قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يغرسُ غرساً، أو يزرعُ زرعاً، فيأكلُ منه إنسان أو طائر أو بهيمة إلا كان له به صدقة».
في الحديث الشريف بسط لمعنى الصدقة وتعميم لها، لتعمّ العالم، بما فيه من بشر وطائر وحيوان.
ففي الحديث ثمة حثٌّ على فعل الخير، ليكون سبباً في معروف، ومصدراً لفرح، أو سدّاً لحاجة أو غريزة، ليس لدى الإنسان وحده بل الطير والحيوان.
وهو ما يدل على أن الإسلام إنما هو دين رحمة لسائر الأحياء والمخلوقات، بل وللجمادات التي وجّه بالعناية بها والحفاظ عليها والحيلولة دون الاعتداء على الطبيعة وتلويثها. وبهذا يصدق القول: إن الدين جاء رحمة للعالمين والكون جميعاً.
فروق لغوية (نَذَرَ ونَذِرَ)
الفرق بين الفعل نَذَرَ ونَذِرَ، أن نَذَرَ يَنذُرُ تعني الواجب الذي يُلزم المرء نفسه للوفاء به من أداء واجب الله الذي قرر أن يؤديه من قبل. أما الفعلُ نَذِرَ يَنذَرُ، فهو فعل لازم. يُقال نَذِرَ الرجلُ بعدوّه. كما نقول أنْذَرَ عدوَّه إذا حذَّرهُ. ومنهُ النذير أي الرسول المُرسَل برسالة التهديد، والإنذار الذي يدل على الإعلام بالتهديد.
من مختار الشعر
قال الشاعر:
ولو سَمَت فكرتني فيما خُلقتُ لهُ
ما اشتدَّ حِرصي على الدُّنيا ولا طلبي
مغزى مثل (الوَحْدةُ خير من جليس السُّوء)
مثل ضربهُ العربُ لتجنبِ جليس السوء، مفضلين الوحدة على هذا الجليس الذي لن يأتي معه خير يُرجى، إذ الوحدة هنا وسيلة اضطرارية لتجنب السوء المحتمل والبعد عنه، وليس هدفاً مقصوداً لذاته. ولكنّهم قالوا أيضاً والجليسُ الصالحُ خيرٌ من الوحدة. فالأصل في الشيء الاجتماع والتواصل بين البشر، مع تغليب النتائج الإيجابية لهذا اللقاء أو التفاعل.
كل الشكر …