في مقابلة مع صحيفة أرابيان بيزنس، يجيب العبار عن تساؤلات منتقديه ويشرح الأسباب التي تجعله يخطط للبقاء على رأس مجلس إدارة واحدة من أنجح شركات التطوير العقاري في العالم:خلال استراحة قصيرة في المقابلة مع محمد العبار، وأثناء تعديل أضواء الكاميرا، دخلنا نقاشاً حول الطائرات، وتحديداً طائرة بوينغ 777 التي يرى رئيس مجلس إدارة إعمار أنها أفضل طائرة صنعها الإنسان حتى اليوم. فهي تستطيع التحليق لساعات من تلقاء نفسها في أحلك الظروف الجوية، كما يمكنها الهبوط والإقلاع بواسطة الطيار الآلي.
أشرت إلى وجود تشبيه مجازي بين ما قال وما يقوله بعض المساهمين حين يلمحون إلى أن إعمار تقود نفسها اليوم بوضعية الطيار الآلي. فبينما تمضي الشركة قدماً غبر عابئة، ولكن بدون حماس كبير، ينشغل ربانها بمهام أخرى عديدة، مثل بناء قاهرة جديدة، ومشروع واجهة مائية عملاق في بلغراد، ومشروع عملاق آخر في نيجيريا. صحيح أنه يقود الطائرة، ولكن ذهنه في مكان آخر، من «إيغل هيلز» إلى «كابيتال سيتي بارتنرز». وكما يقال، فقد بات يحمل كرات كثيرة، وربما كثيرة جداً، بحيث آن له التخلي عن إحداها، وهي إعمار.
يرشف قهوته عن آخرها. تلتمع عيناه، ترتفع يداه، وتعلو نبرة صوته. بدا الانزعاج واضحاً على العبار، الذي لطالما اتسم بهدوئه البالغ والدائم.
يقول العبار: «طيار آلي؟ دعني أخبرك شيئاً. بطيار آلي أو بدونه، عيناي لا تغفلان عن إعمار، ليل نهار. ولا معنى للحديث عن طيار آلي في هذا السياق. أنت تتحدث هنا عن نظام مؤسسي يظل تحت رقابتي الدائمة في جميع الأوقات. أراقب كل شاردة وواردة في الشركة ولا أسمح بالأخطاء مطلقاً. وإدارة إعمار هي الهواء الذي أتنفسه. هل يمكنك أن تكف عن استنشاق الهواء؟».
يقول محرر الصحيفة أن العبار واظب على رعاية وإدارة إعمار منذ تأسيسها في عام 1997، وفي غضون ذلك تم طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام الأولي لتسجل رقماً قياسياً في الإقبال بلغ 10 أضعاف حجم الإصدار. ويا لها من رحلة مشوقة مستمرة! ففي عام 2024، بلغت القيمة السوقية للشركة 36 مليار دولار أمريكي وكانت في طريقها لأن تغدو أكبر شركة تطوير عقاري على سطح المعمورة لولا الأزمة الاقتصادية العالمية اللاحقة. وسيذكر التاريخ العبار على أنه الرجل الذي قاد تطوير معالم بارزة مثل «تلال الإمارات»، و«مرسى دبي»، و«وسط مدينة دبي»، وغيرها من المشاريع بمليارات الدولارات في مصر، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، والهند، والباكستان. ونجحت الشركة في تسليم مشاريع بقيمة تقارب ملياري دولار سنوياً على مدى السنوات الـ 14 الماضية. وفي العام الماضي، وزعت على مساهميها أرباحاً تاريخية بقيمة 4,66 مليار دولار أمريكي.
