خلال العام 2024 وحده، تأسست 476 ألف شركة جديدة شهرياً بالولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لمؤشر "كوفمان لنشاطات الشركات"، وفي العام ذاته أيضاً، واستناداً إلى شركة "ستارت أب بريتين"، تأسست نصف مليون شركة جديدة في المملكة المتحدة . وفي أستراليا، يُدشن ما يقرب من 300 ألف مشروع صغير جديد كل عام، بحسب البنك الاحتياطي الأسترالي .
لكن، بعد مرور خمسة أعوام على البدء في هذه الشركات الجديدة، يفشل قرابة نصفها، وفقاً إلى أرقام "إدارة الشركات الصغيرة" في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أستراليا، تغلق 44 شركة أبوابها يومياً . وفيما يلي نورد بعض النصائح للمساعدة على نجاح تأسيس شركتك أو البدء في مشروعك الخاص:
1- لا يكفي أن تكون فكرتك جيدة، حيث يمكن لأي شخص كان أن يبدأ في مشروع ما، ولكن الأمر يتطلب قدراً هائلاً من العمل والانضباط الذاتي، بحسب شانون لي سيمّنز، المتخصصة في أمور الإدارة المالية في شركة "سيمّنز للتخطيط المالي" في تورنتو .
يمكنك الاستعانة بالمتخصصين في المجال الصناعي أو التجاري الذي تريد الاستثمار فيه من أجل تجنب الوقوع في مآزق، وإدراك أماكن وجود الفرص، والتعرف إلى أفضل السبل للنجاح في مشروعك .
2- تحتاج إلى ما لا يقل عن ستة أشهر إلى 12 شهراً لأغراض البحث والدراسة، وجمع الأموال، والحصول على التراخيص ووثائق التفويض التي قد تلزمك . ويقول "ألان تودّ"، مدير شركة "كامبريدج لمستشاري الأعمال" في بريطانيا: "ستختلف هذه الأمور تبعاً لاختلاف الأشخاص، وحسب المجالات المختلفة للمشاريع" .
3- ضع خطة عمل، واستشر خبيراً أو ابحث عبر مواقع الإنترنت عن نماذج لخطط العمل التي تلائم نوع المشروع الذي تريده، وحدّد ميزانيته .
4- عليك أن تختار هيكل الشركة، وتعتمد الاختيارات المتاحة في بلدك ومنطقتك . كما أن الهيكل الذي ستختاره سيؤثر في مسؤولياتك الشخصية، إضافة إلى الضرائب المترتبة، وذلك من بين أمور أخرى .
يمكن للإدارة المحلية في بلدك أن تقدم لك النصح والمشورة فيما يخص التصاريح والتراخيص التي قد تلزمك . وعليك أيضاً أن تناقش الأمر مع البنك الذي تتعامل معه، وأن تفكر مليّاً في التقديم للحصول على تسهيلات ائتمانية قبل أن تترك وظيفتك . وتقول سيمنز: "لا تهتم المؤسسات المالية كثيراً بالذين يعملون لحسابهم الخاص . لذا، فإن كنت موظفاً في شركة حالياً، تأكد من حصولك على التسهيلات الائتمانية، فمن يدري متى ستحتاج إليها" .
5- حاول أن تعمل في المهنة التي اخترتها بشكل ثانوي لكي تشعر حقاً بنوعية المشروع الذي تأمل البدء فيه . وفي حال أتيحت لك الفرصة، حاول أن تعمل عن قرب مع شخص يقوم فعلاً بذلك العمل، أو أن تنضم إلى اتحادات مهنية لتتعلم أكثر عن المجال الصناعي أو التجاري الذي اخترته قبل أن تستقيل من وظيفتك .
وتقول سيمنز: "هل سيرغب الناس في شراء البضاعة التي تبيعها أو الخدمة التي تقدمها؟ عليك أن تعرض ما تقدمه بسعر مخفّض، وتوضح لهم أنك تختبر الأمر وأن آراءهم ومقترحاتهم حولها مهمة بالنسبة إليك . ستتعلم الكثير بهذه الطريقة" .
6- حدد الطابع الرسمي لجميع الاتفاقات، حتى لو تضمن ذلك العمل مع أصدقاء، فلا تخطُو خطواتك إلى الأمام من دون توثيق كل شيء.
7- تابع التقدم الذي تحرزه شركتك، حيث يتوجب عليك أن تقوم، على فترات منتظمة، بجرد الموجودات، وأن تقرر التغييرات الواجب إجراؤها وفي أي جزء من الشركة . ويعتقد تود أن أحد الأخطاء التي يرتكبها أصحاب الشركات والمشاريع الجديدة هو عدم توقيت اتخاذ الإجراء المناسب عندما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فربما ستضطر إلى تغيير وجهتك عدة مرات .
8- إحصل على إرشادات بخصوص الضرائب، حيث تقول سيمنز: "عندما تحصل على دخل بعيد عن عملك الاعتيادي، فإنه يخضع لضريبة الدخل . حاول أن تحصل على المشورة بخصوص الضرائب، ووسع معلوماتك فيما يخص مسؤولياتك الضريبية وإدارة الحسابات" .
9- انجز الأمر ببراعة أكثر، وابحث عن مرشد لك . ربما ستشعر بالوحدة عندما تبدأ مشروعك، كما يسهل للحافز أن يخبو . ويقول تود: "يعمد أكثر الذين يبدأون مشاريعهم الخاصة إلى الاستفادة من مدرب أو مرشد لهم ليبقيهم على جادة الصواب" .
10- استفد من مواردك المحلية، حيث إن هناك العديد من اتحادات تشجيع وتطوير الشركات والمشاريع الصغيرة، إضافة إلى غرف التجارة المحلية، إذ توفر هذه المؤسسات دورات في جميع الأمور، من التسويق إلى البرامج التطبيقية، ومروراً بإدارة وضبط الحسابات .
وعادة ما تقوم بذلك لقاء رسوم رمزية . كما يمكنك أن تجد كنزاً من المعلومات على مواقعها الإلكترونية على الإنترنت، فعلى سبيل المثال، هناك مراكز تطوير المشاريع الصغيرة شمالي ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي توفر مجاناً مرشدين محليين للمقيمين في المنطقة .