تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ‬الإسلام ‬ . وتكريم ‬الوالدين

‬الإسلام ‬ . وتكريم ‬الوالدين 2024.

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي ‬هُرَيْرَةَ ‬- رَضِيَ ‬اللَّهُ ‬عَنْهُ – ‬قَالَ: «جَاءَ ‬رَجُلٌ ‬إِلَى ‬رَسُولِ ‬اللَّهِ – ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم-‬، ‬فَقَالَ: ‬يَا ‬رَسُولَ ‬اللَّهِ: ‬مَنْ ‬أَحَقُّ ‬النَّاسِ ‬بحُسْنِ ‬صَحَابَتِي؟ ‬قَالَ: ‬أُمُّكَ، ‬قَالَ: ‬ثُمَّ ‬مَنْ؟ ‬قَالَ: ‬أُمُّكَ، ‬قَالَ: ‬ثُمَّ ‬مَنْ؟ ‬قَالَ: ‬أُمُّكَ، ‬قَالَ: ‬ثُمَّ ‬مَنْ؟ ‬قَالَ: ‬ثُمَّ ‬أَبُوكَ»، (‬أخرجه البخاري).

برُّ الوالدين فريضةٌ لازمة، فقد أوصى الله سبحانه وتعالى الأبناء ببرّ الوالدين والإحسان إليهما في حياتهما وبعد مماتهما، ومن المعلوم أن للوالدين في الإسلام منزلةً ساميةً لا تعدلها منزلة ولا ترقى إليها درجة، هذه المنزلة تقتضي الإحسان إليهما والترفق بهما والعطف عليهما في حياتهما، والترحم عليهما والدعاء لهما بعد موتهما.

ومن وصايا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للأبناء ببرّ الوالدين والإحسان إليهم ما اختص به الوالد، فجعل بِرَّه سبيلاً إلى أوسط أبواب الجنة، كما جاء في الحديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «‏الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ»، (أخرجه الترمذي)، وكذلك ما اختص به الوالدة فجعلها أحقّ الناس بحُسن الصُحبة وكريم الرعاية، بما قدَّمتْ وما عانتْ في الحمل والوضع والتربية.

لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أُسَيْرِ ‬بْنِ ‬جَابِرٍ قَالَ: «‬كَانَ عُمَرُ ‬بْنُ ‬الْخَطَّابِ إِذَا ‬أَتَى ‬عَلَيْهِ ‬أَمْدَادُ ‬أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ ‬أَفِيكُمْ أُوَيْسُ ‬بْنُ ‬عَامِرٍ؟ حَتَّى ‬أَتَى ‬عَلَى أُوَيْسٍ، فَقَالَ: ‬أَنْتَ أُوَيْسُ ‬بْنُ ‬عَامِر، ٍ قَالَ: ‬نَعَمْ، ‬قَالَ: ‬مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ ‬مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: ‬نَعَمْ، ‬قَالَ: ‬فَكَانَ ‬بِكَ ‬بَرَصٌ ‬فَبَرَأْتَ ‬مِنْهُ ‬إِلا ‬مَوْضِعَ ‬دِرْهَمٍ؟ ‬قَالَ: ‬نَعَمْ، ‬قَالَ: ‬لَكَ ‬وَالِدَةٌ؟ ‬قَالَ: ‬نَعَمْ، ‬قَالَ: سَمِعْتُ ‬رَسُولَ ‬اللَّهِ ‬- صَلَّى ‬اللَّهُ ‬عَلَيْهِ ‬وَسَلَّمَ- ‬يَقُولُ: «‬يَأْتِي ‬عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ ‬بْنُ ‬عَامِرٍ مَعَ ‬أَمْدَادِ ‬أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ ‬مِنْ قَرَنٍ، كَانَ ‬بِهِ ‬بَرَصٌ ‬فَبَرَأَ ‬مِنْهُ ‬إِلا ‬مَوْضِعَ ‬دِرْهَمٍ، ‬لَهُ ‬وَالِدَةٌ ‬هُوَ ‬بِهَا ‬بَرٌّ، ‬لَوْ ‬أَقْسَمَ ‬عَلَى ‬اللَّهِ ‬لأَبَرَّهُ، ‬فَإِنْ ‬اسْتَطَعْتَ ‬أَنْ ‬يَسْتَغْفِرَ ‬لَكَ ‬فَافْعَلْ»، ‬فَاسْتَغْفِرْ ‬لِي، ‬فَاسْتَغْفَرَ ‬لَهُ، ‬فَقَالَ ‬لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ ‬تُرِيدُ؟ ‬قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: ‬أَلا ‬أَكْتُبُ ‬لَكَ ‬إِلَى ‬عَامِلِهَا؟ ‬قَالَ: ‬أَكُونُ ‬فِي ‬غَبْرَاءِ ‬النَّاسِ ‬أَحَبُّ ‬إِلَيَّ»، (‬أخرجه مسلم)‬.

يتضح لنا من الحديث السابق أن هذه البشرى العظيمة التي بَشَّر بها رسولنا – صلى الله عليه وسلم – أُوَيْس بن عامر القرني، إنما كانت ببركة بِرِّه بأمه «لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ»، فقد وصل إلى الحدِّ الذي جعل دعوته مستجابة «لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ»، ورأينا كيف أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ، قد نصحه رسولنا – صلى الله عليه وسلم – أن يطلب من أُوَيْس أن يدعوَ له ويستغفر له، وتلك إشارة واضحة إلى مكانة برِّ الوالدين، وبخاصة الأم التي جعل الإسلام الجنة تحت قدميها.

وصايا

عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «سألتُ النَّبيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ برُّ الْوَالِدَيْنِ»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبيلِ اللَّهِ»، (أخرجه البخاري).

* أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: «أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الأَجْرَ مِنْ اللَّهِ، قَالَ: «فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟»، قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلاهُمَا، قَالَ: «فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنْ اللَّهِ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا»، (أخرجه مسلم)‬.

وعَنْ عَبْدِ ‬اللَّهِ ‬بْنِ ‬عَمْرٍو- رَضِيَ ‬اللَّهُ ‬عَنْهُمَا – ‬قَالَ: «قَالَ ‬رَسُولُ ‬اللَّهِ ‬- ‬صَلَّى ‬اللَّهُ ‬عَلَيْهِ ‬وَسَلَّمَ-: «‬إِنَّ ‬مِنْ ‬أَكْبَرِ ‬الْكَبَائِرِ ‬أَنْ ‬يَلْعَنَ الرَّجُلُ ‬وَالِدَيْهِ»‬، ‬قِيلَ: ‬يَا ‬رَسُولَ ‬اللَّهِ، ‬وَكَيْفَ يَلْعَنُ ‬الرَّجُلُ ‬وَالِدَيْهِ؟ ‬قَالَ: «يَسُبُّ ‬الرَّجُلُ ‬أَبَا ‬الرَّجُلِ ‬فَيَسُبُّ ‬أَبَاهُ، ‬وَيَسُبُّ ‬أُمَّهُ ‬فَيَسُبُّ ‬أُمَّهُ»،

(أخرجه البخاري)‬.

شكرا لكم
جزاكم الله خيراً
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
جزاكِ الله خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.