تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الثاني خير من الأول

الثاني خير من الأول 2024.

الثاني خير من الأول

خرج عبد الله بن عمر يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين.

كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد ومر أثناء الطريق بنخلة في أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر.

عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة وكأنه ما سمع أذاناً ولا ينتظر إقامة فصاح به غاضباً: انزل للصلاة.

فقال الرجل بكل برود: طيب.. طيب. فقال: عجل..

فصرخ الرجل ثم انتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق به رأسه غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه وانطلق يعدو إلى المسجد.

نزل الرجل من النخلة غاضباً ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله.

دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد ومرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها. فقال: السلام عليكم.. كيف الحال؟.

قال: الحمد لله بخير. قال: بشر. كيف الثمر هذه السنة؟!. قال : الحمد لله.

قال عبد الله: الله يوفقك ويرزقك.. ويوسع عليك.. ولا يحرمك أجر عملك وكدك لأولادك.

ابتهج الرجل لهذا الدعاء فأمن على الدعاء وشكر.

فقال عبد الله: لكن يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر قد أذن العصر والإقامة قريبة، فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة، وبعد الصلاة أكمل عملك الله يحفظ عليك صحتك.

فقال الرجل: إن شاء الله.. إن شاء الله، وبدأ ينزل برفق ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحرارة وقال: أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه لأعلمه.

يا له من دين

الدين المعاملة

جزاك الله خيراً

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.