قطر . . جناح برائحة القهوة وطعم الأصالة
الخليج
بالعطور محلية الصنع، والمحببة لدى كثير من الناس، وبالقهوة العربية والابتسامة يستقبل الجناح القطري في القرية العالمية ضيوفه .
ويعد الجناح أحد أبرز القطاعات التي تلقى رواجاً خلال الأشهر التي تفتح فيها القرية أبوابها أمام الزوار، لما له من طابع معماري مميز يعكس النمط والطراز المحلي القطري .
في جنبات الجناح التقينا، عفاف أحمد، زائرة في محل للعبايات، تقول إنها قطرية تعيش في الإمارات، وجاءت لتشتري عباءة قطرية، لأن تصميم العباءة النسائية في الأغلب يسير وفق نهج واحد تبعاً للتراث السائد في المنطقة، وتختلف كل منطقة خليجية عن الأخرى في طريقة تصميم العباءة ومعالجة الأشكال التطريزية التي تظهر على الأكمام أو الذيل أو ظهر العباءة، وأضافت: لا يوجد تنافس في مجال الألوان، حيث إن اللون الأسود هو سيد الألوان في مجال العباءات، ولكن التنافس يكون في مجال شخصية الشكل المطرز، ونوع الخيط المستخدم في التطريز، ومدى قابلية هذه الخيوط لاحتمال عمليات الغسيل والكي المتكررة، ومدى قوة تثبيت الخرز المطرز في النسيج، بحيث لا يتعرض للسقوط خلال التعامل اليومي مع العباءة، فضلاً عن صمود الألوان في مواجهة الشمس أو أنواع المنظفات المستخدمة أو غير ذلك من العناصر الخارجية التي تؤثر في النسيج الذي صنعت منه العباءة أو الخيوط المستخدمة في التطريز .
وعن أسعار البيع قالت مريم عبد الله بائعة، إنها لا تتساوى لأن الخامات والتصاميم تختلف، ولكن تتراوح الأنواع الجيدة بين 200 درهم وأكثر تبعاً للجودة والتصميم، وتوجد بعض الأنواع الأقل سعراً، ولكنها لا تكون في نفس مستوى الجودة، وتشير إلى أن "الشيلة" النسائية باعتبارها واحدة من الرموز التي تهتم بها المرأة، تحتاج إلى حساسية خاصة في التعامل معها نظراً لكون النسيج رقيقاً ويسهل تعرضه للتلف .
وتنتشر في الجناح الملابس القطرية مثل الشماغ الرجالية، كما توجد أغطية الرأس النسائية، والأقمشة الملونة المختلفة .
وقالت بائعة أخرى، رفضت ذكر اسمها، تعرض وتبيع النقاب أو القناع القطري، إن كل زبائنها من الخليجيين، لأن معروضاتها كلها خليجية، ومعظمهم يقبلون على النقاب الخليجي، وعن النقاب القطري قالت إنه يختلف عن غيره من النقابات الأخرى، يختلف في قصة العيون والخامة التي غالباً ما تكون من الشيفون السويسري وأحياناً من القطن، ومن أنواعه الصقر، وفرخ الصقر والعادي، والأنواع المختلفة هذه يكون اختلافها في قصة العيون أيضاً .
وتقول رضا المري، قطرية إن الجناح شهد تغيرات لافتة هذا العام، وحظي بإعجاب وإشادة كبيرة من زوار القرية، وإن من يزور القرية العالمية ولا يزور الجناح القطري فقد فوّت على نفسه فرصة ذهبية .
تتميز العطور القطرية بتفاوت نسبة العود المستخدم فيها وأنواع المسك مثل مسك النخبة والمخمريات بأنواع الفاكهة من الفراولة والبرتقال إلى تشكيلة واسعة من اللوشن المعطر . ويمكن شراء الزجاجات الأنيقة من العارضين وتعبئتها باللوشن أو العطور التي يتم اختيارها لتقدم كأجمل هدية . تقول نسمة السويدي زائرة إماراتية إنها جربت جميع العطور ولم يعجبها إلا القطرية، وإنها اشترت العام الماضي وانتظرت هذا العام لتشتري لها ولصديقاتها .
