابان) .
لكن أول رحلة تجريبية لهذه الطائرة لن تجرى قبل2020 ووضعها في الخدمة مقرر في 2024 إذا جرى كل شيء على ما يرام، بتأخير عدة سنوات عن البرنامج الزمني الأساسي .
واضطرت الشركة المصنعة المعروفة بإنتاجها مقاتلات "زيرو" خلال الحرب العالمية الثانية، لإعادة النظر في المشروع عدة مرات منذ اطلاقه في ،2008 من تغيير عدد المقاعد إلى نوع المحرك والمواد المستعملة .
فخبرتها الحديثة في هذا المجال محدودة بتسليم مكونات (مع أنها أساسية مثل الأجنحة) إلى شركة بوينغ وانتاج طائرات عسكرية للجيش الياباني بترخيص .
وأكد خبير في الملف طلب عدم كشف هويته أن "الإنتاج بترخيص وباستخدام صيغ جاهزة أمر، وتصميم طائرة من الصفر أمر آخر" .
وأضاف أن "اليابانيين عملوا لسنوات كمتعاقدين ثانويين . إنهم يعرفون الكثير شرط أن يتم توجيههم" .
وتؤكد ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة أن طائرة "إم آر جي" المتوسطة الحجم (بين سبعين وتسعين راكبا) تضمن توفيراً في الطاقة وتؤمن راحة اكبر للمسافرين بأسعار أقل .
وقال رئيس "ميتسوبيشي للطائرات" (ميتسوبيشي ايركرافت) تيرواكي كاواي إن "البرنامج أم آر جي يحقق تقدما مستمراً وسيؤدي احدث انتاج في صناعة الطيران إلى خفض استهلاك الوقود والحد من الضجيج وانبعاث الغازات وسيساعد شركات الطيران على تعزيز قدراتها التنافسية وإمكاناتها لتحقيق الأرباح في المستقبل" .
ويشكل إنتاج هذه الطائرة فصلاً جديداً في قطاع الطيران في اليابان التي صنعت آخر طائرة تجارية مدنية في 1962 .
وتوقف إنتاج هذه الطائرة "واي اس-11" بعد عقد .
وكانت الشركات اليابانية ممنوعة من إنتاج الطائرات من قبل قوات الاحتلال الأمريكية بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية .
وستنافس هذه الطائرة في المنطقة طائرات امبراير البرازيلية وبومباردييه الكندية الصغيرة في المنطقة، وأخرى من تصميم شركات روسية وصينية .
وتتوقع الشركة أن تحصل على طلبيات لبيع خمسة آلاف من هذه الطائرة في العقدين المقبلين . وقال كاواي لصحيفة وول ستريت جرنال خلال الأسبوع الجاري إن "خمسة آلاف ليس رقماً صغيراً" .
وأضاف "أؤكد أنه يمكننا الحصول على خمسين في المئة من ذلك . هذا ما نطمح إليه الآن . لكن خلال عشرين سنة، وليس ثلاث أو خمس سنوات، وإذا كانت أبحاثنا صحيحة . علينا أن نكون طموحين" .
وتقوم مجموعة هوندا اليابانية أيضاً بتطوير طائرة لرجال الأعمال سيتم تسليم أول نماذجها العام المقبل في أمريكا الشمالية وأوروبا . . (وكالات)