الخليج
تبقى جبال الألب الأكثر استقطاباً للزوار والسياح بما توفره من مناظر ساحرة ومنتجعات فخمة وفرص للتمتع بالأنشطة الخارجية مثل التزلج على الثلج والتزحلق على الثلج إلى النزهات سيراً وتسلق القمم، وتوفر المدن الألمانية الكثير لعشاق الاستكشاف .
تنظم "الإمارات للعطلات" جولة سياحية لمدة نصف يوم في حافلة تشمل زيارة إلى جبال الألب البافارية الألمانية وتتضمن زيارة منطقة بيرشتيسغادن الساحرة الواقعة في مقاطعة بافاريا المجاورة لسالزبورغ النمساوية .
وتنطلق بك الجولة من سالزبورغ عبر هيلبرون التي توجد فيها قلعة ساحرة، قبل عبور الحدود الى منطقة بيرشتيسغادنر لاند الألمانية، حيث تمر بالكهوف الكبيرة الشبيهة بالكاتدرائيات والتي تشكل مناجم للملح، وتشاهد كذلك المناظر الطبيعية الجميلة لمتنزه بيرشتيسغادن الوطني . وتصل بعد ذلك الى شواطىء "بحيرة الملك" كونيغسي التي غالباً ما وصفت بكونها أجمل بحيرات ألمانيا، حيث تطل قمة جبل فاتسمان الرائعة التي ترتفع 2700 متر على المياه الزرقاء الساكنة لهذه البحيرة .
وبعد توقف قصير للتمتع بالمناطق المحيطة وذات الجمال الأخاذ، نأخذك الى بيرشتيسغادن التي تعد منتجعاً صحياً عريقاً ومركزاً رئيسياً للمتزلجين ومتسلقي الجبال، حيث تتاح لك الفرصة لاستكشاف هذه البلدة الساحرة في جبال الألب قبل العودة الى سالزبورغ .
ويشتهر أبناء هذه المنطقة بكونهم من أشهر أبطال رياضة السكي في العالم، ودأب أفضل أبطال السنوبورد والسكي في جبال الألب على جعل بيرشتيسغادن محطة توقف رئيسية في برامجهم، وتتضمن البلدة 60 كلم من مسارات السكي عبر الغابات والجبال وأماكن لممارسة رياضة التزحلق على الثلج .
وتبدأ هذه الجولة التي يتم تسييرها بحافلة وتمتد لفترة 4 ساعات من مكتب السياح ذي الموقع المركزي في ميدان ميرابيل في سالزبورغ وتنتهي فيه، ويتم تسييرها يومياً من الساعة الثانية بعد الظهر، وتشمل رسوم الدخول والخدمات التي يقدمها مرشد سياحي يجيد اللغة الإنجليزية .
الطقس
تتراوح درجات الحرارة في بيرشتيسغادن بين 4 درجات مئوية تحت الصفر و 4 درجات مئوية في فبراير/ شباط و 2 تحت الصفر و 10 درجات مئوية في مارس/ آذار، و 2 14 درجة مئوية في إبريل/ نيسان، ويبلغ معدل هطول الأمطار 61 ملم في فبراير و 68 ملم في مارس و 86 ملم في إبريل .
3 أودية
بالقرب من الحدود مع النمسا، وفي منطقة جبال الألب في بافاريا، أكبر مقاطعات ألمانيا، تقع مدينة بيرشتيسغادن الوادعة على تخوم الجزء الجنوبي من حديقة بيرشتيسغادن الوطنية التي تتمدد بجانب ثلاثة أودية متوازية، وعلى بعد 180 كلم من عاصمة المقاطعة ميونيخ .
ومدينة بيرشتيسغادن أصبحت مرادفة لقمة وازدان الجبلية البالغ ارتفاعها 2713 متراً، وهي ثالث أعلى قمة في ألمانيا التي اكتسبت شهرة واسعة لدى متسلقي الصخور، بينما توجد بها أيضاً بحيرة جليدية بمساحة 2 .5 كلم مربع، إضافة إلى جبل كيهلستين الذي اشتهر كموطن للنسور . وتتمتع المنطقة التي توجد بها المدينة بجمال طبيعي خلاب، تشكل من سلسلتها الجبلية المهيبة، وبحيراتها الصافية، والطبيعة البِكر في حديقتها الوطنية . كما تشتهر المنطقة ببعض أكثر المواقع غموضاً، وجذباً للسياح من مختلف أنحاء المعمورة، مثل مناجم الملح، ومملكة النسور التي اتخذت من قمة الجبل معقلاً لها، فضلاً عن كنيسة سانت بارثلوميو الصغيرة على ضفاف بحيرة كونيجسي التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وهي تعتبر الآن من أبرز رموز منطقة الألب في بافاريا .
