و تعد العمرة من الشعائر الدينية الطوعية التي يمكن القيام بها في أي وقت من السنة ما عدا موسم الحج، و يشهد شهر رمضان المبارك من كل عام إقبالاً شديداً من قبل المعتمرين من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك العمرة في مكة المرمة والمدينة المنورة.
و قال شمس القادر وهو مقيم هندي في الشارقة : “كنت أتطلع لأداء العمرة مع عائلتي خلال شهر رمضان، و مع المعدلات الحالية للأسعار لا أعتقد بأنني قادر على تحمل نفقات الرحلة حتى لو سافرت وحدي”.
وأضاف القادر: “كنت أخطط لقضاء الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة، ولكن وكلاء السفر لا يقبلون الطلبات في الوقت الحاضر، وطلبوا مني تقديم الطلب خلال شهر رمضان لينتهي بي المطاف لدفع تكاليف أكثر للرحلة”.
وتبلغ تكاليف رحلة العمرة لمدة 7 أيام بالحافلة خلال الأيام العادية حوالي 1000 درهم بما في ذلك تكاليف التأشيرة وأجرة الحافلة ومكان المبيت في غرفة مشتركة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ومع بداية شهر رمضان تصل تكلفة نفس الرحلة إلى 2000 درهم، وفي النصف الثاني من شهر رمضان يتوقع أن تصل التكلفة إلى ما بين 4000 و 5000 درهم بحسب ما ذكرت صحيفة جلف نيوز.
وعلى الرغم من أن حكومة المملكة العربية السعودية تصدر تأشيرات العمرة بالمجان، إلا أن على المعتمرين التقديم للحصول على التأشيرة من خلال الوكلاء المعتمدين الذين يتقاضون ما بين 350 و 400 درهم على كل تأشيرة خلال أيام السنة. ولكن وكلاء السفر توقفوا الآن عن إصدار تأشيرات العمرة فقط، لإجبار المعتمرين على شراء الحزم التي تشمل التأشيرة والإقامة في الفندق وأجرة السفر، كما تم تخفيض مدة التأشيرة إلى 15 يوم فقط.
وقال وكيل شركة ساتا في الشارقة في حديث لصحيفة جلف نيوز : “لقد توقفنا عن قبول طلبات تأشيرات العمرة فقط لأننا لا نحصل على الموافقات من السلطات السعودية، والتي تشترط أن يكون المعتمر قد حجز تذكرتي ذهاب وعودة بالإضافة إلى تأمين مكان للإقامة بشكل مسبق”.
إلا أن الإجراءات الجديدة لم تنل على رضا الكثير من المعتمرين الذين يرغبون لدى الوصول إلى مكة المكرمة باتخاذ الترتيبات الخاصة بهم فيما يتعلق بتأمين السكن المناسب.
وقال معتمر آخر للصحيفة : “يجبر وكلاء السفر المعتمرين على دفع أجرة غرف فنادق أربع نجوم، في الوقت الذي يمكنهم تأمين سكن خاص بهم بأسعار معقولة، كما أن هذه الشركات ترفض إصدار التاشيرات فقط للمعتمرين لتكسب المزيد من الأموال من خلال بيع تذاكر الحافلات و الطائرات”.
وتشير الأرقام إلى أن حوالي 150 ألف معتمر يسافرون إلى الاراضي المقدسة كل عام من الإمارات لأداء العمرة، ونصفهم تقريباً يسافرون خلال شهر رمضان. وهناك حوالي 35 وكيل سفر معتمد في كل من دبي والشارقة، و 12 وكيل في أبوظبي بالإضافة إلى العشرات من الوكلاء الفرعيين، وكل وكيل لديه حصة محددة من التأشيرات التي يمكن إصدارها خلال موسم الذروة الذي يبدأ قبل شهر رمضان ويستمر حتى نهاية الشهر الكريم.