224 صياداً مواطناً يعانون شبح البطالة في الساحل الشرقي
الخليج
شكا صيادون ومهتمون بمهنة الصيد في الساحل الشرقي من وقف رخص الصيد وبطاقة نائب النوخذة للمواطنين من قبل الجهات المختصة في وزارة البيئة والمياه، معتبرين أن هذه القرارات لا تصب في مصلحة العاملين في قطاع الصيد في المنطقة ومن شأنها أن تؤثر سلباً في إقبال الشباب على ممارسة هذه المهنة التراثية، وأعرب نواب النواخذة من الشباب المواطنين الذين تم توقيفهم عن العمل في قوارب الصيد عن استغرابهم الشديد من قرار توقيف إصدار بطاقة نائب النوخذة لهم، مؤكدين أنهم يعانون حالياً من شبح البطالة، كون هذه الحرفة مصدر الدخل الوحيد لهم ولأسرهم، وأن القرار تسبب في معاناة 224 صياداً مواطناً لشبح البطالة .
كما طالب الصيادون بإعادة النظر في موضوع مخالفات قوارب الصيد التي تصل عقوبتها لمدة 6 أشهر .
"الخليج" أجرت تحقيقاً ميدانياً عن المعضلات التي تواجه الصيادين في الساحل الشرقي ورصدت الآراء التالية .
قال محمود الشرع رئيس جمعية الصيادين في الفجيرة، إن الجهات المعنية في وزارة البيئة والمياه أصدرت قراراً وزارياً منذ فترة طويلة يقضي بالسماح بممارسة مهنة نائب النوخذة لثلاث فئات فقط، هم كبار السن وورثة أصحاب القارب والمعاقون، أما في ما عدا ذلك، فلا يتم إصدار بطاقة نائب نوخذة لأي شخص، مشيراً إلى أن هذا القرار لا يأتي في مصلحة الشباب الذين امتهنوا نائب النوخذة لفترة طويلة وأصبح لا مصدر دخل لهم سواها .
وطالب الشرع بضرورة إعادة النظر في قرار المنع من أجل تشجيع الشباب على الانخراط في مهنة الصيد بدلاً من العزوف عنها، كما طالب بإعادة النظر في قانون مواعيد الصيد الذي يسمح بالصيد من الساعة السادسة صباحا حتى الخامسة عصراً فقط، ليصبح من الفجر حتى المغرب، لاسيما أن 95% من الصيادين في الفجيرة يمارسون مهنة الصيد بالسنار .
ونفى الشرع قيام جمعيات الصيادين بإصدار تصاريح نائب النوخذة في الإمارة، مؤكداً أن الجهات المخولة بذلك هي وزارة البيئة والمياه ولجان تنظيم الصيد فقط .
ومن جانبه قال خليفة مسعود نائب رئيس جمعية صيادي الفجيرة، إن إجمالي عدد نواب النواخذة الذين تم وقف إصدار بطاقات لهم في الفجيرة ومناطقها وصل إلى 200 شخص، معظمهم من الشباب المواطنين الذين لا دخل يقتاتون منه سوى ممارسة هذه المهنة .
وأكد أن دور أو وظيفة نائب النوخذة على القارب تقتصر على صيد نوع واحد فقط من الأسماك السطحية المهاجرة "أسماك الخيل" وهذه الأسماك لا تلقى قبولاً في السوق المحلي، لذلك يتم تصديرها إلى الخارج، لافتاً إلى أن نائب النوخذة لم يرتكب جرما يستحق منعه من النزول إلى البحر .
وطالب نائب رئيس جمعية صيادي الفجيرة بضرورة إعادة النظر في قانون مخالفة قوارب الصيد، لا سيما أنه تم خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري وقف 12 قارب صيد لمدة 6 أشهر، لمخالفات عشوائية وغير صحيحة وفقاً لكلام الصيادين المخالفين .
كما طالب بإعادة النظر في قوانين الصيد بالقراقير (عن طريق المشخط)، والصيد بالشباك ومواعيد الصيد .
عبدالله هارون رئيس جمعية الصيادين في البدية قال إن مسألة وقف رخص الصيد من قبل وزارة البيئة والمياه أمر غير جيد ومن شأنه أن يؤثر بالسلب في مهنة الصيد عموماً، مطالباً الجهات المعنية في الوزارة بفتح إصدار رخص الصيد للصيادين من جديد .
وتحدث عن موضوع وقف إصدار بطاقات النوخذة قائلاً: هذا القرار تسبب في تعرض عشرات المواطنين المحبين لمهنة الصيد في الساحل الشرقي لشبح البطالة، لافتاً إلى أن إجمالي عدد نواب النواخذة الذين تم منعهم من النزول إلى البحر في البدية وصل إلى 15 شاباً .
وتطرق إلى موضوع حجز قوارب الصيد قائلاً: إن الصيادين يطالبون بإعادة النظر في قرار وقف قوارب الصيد المخالفة لمدة 6 أشهر لتصبح مدة الإيقاف 15 يوما فقط، لا سيما أن كثيراً من الصيادين ليس لديهم مصدر دخل آخر غير البحر .
وأبدى سيف الظهوري رئيس جمعية صيادي دبا الحصن استغرابه من القرارين .
وذكر الظهوري، أنه تم وقف 9 قوارب صيد في دبا الحصن خلال الفترة القليلة الماضية لمدة 6 أشهر، بسبب بعض المخالفات البحرية، مطالباً بإعادة النظر في هذا القرار، مراعاة لظروف وأحوال الصيادين، لا سيما الذين لا دخل لهم سوى البحر .
قال الصياد المواطن محمد اليتيم من منطقة مربح في الفجيرة: "لا نعرف الأسباب وراء إصدار قراري وقف رخصة الصيد ووقف إصدار بطاقات نائب النوخذة للمواطنين، مؤكداً أن مثل هذه القرارات لا تصب مطلقاً في مصلحة الشباب المواطن المحب لمهنة الصيد .
وقال المواطن أحمد رحمة (نائب نوخذة سابق)، أنا حالياً لا أعمل بعد أن تم منعي من النزول إلى البحر، علماً أنني أعول أسرة مكونة من أربعة أطفال، مضيفاً: القرار كان صدمة لنا، وكل ما نطلبه تدخل المسؤولين وإلغاء هذا القرار غير الصائب (على حد تعبيره) .
وقال الشاب المواطن احمد عمر (نائب نوخذة)، لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء القرار، ولا أدري من أين أؤمن قوت يومي بعد منعي من النزول إلى البحر، وأوضح الشاب المواطن علي مصبح (نائب نوخذة)، أن القرار أصاب جميع العاملين في مهنة نائب النوخذة بالإحباط واليأس، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الشباب الذين امتهنوا هذه المهنة لا يعملون في وظائف أخرى، فيما قال محمد حميد (نائب نوخذة سابق) القرار الذي اتخذته وزارة البيئة والمياه غير منصف ونطالب بإلغائه .
وقال مصدر مسؤول في المنطقة الشرقية إن تنظيم إصدار بطاقات نائب النوخذة يأتي حرصاً من الجهات المعنية على انتقال المهنة للأجيال المقبلة، كما أنه يتيح الفرصة للصيادين غير القادرين على النزول إلى البحر بسبب ظروفهم الصحية، للحصول على بطاقة نائب النوخذة .