قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْهومانِ لا يَشْبعان: طالبُ علمٍ، وطالبُ دُنيا».
ينطوي حديث النبي الكريم على دلالات بالغة الأهمية، في الوقت نفسه الذي يقدم لنا صورةً تجمع بين شيئين لا يكاد يخطر على بالنا اجتماعهما أو تشابههما. فالعلم طريق لا نهاية لطالبه.
فكلّما أخذ بطرف منه وجد أنه يزداد شغفاً به ومضياً نحوه. وهو ما يحسّه طالبُ الدُّنيا الذي كلما منحته نوالها مضى طالباً المزيد دونما توقف.
كما تتشابه المشاعر لدى طالب العلم وطالب الدنيا، حيث الشغفُ واللذةُ والتعلقُ. ثم إن كلاً من العلم والمال يمثل سلطة؛ فصاحب العلم سيد على من هو أدنى منه، إذ يسلّم له بمقامه ويحلّه منزلة عليا، تماماً مثل المال الذي يمنح المرء منزلة في الحياة، يجعل الناس من حوله ينظرون إليه بإعجاب وتوقير وضعف.
ولعل الفرق المهم بين طالب العلم وطالب الدنيا أن العلم يمنح صاحبه وسائل الفهم والحكمة والتسامح والتواضع والعدل إن كان علماً حقيقياً، في حين يمنح المال صاحبه الزهو والعَمَه والسَّفَه إنْ لم يكن صاحب عقل وخلق.
من هنا فقد كان ربط نبيّنا الكريم ربطاً ذا دلالة اعتبارية مهمة، كاشفاً عن الفرق بين التعلق النهم بالعلم وبالدنيا، كي يتلمس المرء طريقه الأمثل.
فروق لغوية (الفرق بين الحَمْد والشُّكْر)
الحَمدُ هو الثناء على شخص ما، لما فيه من صفاتٍ حَسَنةٍ. أما الشُّكرُ فهو الثناء على ذلك الشخص، حين يقدّم لك معروفاً.
فوائد لغوية (الرَّاكِز)
درجَ الناس في بعض مجتمعاتنا العربية على أن يلفظوا في لغتهم الدارجة كلمة «راكِز» للدلالة على الرجل العاقل في أموره، البعيد عن النَّزَق والخِفَّة
. ويظن كثير منا أن الاستعمال عاميٌّ. لكن ورد في المعاجم أن الرِّكز مصدرُ ركَزَ الشيء أي ثَبَتَ. كما ذكَرَتْ أن (الرِّكْز) بكسرِ الراء هو الرجل العاقل الحليم.
مغزى مثل (وَقَعُوا في حَيْصَ بَيْصَ)
يُضربُ المثلُ للناس إذا ما نَشِبَ بينهم ضيقٌ وشِدّة. وهما اسمان في الأصل جُعلا اسماً واحداً وبُنيا على الفتح، كما نقولُ: جاري بيتَ بيتَ. وقيل أنَّ حَيْصَ بَيْصَ هو جُحرُ الفأر. وحيصَ بيصَ هو لقب الشاعر والفقيه والأديب المشهور شهاب الدين أبو الفوارس الذي اعتاد مخاطبة الناس بغريب الكلام. وقد أطلق عليه حيصَ بيص؛ لأنه رأى الناس يوماً في أمر شديد، فقال: ما للناس في حيصَ بيصَ، فلقب بذلك.