تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صيام شعبان للشيخ ابن عثيمين

صيام شعبان للشيخ ابن عثيمين 2024.

صيام شعبان للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله –

الحمد لله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد أن لا اله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد

فانه لم يبق على دخول شهر شعبان الا أيام قليلة وهذا الشهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه كما جاء ذلك في الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط الا رمضان وما رايته في شهر اكثر صياما منه في شعبان فقد كان يصوم الا قليلا منه ولهذا ينبغي للإنسان أن يكثر من الصوم في شعبان تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم واحتسابا لثواب الله عز وجل فان الله يقوللقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا أما أن يصوم يوما ويفطر يوما أو أياما ويفطر أياما أو أياما كثيرا متتابعة حتى يبقى يوما أو يومان على رمضان ثم يفطر لان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصوم شهرا كاملا الا شهر رمضان وهنا أشياء ينبغي التنبيه عليها مما يعتقده الناس في شعبان أو يقومون به من عمل فمن ذلك صيام النصف فيه حديث على رضي الله عنه عند ابن ماجة: إن في صوم النصف منه مزية على غيره ولكن هذا الحديث ضعيف قال ذلك بن رجب في اللقائف وقال الصواب انه موضوع أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فلا ينبغي أن نخصص يوم النصف من شعبان بصوم دون غيره من الأيام ومن ذلك أيضا فضل ليله النصف وردت فيها أخبار قال عنها بن رجب في اللقائف ضعفها الاكثرون وقال الشيخ عبد العزيز بن باز إنها ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها ومن ذلك قيام ليله النصف من شعبان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث يصح الاعتماد عليه في تخصيصها بقيام لا مطلقا ولا مقيدا بعدد وغاية ما جاء في تخصيصها ما جاء عن بعض التابعين في تعظيمها والاجتهاد في العبادة فيها قال بن رجب في اللقائف وعنهم اخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل انه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية و أنكر ذلك اكثر علماء الحجاز يعنى في عصر التابعين وقالو ذلك كله بدعه وقال أيضا لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه شئ وقال صاحب المنار إن الله لم يشفع للمؤمنين في كتابه ولا على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا في سنته عملا خاصا بهذا الليلة وقال الشيخ عبد العزيز بن باز ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليلة فكله موضوع والموضوع عند العلماء هو المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك انه اشتهر عند كثير من العوام إن ليله النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام وهذا باطن بان الذي يقدر فيه ما يكون في العام إنما هي ليله القدر وليله القدر هي التي قال لله فيها فيها يفرق كل أمر حكيم وهى في رمضان قطعا لقول الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ومن ذلك إن بعض الناس إذا كان يوم النصف من شعبان أطعموا الطعام فيوزعونه على الجيران والفقراء ويسمون ذلك عشاء الوالدين
وهذا لا اصل له لا اصل له عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أصل له في الأمة وما ليس كذلك من أمور الدين فانه بدعه وكل بدعه ضلاله أيها الاخوة مثل هذه الأمور لا ينبغي أن تتلقى من أفواه العامة و إنما تتلقى من العلماء العلماء بالحديث و السنة العلماء بطريق السلف الصالح أما ما يشتهر عن العوام فان العوام ما يشتهر عنهم كثير من البدع لذلك ينبغي الرجوع في هذه الأمور إلي أهل العلم العارفين بالسنة اسأل الله تبارك وتعالى أن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه وان لا يجعل ذلك ملتبسا علينا فنضل أيها الاخوة إذا سمعتم شيئا في هذا المكان أو في غير هذا المكان مما اعتاده الناس وليس له اصل فينبغى لكم أن تبثوا ذلك بين العامة حتى تزول عنا هذه الاعتقادات

جزاك الله خيرا على النقل

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.