ومنذ أن بدأت أسعار النفط في الهبوط في يونيو 2024، توقع محللون كثيرون أن تخفض السعودية أكبر منتجي أوبك إنتاجها.
ومع ذلك، اختارت السعودية حتى الآن إبقاء الإنتاج ثابتاً، في خطوة للدفاع عن حصة السوق أمام منتجين من خارج أوبك، مثل روسيا والولايات المتحدة، حيث ارتفع الإنتاج نتيجة لازدهار التنقيب عن النفط الصخري.
وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي يوم الأحد: «حاولنا واجتمعنا ولم نوفق لإصرار الدول على أن تتحمل أوبك فقط العبء.. نحن نرفض أن تتحمل أوبك المسؤولية وحدها».
وقال إن حجم إنتاج أوبك يبلغ 30% من السوق و70% من دول غير أعضاء في أوبك.
وأضاف أن من المفترض أن يشارك الجميع إذا كانت هناك رغبة في تحسين الأسعار.
وبلغت أسعار التعاقدات الآجلة لخام برنت 54.79 دولاراً للبرميل خلال التعاملات بانخفاض 53 سنتاً عن مستواها عند التسوية السابقة.
وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتاً إلى 45.99 دولاراً للبرميل.
استقرار السوق
وأكد وزير البترول السعودي أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حافظت بكل جد على توازن أسعار النفط واستقراره، معرباً عن تفاؤله ووزراء الطاقة والبترول في دول التعاون بأسعار النفط، بسبب النيات الحسنة لدول المجلس.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن الوزير النعيمي، خلال تصريح صحفي له، الليلة الماضية، عقب افتتاح «ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في الرياض، أن دول المجلس حافظت في الماضي والحاضر على توازن أسعار النفط التي يحددها السوق.
وأشار إلى أن «الملتقى بادرة تهدف إلى الدفاع عن مواقف دول المجلس في هذا القطاع الاقتصادي المهم وتصحيح ما يقال، فنحن لسنا ضد أحد، بل مع الجميع في دعم استقرار السوق والمحافظة على التوازن بين العرض والطلب، أما بالنسبة إلى الأسعار فالسوق الذي يحددها، وما رأيناه اليوم سيكون داعماً للإعلاميين البتروليين الخليجين إلى أن يمتهنوا هذه المهنة».
التكلفة الحدية
وشدد على «أن الأسعار المرتفعة دون مبرر بسبب تصريح هذا أو ذاك تضر، إنما إذا ارتفعت الأسعار لتغطي مثلاً التكلفة الحدية لإنتاج البرميل فهذا معقول، وكل مستثمر يريد أن يغطي تكاليف الإنتاج على المدى الطويل، ويريد ربحية معقولة، وهذا الذي نرجوه».
وفي رده على سؤال عن نية التفاوض مع دول خارج منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» لتحسين الأسعار، أشار المهندس النعيمي إلى أنه «خلال عام 1998 كسدت الأسعار آنذاك، فقمنا بجولة مع دول خارج «أوبك»، ونجحنا في جمعهم، واتفقنا على تخفيضات مجتمعة، واعتدلت الأسواق، واليوم الوضع صعب، فقد حاولنا واجتمعنا، ولم نوفق لإصرار الدول على أن تتحمل أوبك وحدها هذا العبء».
وقال: «إنه في الثمانينيات خسرنا الكثير، وليس لدينا استعداد أن نكرر ذلك».
ونوه الوزير السعودي بأن إنتاج المملكة العربية السعودية في حدود 10 ملايين برميل، موضحاً أنه لا مانع من انضمام دول جديدة إلى المنظمة، على الرغم من دعوة دول كثيرة ،ولكن لم تنضم إلى المنظمة.
سلة «أوبك»
تراجعت أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» الـ12 يوم الجمعة الماضي إلى 49.93 دولاراً للبرميل، مقارنة بسعر اليوم الذي قبله الذي وصل إلى 50.17 دولاراً للبرميل.
وتضم سلة خامات «أوبك» الجديدة التي تعد مرجعاً في مستوى سياسة الإنتاج خامات مربان الإماراتي ومزيج صحارى الجزائري والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي، إلى جانب خامات التصدير الكويتي و«السدر» الليبي و«بوني الخفيف» النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي والفنزويلي «ميراي» و«جيراسول» الأنغولي و«أورينت» الإكوادوري.