وأسفر التوسع الناجح لشركة إعمار نحو قطاع التجزئة عن تأسيس «مجموعة إعمار مولز» وإدراجها في البورصة بشكل مستقل. والأهم من ذلك، أن أرقام 2024 جاءت مشجعة، بزيادة 30 % في الأرباح التشغيلية التي ارتفعت إلى 912 مليون دولار. ومن المؤكد أن قلة قليلة فقط من الشركات هي التي تستطيع فعل ذلك. فعلى سبيل المثال، سجلت عملاقة التطوير العقاري الأمريكية «برولوغيس» أرباحاً قدرها 636 مليون دولار في عام 2024، بينما تراجعت أرباح العملاقة الآسيوية «صن هونج كاي»، البالغة قيمتها السوقية 44 مليار دولار أمريكي، في النصف الأول بنسبة 20 % إلى 1,09 مليار دولار أمريكي. وعندما ننظر إلى النمو والربحية البحتين، فإن شركات قليلة فقط قد تفوق مسيرة إعمار.
إذاً، هل سيكون اجتماع الجمعية العمومية المقرر 15 أبريل وقفة للتأمل ومناسبة للاحتفال؟ ليس بالضبط. فقد أعرب عدد من المساهمين غير الراضين، ولكن لم يتم ذكر أسمائهم، لوسائل الإعلام عن مخاوفهم إزاء قيادة العبار للشركة. ففي 18 مارس، انخفض سهم الشركة بنسبة 5.3 % إلى أدنى قاع له في 3 أشهر ليلامس 6.25 درهم، وذلك نتيجة شائعات عن احتمال مغادرته للشركة. وفي اليوم التالي، اتخذت إعمار خطوة غير مسبوقة بالإعلان رسمياً لبورصة دبي بأن العبار باق.
ولكن الاتهامات تطايرت في الأسابيع الأخيرة يميناً ويساراً لتنتشر كالنار في الهشيم. يزعم أحد هذه الاتهامات أن العبار ليس فقط منشغل في العديد من المشاريع مع شركات مختلفة، بل إن عدداً من المسؤولين التنفيذيين الكبار تركوا العمل لدى إعمار خلال السنة الماضية لينضموا إلى شركات للعبار صلة بها. وفي اتهامات أخرى، يتساءلون كيف يمكنه القيام بكل هذه المهام في الوقت ذاته؟ ولماذا هذه الهجرة الواضحة للأدمغة عن إعمار؟ أما من تضارب في المصالح مع بعض مشاريعه الأخرى؟ومن فضائل العبار أنه لا يتفادى الإجابة عن أي سؤال. وأولها، ما إذا كان سيترشح مجدداً لرئاسة مجلس إدارة إعمار في 15 أبريل.
يقول العبار: «نعم، بكل تأكيد. فأنا أكن احتراماً كبيراً لمساهمينا. فمن أصل 45 ألف مساهم وأكثر، هناك غالبية كبيرة لم يبادروا مطلقاً إلى تداول أسهمهم بشكل ملحوظ. فهم يحتفظون بأسهم إعمار منذ تأسيسها ويرون قيمة كبيرة فيما نفعل وفي المنفعة بعيدة المدى التي نحققها لاستثماراتهم في إعمار. وأنا على يقين بأنهم سيفعلون الأمر الصائب [في اجتماع الجمعية العمومية]».
ويضيف العبار: «في الأشهر الـ 12 الماضية، أنجزنا في إعمار صفقتين بين دبي القابضة ومراس تزيد قيمتهما على 200 مليار درهم إماراتي (55 مليار دولار أمريكي)، وهما «خور دبي « و«دبي هيلز استيت». ويوجد لدينا أيضاً رصيد من الأراضي يزيد على 235 مليون متر مربع، مما يتيح لنا تطوير المشاريع عليها لعقود قادمة. لم يسبق لي الإفصاح عن هذه الأرقام، ولكن ربما يتعين ذلك الآن ليدرك الناس الحجم الحقيقي لما أقوم به. ماذا أقول أكثر من ذلك لوكالات الأنباء العالمية من أمثال رويترز وبلومبرغ؟ وكيف أكون أكثر جدية مما أنا؟»
المحرر: ولكن ماذا عن الأدوار؟ إنه أحد المساهمين والقوة المحركة لشركة «كابيتال سيتي بارتنرز»، التي كشفت الشهر الماضي خططاً لبناء عاصمة خارج القاهرة بتكلفة قدرها 85 مليار دولار أمريكي. وسيكون هذا المشروع الأكبر من نوعه على الإطلاق فوق كوكبنا، ومن المقرر افتتاح مرحلته الأولى خلال 4 سنوات فقط. هو أيضاً عضو مجلس إدارة شركة «إيغل هيلز» التي تتخذ من أبوظي مقراً لها والتي تتولى تطوير مشروع «بلغراد واترفرونت» في صربيا ومشروع «سينتينيري سيتي, أبوجا» في نيجيريا. هذا عدا عن شركة التعدين الخاصة «موارد أفريقيا-الشرق الأوسط» التي تنشط في العديد من الدول الأفريقية.
