تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تلويث البر وعي أقل عدوانية أكثر

تلويث البر وعي أقل عدوانية أكثر 2024.

  • بواسطة




خليجية


رغم اختلاف أنواع القضايا في عالم الجريمة، إلا أن القاسم المشترك فيها طرفاها؛ المتهم والضحية. وتلوث البيئة قضية لا تقل أهمية عن سواها من الجرائم السلوكية أو الأخلاقية. المتهم فيها معروف، والضحية كذلك، إنها حكاية سوء فهم وتقدير من الإنسان للمكان، من أسبابها قلة الوعي بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية، أو الجهل بدور البيئة في تحقيق التنمية المستدامة، أو العدوانية الشخصية…

وتلك حالة مرضية. زيارة خاطفة إلى المناطق البرية الممتدة حول إماراتنا، تكشف مشاهد سلبية عدة لمرتادي البر، مثل ترك مخلفات الطعام، ونثر «السخام»، أو إشعال النار على التربة، وخلافها من أوجه التعدّي على البيئة وحقوقها علينا.

حملات موسمية

في هذا السياق، قال المهندس عبدالمجيد سيفائي مدير إدارة النفايات في بلدية دبي، إن مستوى الوعي بين الأفراد ارتفع مؤخراً، بدليل انخفاض معدل المخالفات في المناطق البرية مقارنة مع السنوات الماضية..

لاسيما وأن البلدية تحرص على تنظيم حملات عدة من أجل نظافة البر، إذ تبدأ الحملة الأولى في بداية موسم التخييم بهدف التوعية، بينما يتزامن موعد الحملة الثانية مع انتهاء الموسم الشتوي في أبريل، وتهدف الحملة الأخيرة إلى مسح مناطق ريفية مختلفة في إمارة دبي، وتنظيفها بالتعاون مع مؤسسات وشركات سياحية.

وأضاف ان البلدية زودت المراقبين بآليات حديثة، لضبط المخلفات ورصد التجاوزات البيئية من قبل قاصدي البر، مثل رمي النفايات بصورة عشوائية، واستخدام أغصان الأشجار لإشعال النار، موضحاً في هذا الصدد؛ أن البلدية لا تسعى إلى جني الأموال وإنما التوعية قدر المستطاع..

ويمكن تجنب المخلفات بالالتزام بالقانون مثل استخدام «الشواية» أو «الكوار» لإشعال النار، عوضاً عن إشعالها على التربة، إذ يعد إشعال النار على التربة من المخالفات التي يُعاقب عليها القانون، مشيراً إلى أن دوريات المراقبة تدوّن أرقام السيارات في البر، ثم تمرّ على المكان بعد انتهاء الأفراد من التخييم، للتأكد من ترك المكان نظيفاً، وتُسجّل المخالفة إذا لاحظ مراقبو البلدية عكس ذلك.

وأكد أن البلدية تحرص على نشر إعلان في الصحف المحلية، بضرورة التقيد بالسلوكيات البيئية السليمة، خلال فترة ارتياد البر، والأخذ بالنصائح والإرشادات الواجب الالتزام بها، مع ذكر الغرامات وفقاً لبند المخالفة..

مضيفاً ان البلدية تطلق حملة في شهر نوفمبر، تحت شعار «اترك المكان نظيفاً لينعم به غيرك» لتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على البر والحياة الفطرية، والحد من السلوكيات السلبية بمشاركة المؤسسات وأفراد المجتمع، لأن النظافة تندرج تحت مفهوم المسؤولية المجتمعية، وتخدم مسيرة التنمية المستدامة للجميع.

مشاهد إيجابية

بدوره قال المواطن يوسف القيشي، إن ترك المكان نظيفاً بعد الانتهاء من التنزه في البر، يعكس أخلاق الفرد ورقيّه، إذ يمكن حصر الكثير من المشاهد الإيجابية التي تدلل على حرص البعض على نظافة البيئة من التلوث، إذ لا تتوانى شريحة كبيرة من رواد البر عن مسح المناطق الملوثة وتنظيفها، رغم تسبب آخرين غيرهم بتلوّث المنطقة، بينما يترك البعض الآخر بقايا الطعام وسواها من المخلفات ملقاة على الأرض.

وناشد القيشي الجهات المختصة بفرض المزيد من العقوبات وتشديدها ضد المخالفين، بالتوازي مع تعزيز مفهوم التوعية بين أفراد المجتمع، من خلال تنفيذ مبادرات مجتمعية في البر، خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي الإجازات، ومراقبة المخالفين عبر تخصيص سيارات مدنية ترصد المخالفين بالصور دون علمهم، ما يساهم حتماً في ردع الكثيرين لنصل مستقبلاً إلى نتائج مأمولة تضمن سلامة البر والأماكن المفتوحة من التلوث.

ممارسات الأفراد والشركات أحمال زائدة

الذيد وما يجاورها في المناطق الوسطى، من أكثر الوجهات البرية ارتياداً لقاصدي المتعة في ظل الأجواء المعتدلة في فصلي الشتاء والربيع، نظراً لكثرة الكثبان الرملية والتلال، فيما يرصد سكان تلك المناطق كل عام، جملة من التجاوزات والسلوكيات المرفوضة بحق البيئة والعابثة بجمال الطبيعة.

