تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سوأ نصائح "وارين بافيت"

سوأ نصائح "وارين بافيت" 2024.

سوأ نصائح "وارين بافيت"
أرقام

كتب الملياردير الأمريكي "وارين بافيت" في خطابه عام 1990 لمساهمي شركة "بيركشاير هاثاواي" التي يتولى إدارتها في أعقاب كارثة السندات الرديئة في الثمانينيات محذراً من الاعتماد على الماضي كأداة مرشدة للأداء المستقبلي في مجال التمويل قائلاً: "إذا كانت كتب التاريخ مفتاحاً للثراء، فإن (فوربس 400) تتكون من أمناء المكتبات".

هذا يعني ببساطة أنه إذا كانت قراءة التاريخ هامة لمن يريد أن يصبح ثرياً، فإن أغنى الشخصيات الأمريكية الذين تذكرهم قائمة فوربس 400 سنويا يمثل كل واحد منهم مفتاحا لذلك.

وبعبارة أخرى كان يشير بالتحديد إلى الاستنتاج القائل: إن العائد المرتفع للسندات الرديئة يكون عبر الوقت تعويضاً عن معدلات التعثر المرتفعة.

لذا يستخدم مقدمو السندات الرديئة هذه الحقيقة المزعومة، المشكوك فيها حتى الآن، كدليل على أن المحفظة الاستثمارية المتنوعة من تلك السندات ستقدم عائداً صافياً أكبر بالمقارنة مع محفظة أخرى من السندات عالية الجودة.

وأوضح التقرير الذي نشرته "مونتلي فول": إن البيانات التاريخية بطبيعتها عرضة للتفسير البريء غير الصحيح في حال إذا لم يتم التلاعب بها صراحة أو بشكل مباشر، وعلاوة على ذلك فإن السندات الرديئة كانت تعد ظاهرة حديثة في عام 1990، وقد تنامت شعبيتها فقط خلال العقد السابق، أي لم يكن لها تاريخ.

وتعني مقولة "وارين بافيت" إن التاريخ ليس مهماً على الإطلاق، أن المستثمرين سيكونون في حال أفضل من خلال تخمين ما سيحدث في المستقبل عن قراءة ما حدث في الماضي.

وحتى بعيداً عن حقيقة أن "بافيت" ربما لا يؤيد مثل هذا التفسير الأوسع لتلك المقولة، لأن رئيس مجلس إدارة "بيركشارير هاثاواي" قارئ نهم، فإن التقرير يؤكد أن أي مستثمر يسير وفق ذلك المنطق فإنه يسيء لنفسه بشكل كبير.

ويؤكد التقرير على أهمية التاريخ في الاستثمار مشيراً إلى ما قاله "كارل ريتشارد" في "ذا بيهفيور جاب": "عندما نهمل التاريخ، فإنه ينتهي بنا الأمر في أن نبني تصرفاتنا على خبرتنا الشخصية المحدودة، هذا يمكن أن يكون خطيراً للغاية".

ولا تكمن أهمية التاريخ في الكشف عما إذا كان على الفرد شراء أسهم محددة أم لا، ولكن لتوضيح القواعد العامة التي يمكن استخلاصها منه، كما أشار التقرير إلى أنه يمكن تعلم الابتعاد عن ملاحقة موجة الاستثمار الجديدة، من خلال التاريخ، وعلى سبيل المثال فقاعة الدوت كوم التي وصلت لذروتها في 1999 وانفجرت في العام التالي له.

وفي مثل ذلك المثال وغيره، يحدث المستثمرون أنفسهم بأن الأمور قد اختلفت، وأن الاقتصاد والبورصة لم يعودا ملتزمين بالقواعد المصونة من الماضي، ولكن يدفع المستثمرون الذين تجاهلوا التاريخ أغلى الأثمان ليكتشفوا أن القواعد لا تزال تطبق.

وذلك لأن التاريخ يمضي في دورات: دورات سياسية، اجتماعية، اقتصادية، ودورات للسوق، وهكذا، كما أنه يعلم أيضاً حقيقة التغير التكنولوجي ودورة حياة الشركات، إلى جانب إنه يدعم المستثمرين بالتفاؤل بشأن المستقبل.

وأشار التقرير إلى مقولة "بنيامين جراهام" أستاذ الملياردير "بافيت": "من لا يتذكر الماضي محكوم عليه بتكراره".

وبالتالي يمكن إعادة صياغة كلمات "بافيت": ربما لا يكون التاريخ مفتاح الثراء، لكنه بالتأكيد يستحق أن يكون جزءاً من المفاتيح الرئيسية للمستثمر المبادر.

وفي الوقت نفسه، ذكر "بافيت" في خطاب حديث للمستثمرين موضحاً أن التكنولوجيا الناشئة تعد خطراً حقيقياً، وأشار التقرير إلى أن مخاوف المستثمر الشهير قد تشكل مكاسب لمستثمرين آخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.