تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مطرف بن الشخير التابعي الزاهد

مطرف بن الشخير التابعي الزاهد 2024.

كان فقيهاً عالماً، ومن أعبد الناس وأنسكهم، ومن أهل الزهد والتقشف، وممن لزم الورع طوال حياته، وعرف بالفضل ورواية الحديث النبوي.

هو أبو عبدالله مطرف بن عبدالله بن الشخير بن عوف بن كعب بن صعصعة العامري البصري، ولد في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وعاش في البصرة، وتنقل بينها وبين المدينة، ولازم عدداً كبيراً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلم منهم، وروى عن علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وأم المؤمنين السيدة عائشة، وعثمان بن أبي العاص، ومعاوية، وعمران بن حصين رضي الله عنهم.

وتتلمذ على يديه عدد كبير من كبار أئمة وعلماء الإسلام أمثال أبي مسلم الجذمي، حكيم بن قيس بن عاصم، الحسن البصري، وأخوه يزيد بن عبدالله، وأبو التياح يزيد بن حميد، وثابت البناني، وسعيد بن أبي هند، وقتادة، وغيلان بن جرير، ومحمد بن واسع، وأبو نضرة العبدي، ويزيد الرشك، وحميد بن هلال العدوي، وسعيد الجريري، وغيرهم.
في كتابه «سير الأعلام»، قال عنه الإمام الذهبي: الإمام، القدوة، الحجة، كان ثقة، له فضل، وورع، وعقل، وأدب، وقال العجلي: مطرف بن عبدالله بن الشخير بصري تابعي ثقة من خيار التابعين رجل صالح، وكان أبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينج من فتنة بن الأشعث بالبصرة إلا رجلان مطرف بن عبدالله ومحمد بن سيرين، وقال أبو نعيم: المتعبد الشكير، مطرف بن عبدالله بن الشخير، كان لنفسه مذلاً، ولذكر الله عز وجل مجلًا.

إرث غني

ترك مطرف إرثاً غنياً بالأقوال المأثورة والكلمات الطيبة والمواقف النبيلة، فقد روى قتادة عن مطرف بن عبدالله، قال: فضل العلم أحب إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع، وفي كتاب «الحلية» روى أبو الأشهب، عن مطرف أنه قال: لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إلى من أبيت قائماً وأصبح معجباً، قلت: لا أفلح -والله- من زكى نفسه أو أعجبته، وقال: لأن يسألني الله تعالى يوم القيامة، فيقول: يا مطرف، ألا فعلت، أحب إليَّ من أن يقول: لم فعلت؟، إنما وجدت العبد ملقى بين ربه وبين الشيطان، فإن استشلاه ربه واستنقذه نجا، وإن تركه والشيطان، ذهب به، وقال: لو أخرج قلبي، فجعل في يساري وجيء بالخير، فجعل في يميني، ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئا حتى يكون الله يضعه.

حكمة التصرف

وسئل يزيد بن الشخير: ما كان مطرف يصنع إذا هاج الناس؟ قال: يلزم قعر بيته، ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى تنجلي، وكان مطرف يقول: اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا فإن المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض، وقال لبعض إخوانه: يا أبا فلان إذا كانت لك حاجة فلا تكلمني واكتبها في رقعة، فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال.
ومن الأحاديث النبوية التي رواها مطرف بن عبدالله بن الشخير، ما رواه عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء.

وجاء إلى مطرف ناس يدعونه إلى قتال الحجاج بن يوسف الثقفي، فلما أكثروا عليه قال: أرأيتم هذا الذي تدعونني إليه، هل يزيد على أن يكون جهاداً في سبيل الله؟ قالوا: لا، قال: فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها وفضل أصيبه.

توفي مطرف في ولاية الحجاج بن يوسف للعراق بعد الطاعون الجارف، سنة 87 هجرية في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.