التحطيب الجائر

أبرز المخالفات المرصودة حسب ما أوضح علي مصبح الطنيجي مدير بلدية الذيد، استمرار البعض في التعدي على أشجار السمر والتحطيب، وإلقاء بعض الشركات غير المسؤولة مخلفاتها في «السيوح» والأودية، ناهيك عن الأضرار الأخرى الناتجة عن الحيوانات السائبة، مثل إيذاء لحاء السمر والأشجار بصفة عامة، إضافة إلى إلقاء المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها، رغم جهود البلدية التوعوية في هذا الجانب، سواء للأفراد أو المؤسسات.

50 ألف درهم

ولفت إلى أن البلدية تحرص على تعزيز مفهوم التوعية من خلال حملات ومبادرات عدة تطلقها باستمرار، منها على سبيل المثال زراعة مليون شجرة غاف في يوم التشجير، بعد توزيعها على سكان المنطقة في المنازل..

مشيراً إلى أن يد القانون تطال المتطاولين على البيئة، وثمة مجموعة من الضوابط والغرامات ضد المخالفين، لعل أبرزها إصدار الإنذارات، وفرض الغرامات التي قد تصل إلى 50 ألف درهم، وحجز السيارات المخالفة.

نفوق الحيوانات

وذكر الطنيجي أبرز الآثار السلبية الناتجة عن تلويث البيئة، مثل نفوق الحيوانات أو موت الأشجار، مع احتمالية إصابة الأرض بالجفاف الذي سيؤثر سلباً على الأراضي الزراعية، ما يعكس تداعيات مستقبلية خطيرة على المسطحات الخضراء والغطاء النباتي…

مضيفاً إن البلدية بادرت بتنفيذ جملة من المشاريع للحفاظ على البيئة، منها: تنفيذ مشروع محمية البردي، ومشروع وادي الذيد الشمالي، وتحسين ومعالجة مياه الصرف الصحي.

وقال الطنيجي إن بيئتنا أمانة يجب المحافظة عليها من خلال رفع الوعي بأهمية البيئة والمحافظة على مكوناتها الجميلة، وترميم الأضرار التي أحدثتها أيادي العابثين، ورفع شعار المحافظة على البيئة نظيفة وجميلة، الذي يمثل رسالة نبيلة للبلدية، وهنا يجب على أولياء الأمور الحرص على توعية أفراد الأسرة في البيت، وحث الأطفال عبر القدوة الإيجابية، واعتبار البيئة أساساً مهماً لحياة أفضل للجميع.

خطوات بسيطة تضمن بيئة سليمة

ثمة نصائح وإرشادات حري بنا اتباعها، لترك المكان نظيفاً كما وجدناه أو أفضل مما كان، فعند اختيار المكان إذا كان قرب شجرة، من الممكن أن يبادر رب الأسرة بوضع هدف ما، ويطلب من الأطفال والصغار، إصابة الهدف بالحجارة، شريطة أن تكون الحجارة من تحت الشجرة، وليست من خارج محيطها، وبذلك يحقق فوائد عدة، منها تسلية الصغار، وتنظيف محيط الشجرة.

ولا ضير في تقليم أغصان الشجرة المتهالكة أو المتدلية منها على ارتفاع قليل. وبذلك تكسب فوائد عدة، منها الجلوس بأريحية تحت الشجرة، وجمع الأغصان المقلّمة ونقلها إلى موقع قريب حتى تجف ويُستفاد منها كحطب في تحضير الشاي أو القهوة.

وأخيراً يجب وضع كيس لجمع القمامة، وأخذه معك في نهاية الرحلة، ورميه في المكان المخصص، ووضع إناء الغسيل تحت الشجرة أو بالقرب منها، ليُستفاد من الماء المهدر في ريها. وفي نهاية الرحلة لابد من إطفاء النار وجمع «السخام» ونقله إلى مكان النفايات، وعدم ترك النار أو دفنها وحسب، حتى لا تؤذي الآخرين أو تضر بالبيئة.

«سفراء العطاء» تشارك في حملات نظافة البر

ذكر عباس فرض الله المنسق الإعلامي لمجموعة «سفراء العطاء» التي تضم عدداً من المتطوعين والمتطوعات، أنهم شاركوا خلال هذا العام في حملتين، تزامنت الأولى مع اليوم الوطني للبيئة، بالتعاون مع جمعية الصحافيين، وقد شملت رحلة إلى البر، للصحافيين وعائلاتهم، تخللتها ندوة تثقيفية في الهواء الطلق، لإيصال الرسالة في موقع الحدث.

أما الحملة الثانية فكان محورها حماية البيئة الصحراوية، وأطلقت بالتعاون مع نادي الهوايات في دبي، في منطقة عوافي في رأس الخيمة، وقد تعرف زوار ومرتادو الصحراء، على أفضل الطرق لاستخدام المكان بصورة جيدة، لتركه نظيفاً بعد مغادرة المكان.

وأشار إلى مجموعات تطوعية عدة، تنشط خلال فصلي الشتاء والربيع، للمحافظة على البيئة، نظراً لارتياد الناس البر بصورة مكثفة مع اعتدال درجات الحرارة…

وقد ساهمت الحملات في توعية الكثير من أفراد المجتمع، عبر توزيع النشرات المطبوعة، أو تقديم النصائح، وتوزيع أكياس القمامة، لاسيما وأن البعض لا يدرك كثيراً من الخطوات الواجب اتباعها قبل وبعد الجلوس في البر، مثل عدم إشعال النار على التربة، أو رمي باقي الطعام على الأشجار.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.