رمى رجلٌ عصفوراً فأخطأهُ، فقال له رجلٌ: أحسنت! فغضبَ، وقال: أتهزأُ بي؟ فقال الآخر: لا، ولكنّكَ أحسنتَ إلى العصفور إذ لم تُصِبْه.
فروق لغوية
الفرقُ بين الإثم والخطيئة: أنَّ الخطيئةَ فعلٌ قد لا يصدرُ عن عمد من مُرتكِبِهِ.
أما الإثم فلا يكون إلا مُتَعَمّداً. والإثم في اللغة هو التقصير. كما تسمى الأخطاء المتراكمة الكثيرة بالذنوب.
فوائد لغوية (قَبِلَ، وقَبِلَ به)
يستعملُ كثيرٌ منا الفعلَ (قَبِلَ) متعدياً بحرف الجرّ الباء.
فيقول: قَبِلتُ بالعرضِ الذي قدَّمتْهُ الشركةُ لي. لكن السليقة العربية
السليمة استخدمت الفعلَ دون تعدية، لأنه فعلٌ لازم. من هنا فالصوابُ
أن نقول: قَبِلتُ العرضَ الذي قدمَتْهُ الشركةُ لي.
من مختار الشعر:
قال الشاعر:
ولا يلـــــبـــــثُ الجُـــــــــــــهّالُ أن يتـــــــــــــهــــــــضــــــموا
أخــــــــا الحِــــلمِ مــــــــا لم يَســـــتــــــعنْ بجَــــهولِ
شددت حِكم العرب وأمثالهم وخطبهم وأقوالهم، على العقل وقيمته وقدره في بني البشر، مثلما حوى القرآن الكريم والأحاديث النبوية توكيداً لهذه القيمة الكبرى، حتى كانت أس الإيمان، وقُدمت على العبادة الساذجة.
لكن خبرة العرب العميقة بالحياة لم تعالجُ الأمر معالجة مثالية، إذ استمدت من واقع الحياة مقاييسها، حين جعلت (لكلّ مُقامٍ مَقال) فلا ينبغي للعاقل أن يأخذ السفيه والجاهل بمعايير العقل.
ومن هنا جاء بيت الشاعر الذي يرى ضرورة استعانة العاقل بالجاهل في حضرة الجهلاء الذين قد يستخفون به ويبخسونه حقّه، فلا يستطيع مجاراتهم. وهذا ما جعل بعض الحكماء يقول:
لا يخرجنَّ أحدٌ من بيته إلا وقد أخذَ في حِجره قيراطينِ من جهل، فإن الجاهل لا يدفعهُ إلا الجهل أي السّفَه.
مغزى مثل (ما كلُّ سوداءَ تمرةٌ)
يضربُ المثل لضرورة التحرّي والتدقيق في الأشياء، بغية التفريق بين شكل الهيئة وجوهرها.
فقد يحسب الساذج من الناس أن كل ثمرة سوداء تمرةً يفكّر فيها وهي ليست كذلك. وهو مثلٌ يذكّرنا بمثل عربي آخر يقول: (ما كلُّ بيضاءَ شَحْمةٌ). وقد جاء في الأمثال الشعبية كثير مما يُشبه هذا. ففي العراق يقولون: (مو كل امْدعبَل جوز) أي ليس كل مكوّر جوزاً.