في 16 يوليو من عام 1945، شهد العالم أول تفجير نووي، اطلق عليه اسم "ترينيتي" ، وقع في موقع تجريبي على بعد 336 كم من جنوب لوس ألاموس في السهول القاحلة المعروفة باسم جورنادا ديل مويرتو في نيو مكسيكو.
للتحضير للعملية التجريبية، تم رفع جهاز البلوتونيوم، على قمة برج طوله 100 قدم و تم تفجيره في تمام الساعة الـ 05:30 صباحاً، فانبعثت منه طاقة تعادل 18.6 كيلوطن من مادة تي ان تي، فتبخر البرج على الفور وانصهرت رمال الصحراء فتحولت إلى زجاج أخضر. وصلت موجات الصوت التي سببها الانفجار إلى أكثر من 160 كم، وهزت النوافذ على بعد 320 كم. نجاح اختبار ترينيتي كان يعني أن القنبلة الذرية صالحة للاستخدام من قبل الجيش الأميركي. ووقعت أول عملية بالفعل في 6 أغسطس 1945، عندما انفجر جهاز يورانيوم-235 في هيروشيما باليابان.
اليوم ، يتم افتتاح موقع ترينيتي للعامة مرتين في السنة فقط، وذلك يوم السبت الأول من أبريل وأكتوبر. وفي كل مرة يتوافد الآلاف لزيارة موقع أول قنبلة ذرية في التاريخ.
في وسط الموقع الذي تبلغ مساحته 340 قدم تجد نصباً تذكارياً من الحجر الأسود والذي يمثل نقطة الصفر حيث تم تفجير القنبلة.
ويشمل المعلم بقايا معسكر القاعدة التي استخدمها حوالي 250 أخصائي منهم علماء وجنود وفنيين متحصنين لمراقبة التفجير على بعد حوالي 9 كم من نقطة الصفر . كما لا تزال بعض بقايا نقاط المراقبة واضحة على بعد 10 آلاف ياردات، وبضع قطع من الزجاج الأخضر عالي الإشعاع.
خارج منطقة الصفر المسيجة، تجد "الجامبو" وهي حاوية من الصلب وزنها 214 طن بنيت لاحتواء البلوتونيوم في حال لم تنفجر القنبلة وتدفقت المواد الشديدة الانفجار. ولكن لم تستدعي الحاجة لاستخدام الجامبو بعد نجاح اختبار القنبلة. كما تجد في الموقع مزرعة ماكدونالدز، حيث تم تخزين مواد البلوتونيوم الأساسية للجهاز.
بعد أكثر من ستين عاما من الاختبار ، بقيت نسبة الإشعاع المتبقي في الموقع أعلى حوالي عشر مرات من إشعاع الأرض ولكنها غير مؤذية عموما. البقاء في هذا المكان لمدة ساعة واحدة يعرضك للإشعاع أقل من الإشعاع الذي تحصل عليه في اليوم من المصادر الطبيعية والطبية.
بعد أن كان المكان مغلقاً أمام الجمهور لسنوات عديدة، أعلن موقع ترينيتي معلما تاريخيا وطنياً في عام 1965. وتهتم دائرة الحدائق الوطنية بافتتاحه مرتين في السنة أمام الجمهور.
صورة للموقع بعد 0.016 ثوان من الانفجار