هو قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم، وكان يكنى بأبي سعيد الخزاعي، ولد يوم فتح مكة، ووالده ذؤيب بن حلحلة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، والذي مات مباشرة بعد مولد قبيصة، ويروى أنه أتي بالمولود الصغير بعد موت أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى قبيصة عن عدد كبير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى عن أبي بكر الصديق، وعن الفاروق عمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، ومؤذن النبي بلال بن رباح، وعبدالرحمن بن عوف، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وغيرهم.
تلاميذه
لم تمض سوى فترة قصيرة حتى أصبح قبيصة واحداً من أشهر علماء المسلمين في عصره، وبالأخص في دمشق، واعتبره المؤرخون من أئمة الحديث النبوي، وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من كبار الأئمة والفقهاء والعلماء، حيث حدث عنه ابنه إسحاق، ومكحول، ورجاء بن حيوة، وأبوالشعثاء جابر بن زيد، وأبو قلابة، والإمام الزهري، وإسماعيل بن عبيد الله، وهارون بن رئاب، وآخرون.
خاتم الخليفة
وكان لقبيصة منزلة عظيمة الشأن عند الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ويدخل عليه بغير إذن، ولثقة الخليفة فيه ولاه أمر خاتم الخليفة والبريد، حيث كان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخل على عبدالملك فيخبره بما ورد فيها، وتوفي بدمشق سنة 87 هجرية.
قال أبو الزناد: كان عبدالملك بن مروان رابع أربعة في الفقه والنسك هو وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير، وعن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم من قبيصة، وقال الشعبي: كان قبيصة أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت، وقال ابن شهاب: كان قبيصة من علماء هذه الأمة، وقال فيه ابن حجر: وقبيصة بن ذؤيب من أولاد الصحابة، وولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه.
وقال ابن قَانع عن قبيصة: له رؤية، وقال سعيد بن عبدالعزيز: أتى النبي صلَّى الله عليه وسلم بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له، فقال: «هذا رجل نبيه ولد يوم الفتح»، وقال ابن سعد: كان أَبر الناس عند عبدالملك بن مروان، وكان ثقة مأمونا في الحديث، وأخرج البخاري أنه كان يعد مع سعيد بن المسيب وعروة في العفة والنسك.