وأشار العديد من المعلمين إلى أنه على الرغم من الزيادة الطفيفة في أعداد الطلاب الذين يقبلون على القراءة في المدارس بالمقارنة مع الأعوام السابقة، إلا أنه هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود من قبل أولياء الأمور لضمان قراءة أطفالهم ما يكفي من الكتب التي تطلق العنان لخيالهم، وتزودهم بالثقافة والمعرفة التي يحتاجون إليها في المستقبل.
وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع اليوم العالمي لكتاب الطفل الذي يصادف 2 أبريل، وهو حدث سنوي يقام كل عام احتفالاً بعيد ميلاد الأديب الشهير هانس كريستيان أندرسن الذي يعد من أفضل كتاب القصص الخيالية للأطفال على مر التاريخ. وفي كل عام تختار الهيئة الدولية للشباب أحد فروع الثقافة الوطنية ليكون الراعي لهذا الحدث، وهذا العام وقع الاختيار على مجلس الإمارات العربية المتحدة لكتب الشباب.
أمينة رشيد وهي مربية وأم تعتقد أن من الضروري محاولة صرف انتباه الأطفال من التركيز الكامل على الهواتف المحمولة وألعاب الكمبيوتر، وتخصيص وقت للقراءة والمطالعة.
وتضيف : “يشكو الكثير من أولياء الأمور من أن أطفالهم لا يرغبون بالقراءة على الرغم من توفير الكثير من الكتب لهم، ولكن ما لا يعرفه الآباء والأمهات أن الأطفال عادة ما يحاولون تقليدهم، وإذا ما أردنا أن ندفع أطفالنا للقراءة، فعلينا أن نبدأ بأنفسنا ونقدم لهم مثالاً جيداً على ذلك”.
وتؤكد رشيد على ضرورة القراءة لتطوير مهارات الأطفال اللفظية وتعلم نطق المفردات بشكل جيد، ويمكن أن تؤدي قلة القراءة إلى تراجع مستوى ذكاء الطفل في المستقبل بحسب صحيفة جلف نيوز.
و تقول نارجيش كامباتا مديرة أكاديمية GEMS الحديثة إن مبيعات الكتب و سجلات مكتبة المدرسة والقراءة على الإنترنت تشير إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الطلاب الذين يرغبون بالقراءة في مدرستها، وعلى الرغم من أن التكنلوجيا الحديثة غيرت في عادات الطلاب فيما يتعلق بالقراءة، إلا أنها لم تفسد هذه العادات بشكل كامل كما يظن البعض.
وأضافت كامباتا أن وسائل التقنية الحديثة لا يمكن أن تحل محل حب القراءة، إلا أنها ساهمت في نقلها إلى مستويات جديدة من خلال توفير المواضيع التي يرغب الأطفال بقراءتها على أجهزة الكمبيوتر والتابلت وغيرها، إلا أن السؤال المطروح :كيف يمكن للمواد البصرية أن تساعد على تنمية مخيلة الأطفال كما تفعل الكتب الورقية؟
و تعتقد شاهين نسيم وهي معلمة التصميم والتكنلوجيا في المدرسة الدولية للعلوم الإبداعية في الشارقة أنه لا ينبغي أن يتم استبدال أساليب القراءة التقليدية بالتكنلوجيا الحديثة، ما لم يتم فهمها بالشكل صحيح، وأن يتم التنسيق والتعاون بين الآباء والأمهات والمدرسة لتقديم المعلومات والمواد المناسبة للأطفال.