تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » روائع لغوية

روائع لغوية 2024.

روائع لغوية

خليجية

لا سبيل إلى معرفة ما للعربية من دقة إلا إذا تأملنا بعض ما خلّفت لنا من صيغ واستعمالات ومواضعات لا حد لها. وليس بوسعنا في وقفات كهذه إلا أن نقف على نُتف مما في هذه اللغة التي أراد الله أن يحفظها، فقاومت جميع التحديات، بما امتلكت من قواعد منطقية وأساليب ساحرة وفنون باهرة، ومرونة كبيرة أثارت الإعجاب.

=إذا كانت الأمثلة على سعة العربية وخصبها وعبقريتها مما لا يمكن حصره، فلعلنا نستطيع في هذا الحيز الصغير، الوقوف على بعض هذه الأمثلة والشذرات.
نقول في العربية للماء اليابس : الجَّليد
ونقول للّحم اليابس : القَديد
ونقول للطين اليابس : الصَّلصال
ونقول للّبن اليابس : الجُبن
ونقول للحجر اليابس : الصَّلد

مواقف:
بلاغة العربي:
في تراثنا العربي من المواقف التي تروى عن رجال ونساء وفتيان وشيوخ ما يستوقف العقل ويحار المرء فيه، بقدر ما يأسف لما انتهى إليه حال اللغة وعلاقتنا بها اليوم. ففي جميع تلك المواقف دلالات واضحة على حدة ذكائهم وامتلاكهم لبلاغة القول المصحوب بسرعة البديهة. من ذلك مثلاً، الآتي:
– روي أن رجلاً من بني مخزوم، وكان زبيري الهوى، دخل على عبدالملك بن مروان، فقال له عبدالملك: ألا ترى أن الله ردك على عقبيك؟ فأجابه: أو مَنْ رُدّ إليك ردّ على عقبيه؟ فاستحيا وعلم أنه قد أساء.

لقد عرف الرجل كيف يحرج الخليفة بلغة مهذبة وسؤال استنكاري مربك بليغ، يمكن له أن يعيد السائل إلى التنبه والعودة عما بدر منه.
وفي موقف مشابه آخر يخلو من علاقة السلب بين الرجل والخليفة ويقوم على امتحان المرء في فكره وسلوكه، تطالعنا إجابة أخرى تقطر فطنة وفصاحة قول، كما في الرواية الآتية:
– دخل محمد بن كعب القوطي على سليمان بن عبدالملك في ثياب رثة، فقال له سليمان: ما يحملك على لبس مثل هذه الثياب؟ فقال: أكره أن أقول الزهد، فأطري نفسي، أو أقول الفقر فأشكو ربي.

فروق لغوية:
في الاستعمال اللغوي ثمة فروقات دقيقة لا يدركها العامة ويعرفها المهتمون باللغة والمختصون فيها، وسنحاول في كل عدد الوقوف على صور منها.
العُروض والعَروض: الفرق بين العُروض والعَروض أن العُروض (بضم العين)، هي جمع (عَرْض): وهي المشاهد الاستعراضية أو التمثيلية أو الأنشطة الفنية التي تقدم لجمهور المشاهدين، بهدف إمتاعهم، كعُروض السيرك، والموسيقى والباليه وسواها.
أما العَروض (بفتح العين) فهو العلم الخاص بمعرفة موسيقى الشعر وبحوره وتقطيعه، ويدرسه الطلبة في مراحل دراسية في بلادنا العربية.

فوائد لغوية:
– ونستعمل في لهجاتنا العامية أو لغتنا المحكية المفردة اللغوية (عَفسَ) و(معفوس) لمن هو مضغوط وغير مرتاح، ونظنها عامية. والحق أنها مفردة فصيحة، إذ نجد في المعاجم: عفسَ الثيابَ أي ضغط عليها بقدمه وخلطها بعضها ببعض. وهو المعنى المجازي الذي استعرناه للشخص غير المرتاح.
ويخطئ بعضنا في وصف حفلة فرح اثنين، فيقول: خُطبة (بضم الخاء). والصواب هو أن يقول: خِطبة (بكسر الخاء)؛ وذلك لأن الخُطبة (بضم الخاء) هي ما يُلقى على الناس من موعظة من على منابر المساجد.
أما الخِطبة (بكسر الخاء) فهي حدث أو مراسيم الحفل الذي يقام بمناسبة التقدم لاقتران رجل بامرأة ما.

موضوع رائع لما يحمله من الفوائد القيمة

جراكِ الله خيراً

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.