الملابس
يعتلي رأس الجناح، الشماغ القطري الذي يعد الأشهر في المنطقة ويحظى بإقبال كبير من الزائرين لما تتمتع به الأقمشة والتصاميم المطبوعة على الخيوط الإنجليزية من شهرة . فالصيفي منه شماغ بخيوط رفيعة والشتوي منه يتميز بخيوط سميكة . أما البصمات وتعني النقشات المختلفة للشماغ فهي تتغير حسب المواسم وتتبع خطوط الموضة الخاصة بها . أما الثوب القطري فلا يزال وفياً للأقمشة الإنجليزية والإيطالية الكلاسكية وأناقة عصرية . وأبرز ما يكمل الشماغ هو الزبيرية (النعال) المصنعة من جلود الجمال، ولم يتغير التصميم كثيراً منذ عقود كثيرة إلا أن الألوان وقصات الجلد تواكب العصر محافظة بذلك على الزي المحلي القطري .
وقال عبدالعزيز ماحي، قطري، إنه جاء لشراء بشت من الجناح القطري وهو رداء رجالي للمناسبات يصنع من وبر الجمل أو الصوف ويلبس في الأعياد والمناسبات، ويلبس فوق الثوب، وغالباً ما يطرز بخيوط من القصب ويأتي بألوان متعددة، وهناك أنواع فاخرة من البشوت تمتاز بدقة الصنع وجمال التطريز وتتطلب معرفة واسعة بفنون وأصول هذه الحرفة، ومنه أنواع مثل البشت الممشط لاحتوائه على بعض الخطوط الشبيهة بالمشط والموشاة بخيوط الذهب والفضة كما يلبس معه الثوب الشد المطرز بخيوط القصب .
أم مهند جاءت لشراء فستان لمناسبة لترتديه في المناسبات المختلفة مثل الأعياد وفي الزيارات المهمة، ومن أنواع الثياب الموجودة ثوب "النشل" الغني بالتطريز من الأمام والمفحح بالألوان المتعددة، "والكورار" المميز بالزخارف والشرائط الذهبية حول الرقبة والأكمام، وأنواع أخرى مثل (النغدة، والمفرخ، والمنبط، والويل، والجز، والجت) .
ويكثر ارتداء ثوب النشل في ليالي الزواج والحفلات، ويعود ارتداؤه لعادة قديمة اعتادت النساء لبس هذا الثوب والوقوف على الشاطئ لاستقبال الأقارب العائدين من رحلة الغوص الطويلة . ومن الحلي التي تتزين بها النساء وهن يلبسن الثوب القطري "النشل" الطاسة والبنجري والمرتعشة والكف وغيرها
وتشير حصة المري إلى أنها جاءت لتشتري البخنق لتلبسه في حفل زفافها وهو رداء تستعمله الفتيات الصغيرات كغطاء للرأس قبل سن الزواج، وينسدل ليغطي النصف الأعلى من البدن، ويكثر ارتداؤه في الأعياد والمناسبات السارة، ويخاط البخنق من قماش خفيف يغلب عليه اللون الأسود ومطرز بنقوش وزخارف من الخيوط الذهبية، إلى جانب الدراعة التي تخاط من جميع الأقمشة ويمتاز هذا الزي بأن أكمامه ضيقة وتكاد تلتصق بالذراع، وتزين فتحة الأكمام بشريط من الزري العريض .
