أبرمت صربيا اتفاقاً مع الرئيس التنفيذي لشركة إعمار العقارية أمس الأحد يتعلق بمشروع عقاري يتكلف مليارات الدولارات لكنه يتعرض لانتقادات من بعض سكان بلجراد القلقين بشأن حجم المشروع وتكلفته.والمشروع هو الأول لشركة إيجل هيلز العقارية ولرجل الأعمال محمد العبار في وسط وشرق أوروبا.
وتعتزم إيجل هيلز إنفاق ثلاثة مليارات دولار (2.8 مليار يورو) لبناء غابة زجاجية من الفنادق والأبنية الإدارية والشقق التي تسع 14 ألف شخص وأكبر مركز تسوق في البلقان وبرج بارتفاع 200 متر على مساحة مليوني متر مربع من الأراضي غير المستغلة على ضفة نهر سافا.
وينص الاتفاق على أن تستغرق أعمال البناء 30 عاماً على الأكثر، ويشترط الانتهاء من نصف المشروع في غضون 20 عاماً.
وتقول حكومة رئيس الوزراء ألكسندر فوسيتش إن المشروع سيضع بلجراد على الخريطة كعاصمة غير رسمية للبلقان. وتتوقع الحكومة المحافظة توظيف ما يصل إلى 20 ألف عامل في مرحلة التشييد التي تبدأ في سبتمبر/أيلول.
ولكن المنتقدين يشككون في جدوى مثل هذا المشروع الطموح ببلد يعاني خمس من هم في سن العمل فيه من البطالة ويقل متوسط الأجر فيه عن 400 يورو شهرياً. ويقولون إنها مقامرة باهظة التكلفة لم تتخللها مشاورات عامة كافية ولم تراع الشخصية التاريخية للمدينة.
وتجمع عدة مئات من المحتجين خارج مكان توقيع العقد. ودفعتهم الشرطة إلى شارع جانبي وأبقتهم بعيداً عن أعين الوفود خلف عربتي قطار.
وقالت إحدى المحتجين تدعى فسنا ميلونوفيتش وهي صحفية عاطلة عن العمل “يشبه ذلك أن يكون السقف مثقوباً وبدلاً من إصلاحه تقرر بناء حمام سباحة في الفناء الخلفي”.وبموجب الاتفاق تدفع صربيا كل تكاليف أعمال البنية التحتية حتى حدود الموقع المقترح وهو ما تقدره السلطات بنحو 300 مليون يورو.
والاتفاق هو أحدث تعاون بين صربيا والإمارات العربية المتحدة في ظل حكومة فوسيتش بعد اتفاقات للائتمان الرخيص والسلاح والزراعة وشركات الطيران.ويعطي ذلك الإمارات موطئ قدم في وقت ما زالت فيه التكاليف منخفضة نسبياً ببلد يأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكبر سوق موحدة في العالم في العشر سنوات المقبلة.