يقول العبار: «طيلة العشرين عاماً الماضية، كنت حاضراً في مجالس إدارة العديد من شركات التطوير العقاري؛ ولا أزال كذلك على امتداد رقعة واسعة من خارطة العالم، بدءاً من البحرين ووصولاً إلى ماليزيا وسنغافورة والولايات المتحدة وغيرها العديد من البلدان الأخرى. هذا ليس بشيء جديد؛ فأنا صاحب باع طويل في مزاولة النشاطات العقارية، والقانون يسمح لي بذلك. لكن ما الذي تقـوله الأرقام؟ وكيف هو أداء الشـركة؟ دعنا فقط نتحـدث عن الأرقام، وانظـر إلى الأرباح التي نحققها لأن هذا هو الأمر الأهم».
ويضيف العبار: «إذا تحدثنا عن القانون، فأنا شخص ملتزم تماماً بالقانون؛ واستحصل دائماً على الموافقات اللازمة بشأن تعييني أنا وكل عضو مجلس إدارة قادر على المساهمة في الشركات الأخرى. فكل شيء يحدث علانيةً وضمن إطار القانون … إن هذه الشركات (التي يعمل فيها خارج «إعمار») تضم المئات من الموظفين؛ وأنا أشارك فيها من خلال المساهمة بوضع السياسات وتقديم المشورة، ولكن الإشراف اليومي على سير العمليات هو مسـؤولية الإدارات التتفيذية وحدها، وهي تضم الكثير من الأشخاص المؤهلين للقيام بذلك».
المحرر: ومع ذلك، أصبح المساهمون مدركين أكثر لـ «هجرة الأدمغة» الملحوظة في شركة «إعمار»؛ فالرئيس التنفيذي السابق لو بينج تشغل اليوم منصب الرئيس التنفيذي لشركة «إيغل هيلز»؛ في حين انتقل سلمان ساجد، رئيس التدقيق الداخلي في «إعمار»، ليشغل منصب المـدير المالي في «إيغل هيلز». كما انتقل كل من الرئيس التنفيذي لشركة «إعمار الدولية» فريد ديوري والمدير الأعلى للمشاريع في «إعمار» أبو بكر سيد أحمد إلى شركة «نشاما» الجديدة.
ويرى العبار في ذلك أمراً إيجابياً، ويقول بهذا الخصوص: «عندما يتعلق الأمر بالموارد البشرية، أعتقد أن الشركات الكبيرة في المنطقة – مثل «طيران الإمارات»، و»إتش إس بي سي»، و»بنك الإمارات دبي الوطني»، و»جميرا» – هذه المؤسسات، على ما تمثله من قيمة اقتصادية كبيرة، توفر ألمع المواهب القيادية في البلاد بأسرها. وإنه لامتياز كبير أن تكون «إعمار» قادرة على تطوير شخصيات عالية الكفاءة، وأنا سعيد جداً لأن أشخاصاً مهمين في البلاد تخرجوا من «جامعة إعمار». ومع رؤية مسؤولينا الأكفاء في اليونان، وسنغافورة، و»إيغل هيلز»؛ أتمنى أن يدرك الناس مدى الامتياز في حضور سفرائنا لدى جميع هذه المؤسسات. عليك أن تكون أرحب صدراً وأكثر انفتاحاً عندما تطرح هذا السؤال».
