4800 شركة من 170 دولة في "جلفود" في دبي
دبي – "الخليج":
يستعد معرض الخليج للأغذية "جلفود"، في دورته المرتقبة بين 8 و12 فبراير/شباط المقبل المزمع إقامتها بمركز دبي التجاري العالمي، للعب دور محوري في تحسين المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها إمارة دبي كسوق شاملة لتجارة السلع الغذائية الأساسية تتسم بالشفافية وسهولة المراس، نظراً لما يمثله الحدث، الذي يُعدُّ أكبر معرض تجاري سنوي لقطاع الأغذية والضيافة في العالم .
أصبحت دبي بوابة عالمية مفتوحة على أنحاء العالم لتجارة السلع الغذائية الأساسية بتكلفة تجارية معقولة، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي بين الأسواق العالمية الرئيسية، والبنية التحتية اللوجستية والخدمات الجمركية التي تتسم بالكفاءة، فضلاً عن استضافتها لأكبر حدث تجاري سنوي لتجارة الأغذية في العالم .
وتشمل التجارة في السلع الغذائية الأساسية، على سبيل المثال، الأرز الذي تُعتبر دولة الإمارات أكبر بلد يعيد تصديره في العالم، فهي تستورد الأرز من 32 بلداً وتعيد تصديره إلى أكثر من 80 دولة في أنحاء العالم، كذلك تُعتبر دولة الإمارات أكبر بلد معيد لتصدير الشاي في العالم، في وقت يتخذ كثير من كبار المنتجين العالميين والعلامات التجارية العالمية من دبي قاعدة لأعمالهم .
هذا ويتوقع مركز دبي للسلع المتعددة أن يكون قد قام بحلول نهاية العام ،2014 بتسهيل إعادة تصدير أكثر من 5 .7 مليون كيلوغرام من الشاي .
ووفقاً لأرقام صدرت حديثاً عن جمارك دبي، بلغت تجارة دبي الخارجية من المواد الغذائية، التي تشمل الواردات والصادرات وما يُعاد تصديره، 5 .21 مليار درهم في الربع الأول من العام ،2014 وهو ما يعادل نمواً قدره 17 في المئة مقارنة بحجم التجارة الخارجية في الفترة نفسها من العام 2024 والبالغ 3 .18 مليار درهم . ويعكس هذا النمو الزيادة الحاصلة في الطلب التي تُعزى إلى النمو الاقتصادي والسكاني، فضلاً عن قدرة السوق المحلية على استيعاب كميات كبيرة من المواد الغذائية .
وفي هذا السياق، يكتسب التركيز المتجدد والمنصبّ على السلع الغذائية الأساسية، وهي اللحوم والأرز والحبوب والمكسرات والزيوت النباتية والقهوة والحليب والشاي، أهمية خاصة في جلفود ،2015 وسوف تلعب هذه السلع دوراً أساسياً في زيادة الإيرادات من التعاملات التجارية الغذائية العالمية التي تتم عبر دولة الإمارات، لا سيما دبي .
وقالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي: "إن جلفود مهيّأ تماماً لتسهيل تجارة المواد الغذائية عبر دبي والإسهام في تحقيق النمو للاقتصاد الذي يزداد تنوعاً بدولة الإمارات، عازية إمكانية تحقيق هذا الأمر إلى الأرضية الاستراتيجية الملائمة التي يقدمها الحدث وتجمع التجار والمستثمرين من جميع أنحاء العالم" . وأضافت: "سوف تكون الدورة العشرون من جلفود أشدّ تأثيراً من أي وقت مضى نظراً لتركيزها على تزويد التجار والمستثمرين بقيمة مضافة حقيقية، مع وصول التعاملات التجارية إلى مستويات غير مسبوقة" .
ومن المتوقع أن يستقطب جلفود في دورته الكبرى على مر تاريخه هذا العام، أكثر من 4،800 شركة عالمية من 120 دولة، وأكثر من 85،000 زائر من 170 دولة، حيث أفاد عارضون شاركوا في دورة العام الماضي بتحقيق صفقات بمليارات الدولارات، ومن ذلك جناح الولايات المتحدة، الذي حقق وحده بشركاته المئتين ما يقرب من 300 مليون دولار من المبيعات التي تمت على أرض المعرض وما بعد ذلك، كذلك أفادت بلدان أخرى تمتعت بتاريخ طويل من المشاركة في جلفود، مثل أستراليا والبرازيل ومصر وإيطاليا وفرنسا وجنوب إفريقيا وألمانيا، أيضاً بتحقيق نتائج ممتازة وأقرّت بالحضور العالمي غير المسبوق الذي يتيحه أكثر المعارض ازدحاماً حتى الآن .
وتُعَدّ الولايات المتحدة، التي تشارك بواحد من أكبر الأجنحة الوطنية في جلفود ،2015 ثالث أكبر شريك تجاري لدبي، إذ تُسهم بتسعة في المئة سنوياً من التجارة الخارجية للإمارة، أي ما يعادل نحو 3 مليارات درهم، ويتصدر قائمة شركاء دبي التجاريين كل من الهند والبرازيل، بإسهام يبلغ 12 و10 في المئة على التوالي .
وفي حين أن مناطق آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا الغربية تعتبر من أبرز المستوردين للمنتجات الغذائية من دبي، فإن دولاً مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والهند أصبحت بعضاً من أحدث أسواق التصدير، إذ جاءت 82 في المئة من صفقات التصدير الجديدة، التي أُبرمت في العام ،2013 من المملكة العربية السعودية وحدها . وقد أصبح بإمكان دبي وفقاً لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات تلبية الطلب المتزايد على الأغذية الجافة في منطقة آسيا المحيط الهادئ، وعلى المعكرونة في أوروبا الغربية، وهما منطقتان تشهدان أيضاً طلباً كبيراً على الزيوت النباتية .
إمكانات كبيرة لتجارة السلع الغذائية
تنطوي السوق الإقليمية على إمكانات كبيرة لتجارة السلع الغذائية الأساسية، وذلك يشمل قطاع اللحوم العالمي، في ضوء ازدياد الاهتمام بجودة المنتجات الغذائية ونضارتها وارتفاع معايير الأغذية الحلال . ومن المتوقع، وفقاً لتقرير "قطاع الأغذية بدول مجلس التعاون الخليجي" الصادر عن "ألبن كابيتل"، أن ينمو استهلاك اللحوم بوتيرة أسرع من أي منتج غذائي آخر حتى العام ،2017 وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 9 .3 في المئة، يليه استهلاك الفواكه والخضار والحليب والحبوب .
ويزداد تحوّل المستهلكين من تناول الأطعمة المعتمدة على الكربوهيدرات إلى الوجبات الغذائية الغنية بالبروتين، كاللحوم ومنتجات الألبان، نظراً للتغيّرات الكبيرة الحاصلة في أنماط الاستهلاك، لا سيما في المناطق الناشئة مثل الشرق الأوسط . وفي الوقت الذي تواصل فيه العادات الغذائية التقليدية هيمنتها على المجتمعات في دول الخليج، فإن نمو السكان الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم 50 مليون نسمة في هذه الدول بحلول العام ،2020 وارتفاع مستويات الثراء إقليمياً، سوف يؤديان إلى زيادة الطلب على الأطعمة الجيدة الغنية بالبروتين، لا سيما اللحوم .