مواقف … قيل: لا تستحِ من عطاء القليل، فالحرمان أقل منه.
سأل معاوية الحسن بن علي رضي الله عنه، عن الكرم فقال: هو التبرع بالمعروف قبل السؤال، والرأفة بالسائل مع البذل.
ومما يروى في هذا السياق أن رجلاً قصد صديقاً له، فدق عليه الباب، فخرج إليه وسأله عن حاجته، فأخبره بأن عليه ديناً بكذا وكذا، فدخل الدار وأخرج إليه ما كان عليه، ثم دخل داره باكياً، فقالت له زوجته بعد ما رأت من حاله: هلا اعتذرت له بدلاً مما نحن فيه، فقال لها: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى اضطُر إلى أن يسألني.
قصة مثل
(أعلمُ بها مَن غَصَّ بها)
يعني المثل أنّ من يتولى أمراً ويسوسهُ أو يمارسهُ يكون أعلم به ممن كان بعيداً عنه ولم يُجرّبه. وهو مثل يقترب في معناه من المثل المشهور: اسأل مجرِّباً ولا تسأل حكيماً. فالحكمة مطلوبة ومُقدَّمة، لكنها أقل مرتبة من التجربة والممارسة، لأن الخبرة هنا واقعية يقينية لا تقبل الفرض أو الاحتمال، في حين إن الحكمة قد لا تكون يقينية أو ناتجة عن ممارسة أو تجربة واقعية تمتلك صدقيتها.
فروق لغوية
(الفرق بين النصيب والحظ)
النصيب: يقع في المحبوب والمكروه من الأمور، فنحن نقول: وفّاه الله نصيبه من النعيم، وقد نقول: وفّاه الله نصيبه من العذاب. أما الحظ فإن الأصل فيه أنه مقصور على ما يحظه الله تعالى للعبد من الخير.
أقوال ذات مغزى
العقل والقلب
قيل: عظمة عقلك تخلق لك الحساد، وعظمة قلبك تخلق لك الأصدقاء.
هذه مقولة جميلة توضح مكانة العقل والقلب في الإنسان، وما يمكن أن يتركه كل منهما في الآخرين. فمن طبائع الأمور أن النفس الإنسانية تتناهبها الأهواء وتجرها نحو الضعف أحياناً. ومن ذلك أن أصحاب العقول المميزة الكبيرة تحصد من بعض الناس حسداً على ما هي فيه، في حين يمكن لصاحب العقل الكبير أن يستميل الناس نحوه، كاسباً حبهم وصداقتهم في تحقيق المعادلة المدهشة.