وأضاف العبار: «ولكنني أكرر القول… انظر إلى الأرقام التي نحققها، فوحدها لديها الإجابة الوافية؛ كما أن مواردنا البشرية تكتسب مزيداً من الكفاءة يوماً بعد آخر. وما يهم في الأمر برمته هو النتائج التي نحققـها، انظــر إلى الأرقام فحسب. أنا لا أطلـب فرصة لإثبات وجهـة نظري، فأرقامي تتحدث عن نفسها طوال هذه السنوات.. والتجربة خير برهان».
المحرر: ولا شك أن أكثر المراقبين دقة لأداء العبار هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ حيث تمتلك حكومة دبي 29,22 % من أسهم الشركة، ومن المتعذر بمكان أن يستطيع العبار الاضطلاع بجميع مناصبه الأخرى لولا دعم صاحب السمو له. ولم يكشف رئيس مجلس إدارة «إعمار» عن أحاديث محددة تبادلها مع صاحب السمو، لكنه قال: «أنا استشير سموه قبل القيام بأي شيء، فهو صاحب الفضل الكبير في منحي فرصاً لا يمكن تصورها. كما أتاح لي أن أكون ما أنا عليه اليوم، ومنحني ثقته الكاملة؛ وعلّمني كيف أبني مسيرتي المهنية وأن أكوّن شخصيتي. وعندما كنت أرتكب الأخطاء، كان يحرص على رفع معنوياتي. ولهذا فهو الشخص الذي ألجا لمشورته في كل شيء».
وبينما تبدو الحمى الإعلامية حول مستقبله مسعورة قبيل انعقـاد اجتماع الجمعية العمــومية السنوي في 15 أبريل، ينتابك شعور بعد قضاء ساعة مع العبار أن اغتنام الفرص لتحقيق مصلحة المساهمين هو الجانب الأكثر حضوراً في تفكيره. إن المشاريع الكبرى في مصر ونيجيريا وصربيا وغيرها الكثير على أجندة الشركة في المستقبل، هي جميعها جزء من رغبته بلعب دور أكبر وأوسع نطاقاً؛ ليس لأنه يحتاج إلى ذلك، وإنما لأنه يريد ذلك، وهذا جزء مما يسميه «مسؤوليته الاجتماعية».
ويشرح العبار ذلك قائلاً: «كما ترى، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم غيرها من بلدان العالم. ونحن بصفتنا شركة إماراتية خاصة، تترتب على عاتقنا مسؤولية المساهمة بما أوتينا من قدرات وإمكانات. إن أبناء جيلي لم يتســنَ لهم أداء الخدمة العسكرية الإلزامية. وقد عشنا في كنف بيئة طيبة تعلمنا منها الكثير.
وفي ضوء ما منَّ به الله سبحانه وتعالى علينا من فرص جيدة وسمعة حسنة وعائدات مميزة، نشعر بأنه ثمة واجب وطني يدعونا لفعل شيء ما. وأن تجهر بأخذ زمام المبادرة لتطوير هذا المشروع الكبير في القاهرة، فهذا ليس بالأمر اليسير على الإطلاق. أغلب الناس يخشون الفشل، ولهذا عليك أن تكون شجاعاً. ومع كل هذه النجاحات في الماضي، قد يتبادر إلى ذهنك ما إذا كنتُ بحاجة إلى ذلك فعلاً. أنا حقاً لا أحتاج لذلك .. لست بحاجة لشغل كل هذه المناصب، ولكننا بشر نحتاج لما هو أكثر من الطعام والماء كي نبقى على قيد الحياة. يجب أن نتحلى بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين».
