يحوي كل لتر من مياه المحيطات و البحار 34.7غرام من الملح وسطيا ويعني ذلك ما لا يقل عن 49 مليون مليار طن من الملح المدد في الماء.
يتركب هذا الملح بنسبه 99% من ستة عناصر بعضها مصدره القارات و البعض الآخر موجود في المحيط منذ أن تشكل.
هذه الذرات هي في حالة التأين ( فقدت أو كسبت إلكترونا أو عدة الكترونات ) وتتحد بالتالي فيما بينها منجذبة كل منها إلى الأخرى بشحنتها الكهربائية إنها الكلور و السلفات و الصوديوم والبوتاسيوم و الكالسيوم والماغنزيوم و سلفات الماغنزيوم نتيجة هذا التجمع يمثل كلورو الصوديوم الذي يعطي الطعم المالح ثلاثة أرباع الملح المنحل في الماء ثم يأتي كلورو المغنزيوم وسلفات الماغنزيوم اللذان يتميزان بطعمهما المــر قليلا.
يأتي الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والماغنزيوم إلى البحر عبر مياه الأنهار بعد أن ينتزعها الحت من سيليكات ( صوانات ) القشرة القارية تحوي الأنهار بذلك ما يقرب من 10 ميليغرام من كل هذه الأيونات الموجبة في اللتر الواحد.
ومع أن الأنهار هي أقل ملوحة بألف مرة من المحيطات إلا أنها على رغم ذلك تصب فيها نحو 2 مليار طن من الملح سنــويا وإذا كان هناك القليل من الأيونات السالبة في هذه المورودات النهرية فأن البحر يحوي إحداها منذ نشوئه :
الكلور ولما كان هذا الأخير موجودا في الجو في بدايات تكونه فانه ربما كان قد انحل بعد ذلك في مياه البحار عندما تشكلت بنتيجة تكاثف بخار الماء منذ 3.6 مليار سنة وبقي فيه إذ انه لا يدخل في أية دورة بيئية تقريبا أما الكبريــــت الموجود في البحر على شكل سلفاتات فانه يتبع دورة معقدة تدخل فيها البركانية تحت البحرية والحت والرسوبات واذا كان محتواه من الملح قد بقي هو نفسه منذ حقب الحياة القديمة فذلك لأن البحر منذ 450 مليون سنة على الأقل يطرح من الملح قدرا يساوي ما يتلقاه من اليابسة و خلافا للبحيرات حيث يعيق معدل تدفق الماء و الهطولات الملح من التراكم فان المحيطات وكانت تتشكل أصلا من الماء العذب قد تملحت بالتدريج إلى أن عملت آلية إعادة التغذية على استقرار السيرورة.
مثلا الكالسيوم تستخدمه العضويات البحرية و تشكل بعد ذلك رسوبات كلسية، في حين يتثبت البوتاسيوم في القيعان الصلصالية.
هذا في حين تمتص السلاسل الجبلية تحت المحيط الماغنزيوم وجزء من الصوديوم هذه الدورات طويلة : مليون سنة بالنسبة للكالسيوم و 60 مليون سنة بالنسبة للصوديوم.