أبو محمد صاحب محل للمخللات والبهارات يتحدث عن الأنواع، ويقول: من المنتجات المحلية الجيبة الغادة بالمكدوس، وآلاجار السيلاني، وآجار طماطم بالخضار، وخلطة الغادة الجاهزة لمجبوس الدجاج أو اللحم، وأيضاً خلطة للمضروبة، إضافة إلى كل أنواع الطحين الخاصة باللقيمات العيش ولدينا أيضاً اجارات بالأشكال كافة، ومن أهمها آجار سمك الناعوص المعروف بسمك ولد الولد
العطور القطرية
نهى خليل بائعة تقول، تتميز العطور القطرية بتفاوت نسبة العود المستخدم فيها المسك الذي يشمل أنواع الفاكهة من الفراولة والبرتقال، إلى جانب تشكيلة واسعة من اللوشن المعطر .
ويرى وائل زين الدين بائع للعطور أن أهم ما يميز المحل لديه وجود أجود أنواع العطور، خصوصاً الفرنسية مثل الشانيل والغولدن ورومانتيك، ويقول: "تعلمت هذه الصنعة من أجدادي وأصنع تركيبات مختلفة للعطور وسر المهنة هو ما يجعلني أستطيع المنافسة في السوق" .
وأكد صاحب محل آخر أن مشاركة قطر في القرية العالمية أمر ضروري جداً في عرض المنتجات، والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة ويتضمن بمنتجات خاصة من الديكورات المنزلية المصنوعة يدوياً والتي تتميز بدقة صنعها، وفخامتها وتعدد ألوانها .
الفرش القطري يلعب دوراً كبيراً في إضفاء الفخامة على البيت، وتحرص المرأة القطرية بصفة خاصة وزائرو الجناح على اقتناء مفروشات المنزل الفخمة والمطرزة يدوياً عند زيارتهم للقرية العالمية، هكذا ترى فاطمة محمد إسماعيل، إماراتية صاحبة محل كوشن تقول: أقوم ببيع المفارش والكورات واللحاف والمتكآت والشراشف والستائر، وتتميز معظمها بالتطريز اليدوي الذي يجذب جمهور المهرجان، خاصة التطريز الهندي والذي يجد إقبالاً كبيراً عليه من المواطنين والعرب وهناك الجلسات العربية المطرزة يدوياً والتي تستخدم في المجالس .
وتقول أم راشد، قطرية، جاءت لتشتري عطوراً هدايا لصديقاتها من الجناح القطري، أحرص على زيارة المهرجان، خاصة الجناح القطري لمعرفة الجديد فيه كل عام، ومحل الريم يتميز بمجموعة جديدة من العباءات التي تميزت بتصميماتها المختلفة وأسعارها المناسبة .
بينما تقول ليلي علي إنها جاءت لشراء الإكسسوارات الحريمي من قلادات وسلاسل وخواتم وساعات يدوية قطرية، وإنها تأتي كل عام من أجل شراء هدايا لبناتها وصديقاتها، وإن هناك إقبالاً كبيراً على شراء البخور، خاصة من المواطنين والخليجيين، حيث يعتبر تبخير المنزل عادة جميلة يحرصون على اتباعها . وهناك بعض السياح يحرصون على شرائه أيضاً من المهرجان كل عام .
ولا يخلو الجناح القطري أيضاً من محال الأعشاب والتوابل التي تحرص المرأة على استخدامها ومنها الكزبرة والبهارات وورق الغار والفلفل الأسود والزنجبيل، تقول ريم بسيوني زائرة للجناح: أحرص كل عام على شراء البهارات من الجناح لما تتميز به الأنواع الموجودة من جودة عالية .
ومن بين عارضي التمور والعطور يطل عارض العسل الجبلي متوسطاً الجناح، كاشفاً عن أفضل أنواع العسل والأغلى ثمناً وأكثره ندرة هو "العسل الملكي الجبلي" والذي يعرف من رائحته القوية ومذاقه الحار وهو من شجر السدر الجبلي .
وتجتمع عند أهل الجزيرة العربية المحبة للتمور، فهي تتوج بأنواع المعمول والكليجة التي تشتهر بها قطر كغيرها من الدول الخليجية . فمن المعمول، وخلطة القهوة المعروفة للصحة والملينة للمعدة .