مواقف ظريفة
يروى عن الخليفة العباسي المعتصم أنه بينما كان في جولة للصيد، فإذا بأسد يخرجُ عليه، فما كان منه إلا أنْ قالَ لرجلٍ من أصحابهِ، أعْجبهُ قَوامُهُ وسِلاحُهُ وتمامُ خَلقُهُ: أفيكَ خيراً يا رجُل؟ قال: لا، فضحكَ المُعتصِمُ، وقال: قَبَّحَ اللهُ الجَبانَ.
ويروى أن رجلاً استأجرَ غلاماً ليخدِمَهُ، فقال لهُ: كم أَجرتُكَ؟ فقال: شَبَعُ بطني. فقالَ لهُ: سامِحني. فأردَفَ لِيُرغِّبَهُ: أصومُ الاثنين والخميس.
فروق لغوية (الفرق بين إنْ و إذا)
يظن كثير منّا أن الحرفين (إن وإذا) متماثلان في الدلالة، لكنَّ علماء اللغة يرون غير ذلك. أما إنْ فيستعمل للأمور التي يمكن أن تتحقق أو لا تتحقق؛ أي للأمور المحتمل تحققها، مثل: «إنْ سافر أبي سأسافر معهُ». وذلك لأن الأمر قد يحدث وقد لا يحدث. وأما إذا فتستعمل للشيء المُؤكَّدِ حدوثه من مثل قولنا: إذا حلّ المساءُ، سأُنهي الواجبَ المُكلّفَ بهِ.
فوائد لغوية: (ثَبَتَ و ثَبُتَ)
يخطئ كثير منّا حين يستعمل الفعل ثَبَتَ (بفتح الباء) للدلالة على توكيد الأمر واتضاحه بالدليل، فيقول مثلاً: ثَبَتَ بالدليل القاطِعِ أنَّ الرجلَ بريءٌ. وهو تعبير خطأ، إذ الصوابُ أن يقول: ثَبُتَ (بضمِّ الباء لا فتحِها) بالدليلِ القاطعِ أنَّ الرجلَ بريءٌ.
ويخطئ بعضُنا حين يريد التعبير عمن غُشي عليه فيقول: وجدنا الطفلَ مَغْميَّاً عليه. وهو تعبيرٌ خطأ، إذ الصواب أن يقولَ: وجدنا الطفلَ مُغْمىً عليه.
مغزى مثل(أَنوَمُ من غَزال)
يُضرب هذا المثل لطولِ نوم الرجل، تشبيهاً له بالغزالِ، لما يُعرف عنه، من أنه إذا رَضِعَ أمّهُ فرويَ امتلأَ نوماً. كما يقال أنومُ من فهد، لما يقال أنه أنوم الحيوانات.
من مختار الشعر: قال أبو العلاء المعري في تصوير ما يلاقيه صاحبُ العقل في زمانه:
ذو العقلِ يَشقى في النعيمِ بعقلهِ
وأخو الجَهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ
ربي يعطيج العافية