ومازال انبعاث غازات الصرف الصحي، الذي يقع في منطقة الفلية المحاذية، تمس راحة أهالي المنطقة، خاصة وقت الشتاء في ساعات الفجر اﻷولى وساعات المساء، وعجز اﻷهالي عن إيجاد حلول جذرية لتلك الشكاوى التي تقض مضجعهم، وﻻ سبيل إﻻ ترك منازلهم التي استقروا بها حديثاً .
"الخليج" زارت المنطقة، برفقة اﻷهالي، وعاينت قرب المصانع من مساكن اﻷهالي، والغبار والتلوث الحاصل من مصانع تقطيع الرخام والسيراميك، وتهالك الطرق الداخلية التي تحول الغبار واﻷتربة فيها ﻷمواج تتحرك بواسطتها الشاحنات والمركبات .
عبدالله أحمد اﻷنصاري، مواطن، رب أسرة، من سكان منطقة القصيدات في رأس الخيمة، يقول اشتكينا مرات عدة لدى مختلف الجهات المختصة، من وجود مصانع تكسير الحجارة، و"الكلنكر" وعمل القوالب اﻹسمنتية، وتقطيع الحجارة لتصنيع الرخام والسيراميك باستخدام آﻻت ضخمة غير ملتزمين بمعايير واشتراطات السﻼمة البيئية، إذ تتسرب المواد الكيميائية من اﻵلة خارج أسوار المصنع، وتثير تلوثاً في المنطقة، واﻹزعاج المنبعث منها طيلة ساعات المساء .
وأفادتنا هيئة حماية البيئة والتنمية في اﻹمارة بتغريم إحدى الشركات مبلغ 3 آﻻف درهم وهو مبلغ بسيط جداً ﻻ يقارن مع إمكانات تلك الشركات، والضرر الذي تلحقه بنا كقاطني المنطقة، وﻻ يمثل شيئاً أمام اﻹزعاج المتﻼحق والتلوث الذي نعانيه بشكل يومي .
إزعاج
وأكد عبدالله الشحي، رب أسرة، أنه منذ سكن في المنطقة قبل 8 سنوات، كانت المنطقة هادئة نوعاً ما، ولم تكن فيها تلك الحركة الكثيفة للشاحنات وﻻ تزعجنا أصوات تهشم وسحق الحجارة ليﻼً، اﻻ منذ عام ونصف العام حالياً زادت وتيرة اﻹزعاج في المنطقة وباتت منطقة يصعب فيها اﻻستقرار، والمصانع تزحف للمناطق السكنية، وآثارها تمتد وتكاد تخنق معيشتنا، خاصة مع وجود اﻷطفال .
وأوضح أن المنطقة تقع بالقرب من مستشفى صقر الحكومي وهو أكبر مستشفى في اﻹمارة وﻻبد أن تكون منطقته بعيدة كل البعد عن المصانع وتلوثها وضوضائها، فإذا كانت المنطقة المحاذية للمستشفى بذلك الوضع، فكيف بالمناطق اﻷخرى .
طرق خاصة
عبدالرحمن محمد البناء، أحد أهالي منطقة القصيدات، يقول سكنت المنطقة منذ 8 سنوات ولم تكن اﻷوضاع فيها تنذر بتمدد المصانع ونشاط حركة الشاحنات، إلى أن أصبح الوضع ﻻ يطاق من إزعاج الشاحنات على الشوارع الداخلية لمنطقتنا وغبار المصانع المحاذية لنا، كما أن الروائح المنبعثة من الصرف الصحي ما زالت تؤذينا خاصة أوقات الفجر والليل وفي الشتاء .
ويوضح ، أن المصانع والشركات ينبغي لها أﻻ تستخدم طرقنا الداخلية، وتعبد لها طرقها البعيدة عنا، كي ﻻ يستمر إزعاجها ليل نهار .*
كما أن إمكاناتهم المادية والمساحات المحاذية للمصانع بإمكانها أن تعبد طريق خاصاً لها، ﻻ تستخدمه غير شاحناتها .
أحمد محمد، 50 عاماً، من أهالي منطقة القصيدات، أكد أن الوضع البيئي غير الصحي في منطقة القصيدات ﻻ ينبأ بخير، خاصة مع وجود المنشآت الصحية والمستشفيات والجامعات في المنطقة، وتأثير غبار المصانع وإزعاج شاحناتها امتد كذلك للمنشآت السكنية التجارية والتي تعرض حالياً بأبخس اﻷثمان نظراً ﻻستحالة العيش في بيئة كهذه .
المدير التنفيذي ﻹحدى الشركات في منطقة القصيدات، رفض ذكر اسمه، أكد أن العمل المتواصل للشاحنات يستغرق الفترة الحالية فقط إلى نهاية الشهر ، إذ تعمل الشركة على أحد المشاريع الحيوية في رأس الخيمة، والتي ينتظر إنجازها الكثير، ونطلب من أهالي المنطقة إمهالنا إلى نهاية الشهر ﻹنجاز المشروع الحيوي، وبعدها ستتم دراسة إيجاد حلول فعلية ﻻزعاج الشاحنات والغبار الذي تثيره في المنطقة .
تشريع ملزم
فيصل الطنيجي عضو مجلس وطني أكد أن المطلوب سن تشريع يلزم أصحاب المشاريع الصناعية بالعمل في المناطق البعيدة عن المساكن الشعبية والمناطق السكنية بشكل عام، ومتابعة إلزامها بالمعايير واﻻشتراطات البيئية من قبل الجهات المختصة، موضحاً أن ورود شكاوى من اﻷهالي في المنطقة، يعني أن اﻷمر مستفحل وﻻبد من متابعة فعلية من قبل الجهات المختصة والتي من أهم أدوارها إلزام الشركات والمصانع باﻻشتراطات البيئية .
متابعة
وأكد غانم الشامسي وكيل وزراة البيئة والمياه المساعد لقطاع التدقيق الخارجي أن الوزارة سترسل فريقاً لمتابعة الشكوى في منطقة القصيدات لتقف على أسبابها وطبيعة المخالفات البيئية في المنطقة، موضحاً أن وزارة البيئة والمياه تتابع عمل جميع المصانع ومدى التزامها باﻻشتراطات البيئية وﻻ تختص لمصانع معينة .
المهندس أحمد محمد الحمادي مدير دائرة اﻷشغال والخدمات العامة أكد أن الدائرة عازمة على رصف الشوارع الداخلية في منطقة القصيدات وإنشاء دوار يتناسب مع الحركة المرورية فيها، والطريق يخدم جامعة رأس الخيمة لطب اﻷسنان إضافة للمنطقة السكنية والشركات ويؤدي للسجن المركزي ويخدم المنطقة بإثرها، ومنها ستخف مشكلة الغبار المتطاير في الشوارع الحالية كونها غير مرصوفة .*
أما عن مشكﻼت الغبار والتلوث في المنطقة والمنبعث من عمل الشركات، فهي أمور متعلقة بجهات أخرى مختصة، وﻻ شأن لدائرة اﻷشغال والخدمات العامة بمتابعتها .
وأكد الدكتور سيف الغيص المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة وجود شكوى من أحد اﻷهالي في المنطقة، عن التلوث واﻹزعاج الحاصل فيها موضحاً أن الموضوع تحت المراقبة والمتابعة وسوف تتخذ الهيئة القرار المناسب حسب اللوائح واﻷنظمة المتبعة في حالة حدوث أي مخالفة .