معظم مواقع التواصل الاجتماعي غصت بأرقام أرقام المعلمين والترشيحات التي كان يتم تبادلها من قبل أولياء الأمور، وأسماء لمدرسين ذهبت التوقعات تجاههم بأنهم هم من سيقومون بكتابة الأسئلة الامتحانية، وأرقام للذين يعدون النماذج وملخصات للمواد يمكن الاستعانة بها في المراجعة ليلة الامتحان، واعتبر العديد من أولياء أمور طلبة الثانوية أن الامتحان لا يأتي مطابقاً للكتاب المدرسي، فمهما ذاكر الطالب منه لا يستطيع أن يحصد الدرجة الكاملة في الاختبار، لذلك يمكن الاستعانة بالمذكرات والملخصات الورقية التي تتضمن معلومات وأسئلة إضافية لا يحملها الكتاب المدرسي.
وقالت راوية الصمدي، إن الكتب المدرسية فقيرة ولا تتضمن بعض المعلومات والأسئلة التي تأتي في الامتحانات، لذلك نلجأ للدروس الخصوصية التي ينتج عنها ملخصات يقوم المعلم بعملها وتوزيعها على الطلبة أثناء الدرس، أما علياء نصر فأكدت أن المعلمين لديهم خبره كبيرة في الأسئلة التي تأتي في الامتحانات، ومنهم من يحتفظ بتلك الخبرة لإعطاء دروس خصوصية تعود عليه بربح مادي كبير.
وذكرت جيهان آل علي عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن أسباب تبادل أرقام معلمي الدروس الخصوصية ترجع إلى حاجة الطلبة لشروحات إضافية حول المناهج المقررة، ولكن هذه الحاجة تقابل من بعض المدرسين ضعاف النفوس باستغلال حاجة الطلبة، ورفع أسعار الدروس الخصوصية.
وعلى الرغم من أن ميثاق المعلم الذي أطلقته الوزارة مؤخراً يعتبر الإطار المرجعي للمسؤوليات المهنية والأخلاقية للمعلم ويمنعه من أن يعطي دروساً خصوصية، إلا أنها لا تردع المخالف، في حين يساعد أولياء الأمور المعلمين على الاستمرار في إعطاء الدروس من خلال كثرة الإقبال عليهم و تبادل الأرقام بينهم والحديث عن أسعار الحصص، كما أنه يعزز من ثقافة الطلبة في احتياجهم لتلك الدروس والاعتماد عليها، بحسب ما أفاد به يوسف شراب الخبير التربوي.
وأكد عدد من الطلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنهم يسعون للحصول على درجات عالية في المواد العلمية تحديداً، لذلك يلجأون للدروس الخصوصية منذ بداية العام الدراسي، حيث يراقبون المعلمين الذين يمكن أن يعطوهم دروساً خصوصية تمكنهم من الحصول على درجات عالية في التقويم المستمر، كما أنهم يختارون المعلمين الذين يمكنهم عمل ملخصات للرجوع إليها قبل الامتحان مباشرة. وهنا لابد من الحديث مجدداً عن ضرورة فرض رقابة صارمة على المعلمين كي لا تصبح موضة الدروس الخصوصية ثقافة رائجة في مجتمعنا.