هل فكرنا يوم من الأيام عند عزمنا للسفر لأجل ذلك، في أسفار الآخرين ؟؟! نحزم أمتعتنا, نهم بالسفر يمنة أو يسرة, ونستعد له بأنواع الكماليات, ونتهيأ له بأصناف المأكولات والمشروبات والملبوسات, نسافر مع أولادنا وأهلينا, طلبا للمتعة والسياحة, لاخوفاً من عدو يتجهمنا, أو قلة موارد تضر بنا, أو مرض يزعجنا, ويقلق راحتنا, وإنما نخرج من ديارنا , لنستمتع مع أهلينا وأولادنا ونقضي معهم الأوقات تلو الأوقات, في المتعة والتسلية
لكن بحق هل تذكرنا أثناء ذلك
في من يسافرون من بلادهم ليس للراحة والاستجمام, ولكن خوفاً من سطوة عدو غريب, أو غدرة بعيد أو قريب, خرجوا من ديارهم خوفا ورهبا, ونحن نخرج من ديارنا فرحا وطربا.
وآخرون يسافرون من بلادهم ليس أيضاً للراحة والاستجمام، ولكن طلبا للرزق, شحت مواردهم في بلادهم, فخرجوا يطلبون رزق الله, يسيحون في الأرض يبتغون من فضل الله, ونحن في بلادنا ننعم بأنواع الخير والرزق والحمد لله, تُجبى إلينا الثمرات من كل مكان
وآخرون يسافرون من بلادهم لا للراحة والاستجمام، ولكن بحثاً عن طبيب يعالج أمراضهم ويداوي أوجاعهم, ما خرجوا من ديارهم رغبة عنها, ولا خاضوا الأسفار رغبة فيها, وإنما اضطروا للخروج من ديارهم, طلباً للعلاج, وبحثا عن مصادر الشفاء, وفي المقابل نحن نتقلّب في نعمة الصحة والعافية, ونتفيء ظلال الأمن والرزق
فتذكروا يامَن تسافرون لأجل الراحة والاستجمام هذه النعمة العظيمة عليكم، فأشكروا من قدرّها لكم، وليس من الشكر أن يُبارز مُنعمها بالعصيان كما يفعل البعض !! وتذكّروا إن الله قادر على أن يسلبها منكم إن لم تشكروا ثم تكونوا بعد ذلك من تلك الأصناف المذكورة، فتذكروا.
قال تعالى:
"وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"
راق لي وأتمنى ان يروق لكم
هل يعقل ان نحزن طول عمرنا وكل وقت وله اذان بمعنى آخر
عروس بدل ما تفرح تفكر في البنات الي فاتهم القطار وتحزن عليهم
او في اول يوم العيد بدل يفرح فيه يدخل على زوجته وعياله ودموعه اربع ابع تذكر اهله الميتين من سنين و و الخ
ما يصير هذا الكلام الواحد يتكلم بمنطق
والايه تقول (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ؟)) صدق الله العظيم
ويشكر ربه عز وجل. والله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة يحب
أن يرى أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه، فلا يكون
في مظهر الفقراء، والله قد أعطاه المال ووسع عليه، لا تكون
ملابسه ولا مآكله كالفقراء، بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه
وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو، وفيها
الإسراف والتبذير
وفي النهايه لا نضيق على عمرنا ما دام الله بنعم علينا
ارجو ان يكون المقصد من كلامي واضح وضوح الشمس
كل الشكر لصاحب الموضوع