وكذلك يتناثر في هذه المنطقة العديد من القرى الساحرة التي حافظت على تقاليد الألب البافارية . وهي قرى اشتهرت بالكثير من المناسبات الاستعراضية، والدينية، والمهرجانات الشعبية . كما أنها كانت في الأزمان الغابرة معقلاً لملوك بافاريا، ويشهد على ذلك حصنها الملكي .
كما أنها تعتبر جنة بالنسبة إلى عشاق النزهات، والمشي ممن يتطلعون إلى احتفاظ اجسامهم بالنشاط والحيوية . فمن مناطق التنزه إلى قمم الجبال تعد هذه المنطقة مثالية للاستكشاف من خلال المشي . وفي الصيف تصبح المنطقة مثالية لممارسة أي رياضة يمكن تخيلها، في حين تتحول بعد سقوط الجليد إلى حلبة نموذجية للتزلج .
مركز المدينة التاريخي
يمضي الوقت سريعاً عند التجول في وسط بيرشتيسغادن القديم . فبخلاف حصنها الملكي، ودير الكنيسة، هناك العديد من المعالم المثيرة التي تستحق الزيارة، مثل المستعمرة القديمة على شارع نوتال، وبيت هيرشنهاوس الأقدم في جبال الألب البافارية، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى العام 1594 والحديقة حيث يمكن فيها الاسترخاء، والاستمتاع بمناظر الجبال المحيطة بالمدينة .
ويشار إلى أن أول تاريخ مسجل للمدينة يرجع إلى العام ،1102 ويتعلق تحديداً بغنى هذه المنطقة برواسب الملح . وكان منشأ معظم ثروة المدينة في ذلك الوقت مناجم الملح، وأول منجم فيها بدأ عملياته في عام 1517 . وكانت المدينة تتمتع بالاستقلال الذاتي حتى العام ،1803 قبل أن يتم تسليمها في عام 1805 إلى النمسا بمقتضى معاهدة برسبورغ، ثم احتلها الفرنسيون لفترة قصيرة، قبل أن تعود إلى حكم بافاريا في 1810 .
معالم تاريخية
ما بين الغرف المحصنة تحت الأرض، والتي تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، إلى مناجم الملح، هناك العديد من المعالم التاريخية المميزة، أو المواقع الجميلة التي لن تكتمل الزيارة إلا بمشاهدتها . وبيرشتيسغادن كانت في الأصل مقراً لإمارة صغيرة، بنى حكامها حصناً منيعاً حولها، واختاروها موقعاً للعزلة . وكان الملح مصدر دخلها الأساسي، مثلما كانت الحال في بلدة باد رايشنهال المجاورة، والتي لا تزال عمليات إنتاج الملح مستمرة فيها إلى اليوم . واليوم تمثل التقاليد، والحرف اليدوية أسلوب حياة في المدينة . وأفضل طريقة لاستكشاف هذه الحياة هي زيارة متحف الآثار المحلي، والتي تقدم للزائر تجربة ترفيهية، وتعليمية في الوقت نفسه . ومؤخراً أُضيفت للمتحف مجموعة من القاطرات، وأجزاء من السكك الحديدية .
قاعدة أمامية للنازيين
اشترى النازيون أوبرسالزبيرغ في عشرينات القرن الماضي كمنطقة ترويح للقادة . وفيها بُني المقر الجبلي للزعيم النازي أدولف هتلر . كما تم تجهيز بيرشتيسغادن وضواحيها ليتخذها الألمان قاعدة أمامية بعيدة، الأمر الذي دفع الحلفاء إلى اعتبارها هدفاً استراتيجياً خلال الحرب العالمية الثانية . وهي كانت تحتوي آنذاك على منطقة تضم مباني الرايخ الثالث، ومحطة قطارات، ومنطقة استقبال لهتلر وضيوفه، إضافة إلى مكتب بريد بجانب المحطة . كما يوجد فيها فندق هوف الذي كان منزلة لأهم الشخصيات في ذلك الوقت، ومن بينهم إيفا براون التي تزوجها هتلر قبيل أن تضع الحرب أوزارها . وقد تم هدم هذا الفندق في عام 2024 وأقيم مكانه متحف هوس دير بيرغ .
جبال الألب مكان ساحر يأسر القلب
الله يعطيك العافية على هذا الموضوع