قال رجل لأحد الحكام الصالحين: لم لا تغلق الباب وتعقد عليه الحجاب؟ فأجاب الحاكم: إنما ينبغي أن أحفظَ أنا رعيتي لا أنْ يَحفظوني.
وقيل: مَن سَلَبَ نِعْمةَ غيرهِ سَلَبَ نعمَتَهُ غيرُهُ.
قال أحد الحكام: إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليَّ ناصراً إلا الله.
فروق لغوية «الخُوانُ والمائِدةُ»
أننا لا نطلق على السُّفرة التي نتناول عليها الطعام لفظة المائدة إلا إذا كان عليها طعام، وإن لم يكن عليها طعام، فإننا نطلق عليها لفظة «خُوان».
«الكأس والقدح»
أن الكأسَ لا تسمى كأساً إلا إذا كانت مملوءة. أما القَدَحُ فتطلق على وعاء الشرب نفسه، سواء كان مملوءاً أو غير مملوء. من هنا فإن لفظة القدح لفظة عامة، في حين أن الكأس لفظة مقيّدة، لا تطلق إلا في حال خاصة؛ هي الامتلاء.
فوائد لغوية
ترد في التراث لفظة «السُّوَقَةُ» بالسين المضمومة المشددة بمعنى الرعيَّة. وقيل أنّ تسمية الرعية بذلك إنما كانت لأن الحاكم أو الملك يسوقهم إلى إرادته. واللفظة تطلق عادة على المفرد والمثنى والجمع. ويُذكر أنه حين أراد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن ينتصف لرجل من قبيلة مُزْينة من جَبَلَة بن الأيهم آخر ملوك الغساسنة، تساءل جَبَلة: ألا يفضلُ في هذا الدين مَلِلكٌ على سُّوَقَة؟ فقال له عمر رضي الله عنه: لا إن الملك والسّوقة عندنا سواءٌ.
مغزى مثل «كَما تَدِينُ تُدانُ»
فحوى المثل أنكَ كما تفعل في الناس يُفْعَل بك. والمثل قيل في حق أحد ملوك غسان الذين ما كانوا يسمعون بجمال امرأة إلا ويأخذونها. وقد أخذَ مرة بنتَ يزيد بن الصَّعِق الكلابي، وكان أبوها غائباً يومها، فلما عادَ أُخْبِرَ، فذهبَ إلى الملك الذي كان منتدياً، ووقف بين يديه وأنشدَ بعض الأبيات التي كان منها المثل، حتى قيلَ: ما أُنشِدَ البيت المقصود في ملكٍ ظالمٍ إلا كفَّ عن ظُلمه.
من مختار الشعر قال الطغرائي:
أُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أَرقبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأملِ