تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العنوسة أكبر مشكلة يعاني منها المجتمع المسلم،

العنوسة أكبر مشكلة يعاني منها المجتمع المسلم، 2024.

  • بواسطة
زواج الصحابي جليبيب رضي الله عنه: أيها الإخوة الكرام:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (( كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: جليبيب، في وجهه دمامة ))
وكان قصير القامة، وكان فقيراً، وكان يكثر الجلوس عند النبي عليه الصلاة والسلام، قال أنس: (( فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج ))
قال له النبي عليه الصلاة والسلام: " يا جليبيب، ألا تتزوج ؟ "، فالتفت جليبيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم و (( قال: إذن تجدني كاسداً ))
قال: " يا رسول الله من يزوجني ؟ " وأنا كما ترى لا بيت، ولا مال، ولا شيء من هذا القبيل ؟ من يأخذني ؟ من يقبل أن يزوجني ؟ لا شكل، ولا مال ؟
أجابه النبي صلى الله عليه وسلم، (( فقال: غير أنك عند الله لست بكاسد ))
ابتغوا الرفعة عند الله.
ثم لم يزل النبي عليه الصلاة والسلام يتحين الفرص حتى يزوِّجَ جليبيبًا، فجاءه في يوم من الأيام رجل أنصاري قد توفي زوج ابنته، فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له النبي: (( " يا فلان زوجني ابنتك ". قال: " نعم، ونعمة عين "، قال: " إني لست لنفسي أريدها ". قال: " فلمن ؟ " قال: " لجلبيب ". قال: " يا رسول الله نستأمر أمها " ))
شيء شبه مستحيل، ثم مضى إلى أمها، وقال لها:
(( " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك "، قالت: " نعم ونعمة عين، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قال: " إنه ليس لنفسه يريدها "، قالت: " فلمن ؟ " قال: " لجليبيب " ))
(( فقالت: " لاها الله إذاً، ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيباً، وقد منعناها فلاناً وفلاناً ؟ " قال: والجارية في خدرها تسمع ))
(( فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم، قالت الفتاة من خدرها لأبويها: " من خطبني إليكم ؟ " قالا: " رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قالت: " أتردّون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني "، فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " شأنك بها "، فزوجها جليبيباً ))
والقصة وردت في روايات عديدة، بعض هذه الروايات أنه لا يجد شيئاً يملكه ليكون مهراً، أو بيتاً، أو أثاثاً، أو طعاماً، فجمع له الصحابة بعض المال، وفي يوم عرسه دعا داعي الجهاد، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام حينما علم أنها قبلت به دعا لها، فقال: (( اللهم صُبَّ عليهما الخير صباً، ولا تجعل عيشهما كداً كداً ))
فلما نودي بنادي الجهاد، ودخل المعركة استشهد في يوم عرسه، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( " تفقدون من أحد ؟ " قالوا: نفقد فلاناً ونفقد فلاناً، ثم قال صلى الله عليه وسلم: " هل تفقدون من أحد ؟ " قالوا: لا، قال: " لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه في القتلى "، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقتل سبعة ثم قتلوه ؟ هذا مني وأنا منه " يقولها مرتين ))
ثم قعد عليه الصلاة والسلام بجانب هذا الجسد، ثم حمل هذا الجسد، (( فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه، ما له سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وضعه في قبره ))
هذه أمة فتحت العالم، هذه أمة وصلت إلى الصين شرقاً، وإلى مشارف باريس غرباً، أما حينما نكتفي من الإسلام بشعائره، ونحن يكره بعضنا بعضنا، ويزدري بعضنا بعضاً فلا نفعل شيئاً.
ما مشكلة الشباب اليوم ؟ المتطلبات فوق طاقتهم، مصاريف الزواج فوق طاقتهم، العنوسة أكبر مشكلة يعاني منها المجتمع المسلم، هذه أمة فتحت العالم، ولو فهم الصحابة الإسلام كما نفهمه نحن لما خرج الإسلام من مكة المكرمة.
أيها الإخوة الكرام، بإمكانكم أن تكونوا أقوياء، أقوياء بعلمكم، أعظم كرامة لك كرامة العلم، هذه الكرامة لا تحتاج إلى خرق العادات، أعظم كرامة لك أن تكون أميناً، أن تكون صادقاً، أن تكون عفيفاً، أن تكون محسناً، ولا يمنعك أحد في العالم أن تكون قوياً:
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف.. ))
من حديث صحيح، أخرجه مسلم
جزاك الله خيراً
جزيتم خيراااااااااااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.