ويضيف العبار: «إنه تحد كبير حقاً أن أشغل جميع هذه المناصب في منطقة تزخر يومياً بهذا الكم الهائل من الأخبار السيئة. نحن بحاجة إلى مشاريع يمكن للناس أن يعيشوا ويحلموا فيها ضمن مجتمع عصري متمدن، وهذا جزء من واجبي بطبيعة الحال. فقد منحني الله الفرصة لإنجاز الكثير من الأشياء التي لا يستطيع غيري فعلها. وأنا أسأل نفسي في سنّي هذه، ما الذي حققته حتى الآن؟ إن قادة الشركات المماثلة يعكفون على توليد العائدات وليسوا ملزمين بدفع الضرائب. ويعود الفضل في ذلك إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي فتح أمامنا الباب واسعاً، ودعانا جميعاً للابتكار والنمو – وقد فعلنا ذلك. ولكن ما الذي أنجزناه حتى الآن؟ هذا هو السؤال!
المحرر: إن ما يفعله العبار الآن يبشر بإنجازات مذهلة حتى وفقاً لمعاييره الخاصة. فمشروع « العاصمة القاهرة « سيغطي بنهاية المطاف مساحة 700 كيلومتر مربع؛ ومن المتوقع أن يساهم عند اكتماله بنحو 5 % من الناتج المحلي الإجمالي للقاهرة، مع توفير نحو 1,5 مليون فرصة عمل جديدة. وإن مشاركته الخاصة كمساهم في «كابيتال سيتي بارتنرز» ستكون بتطـوير المرحلة الأولى من المشروع، البالغة تكلفته الإجمالية 85 مليار دولار أمريكي، على مساحة 105 كيلومترات مربعة. ويضم المخطط الرئيسي للمشروع تطوير 100 حي، و21 منطقة سكنية، و663 مستشفىً، و1900 منشأة تعليمية، و1250 داراً للعبادة، بالإضافة إلى مطار فسيح بمساحة 16 كيلومتر مربع.
وتعادل المساحة الإجمالية للمشروع حجم مانهاتن بنحو 12 ضعفاً و7 أضعاف حجم باريس، فيما تبلغ مساحة حديقة العاصمة فيه نحو 6 أضعاف حجم متنزه «هايد بارك» في لندن.
ويردف العبار: «لدي شغف كبير لتطوير صروح جديدة وملهمة لأن ذلك جزء من شخصيتي ومبادئي. وحتى في الشركات العالمية الرائدة مثل ‘إعمار’، لم نركز يوماً على تطوير مشاريع صغيرة، وخير دليل على ذلك ‘مرسى دبي’ الذي كان باكورة مشاريعنا الكبرى في عام 2000. فنحن نطمح إلى بناء مجتمعات عصرية ومتكاملة وآمنة يفخر القاطنون بالعيش فيها».
وقد تم إعداد المخطط الكامل لمشروع «العاصمة، القاهرة» في غضون 5 أشهر فقط. ويصف العبار «العاصمة القاهرة» بأنه «المشروع الحلم»، ويضيف بهذا السياق: «تزخر أرض المشروع بالعديد من الأودية الخضراء التي تحيط بها مناظر طبيعية خلابة وحدائق وارفة. وقد حرصنا على ترك 50 % من تلك المساحة كحديقة مفتوحة، مما سيجعل المشروع آية من الجمال بفضل إطلالته على هذه الوديان الخضراء. وسنعمل على إطلاق أول الأحياء السكنية هناك في غضون 4 سنوات فقط من زمن تطوير المشروع، وسيكمن التحدي الأبرز في سرعة تسليم المشروع ومدى قدرة شركات المقاولات العاملة في مصر».
ويستطرد العبار: «تضم شركة كابيتال سيتي بارتنرزمجموعة من المستثمرين، أتولى شخصياً قيادة الأعمال معهم، وهم يتبادلون معي كل الثقة والشفافية. وقد تأسست هذه الشركة خصيصاً لمشروع العاصمة القاهرة ولا يتم التخطيط حالياً لتطوير مشاريع أخرى».
من جهة ثانية، يمتاز تعاون العبار مع شركة «إيغل هيلز» بنفس القدر من الطموح والمستوى. حيث تطور الشركة مشروع «بلغراد واترفرونت» في صربيا، والذي يضم «برج بلغراد» بارتفاع 200 متر، و«بلغراد مول» بمساحة 140 ألف متر مربع، فضلاً عن 8 فنادق، و6 آلاف وحدة سكنية، وممشى للتنزه بطول 1,8 كيلومتر. كما يعد مشروع «سينتينيري ستي, أبوجا» في نيجيريا من المشاريع الرائدة التي تطورها الشركة، حيث سيحتضن 137,850 قاطناً وسيشكل مدينة أخرى من مدن المستقبل الذكية. ويتضمن المشروع «برج إفريقيا» بارتفاع 308 أمتار، فضلاً عن 13 فندقاً.
ويوضح العبار: «تعد نيجيريا أكبر اقتصادات إفريقيا، وهي عرضة للنجاحات والإخفاقات خلال مسيرتها الاقتصادية، ولكن كيف ننسى وزن تعداد سكانها البالغ 170 مليون نسمة في هذه المعادلة؟ وفي الوقت ذاته، ندرك أنه ليس من السهل مزاولة الأعمال في بلغراد أو نيجيريا. في الواقع، إن الأمر أشبه بالابتعاد عن منطقتك التي توفر لك كل الوسائل التي تلبي احتياجاتك، مثل خدمات هيئة الطرق والمواصلات وبلدية دبي. صحيح أن الصعوبات ستزداد عند الابتعاد عن تلك الخدمات، ولكن يمكنك ببساطة البقاء حيث أنت إذا لم تكن راغباً في القيام بذلك. فأنت أمام خيارين؛ إما أن تتخذ تلك الخطوة وتتحمل النتائج، أو تسترخي في أحد المقاهي وترتشف الشاي وتقوم بأي شيء آخر. ولكنني شخصياً أفضل الخيار الأول الذي يتيح لي استكشاف المزيد واكتساب الخبرات وخوض المخاطر وابتكار أشياء جديدة».
المحرر: بعد عامين سيبلغ العبار الستين من عمره، ولكنه يفخر اليوم بسجله الحافل بالنجاحات والأعمال والمشاريع المستقبلية المرتقبة. وينظر العبار إلى «دبي مول» كواحد من أكبر مشاريعه على الإطلاق لأنه لم يسبق من قبل تطوير مركز للتسوق بهذا الحجم. وعلى صعيد إنجازاته الشخصية المتميّزة،
يقول العبار: «تكمن أهم إنجازاتي الشخصية في أمرين؛ الأول مولدي ومولد أولادي في دبي، التي لابد أن أقدم لها كل ما أستطيع من إنجازات. والثاني لقائي بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي جعلني أرى الحياة والأمور من منظور مختلف كلياً».
ولكن ماذا بالنسبة للمستقبل؟ يتساءل العبار. «فكلما لمست التأثير الإيجابي لمشاريعنا ودورها في إلهام البشرية والارتقاء بجودة الحياة، كلما ازداد حماسي وإلهامي. فقبل ذلك كان الأمر يقتصر على إنشاء المشاريع وتشييد المباني، ولكني اليوم أشعر بسعادة بالغة حين أرى مساهمة مشاريعنا في رسم الابتسامة على وجوه القاطنين وأقول لنفسي ‘يا له من نجاح باهر، سأسعى لتطوير مزيد من تلك المشاريع’.
كما أن مسؤوليتي الاجتماعية تجاه منطقتنا أصحبت أكبر اليوم، ونطلب من الله عز وجل التوفيق لتحقيق نجاحات جديدة. وفي الواقع، جاء دورنا في هذا القطاع بالوقت المناسب؛ ولكن هل سأجد وقتاً للإصغاء إلى انتقادات بعض الناس بخصوص قيامي بهذا وذاك حين ألمس نجاح إنجازاتي؟ بالطبع لا! لأنني سأفعل ما هو صحيح وما يمليه علي واجبي وعملي. تبقى إعمار الجوهرة الأثمن التي لطالما افتخرت وأفتخر بها أمام الجميع، وهي ستأخذني إلى حيث أطمح لأنها الراية التي حملتها طوال مسيرتي».