تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أعظم رحلة في التاريخ

أعظم رحلة في التاريخ 2024.

في فترة صعبة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم أعقبت وفاة زوجه السيدة خديجة، رضى الله عنها، وموت عمه أبى طالب، وما لقيه من قومه وكفار مكة من تكذيب ورفض للدين القويم وكذلك الإيذاء الكبير له ولإصحابه، ووسط هذه الآلام النفسية واساه ربه فدعاه إلى أعظم رحلة في تاريخ البشرية ليعرف قدره عند ربه، ويثبت بها فؤاده ولتكون بمثابة ترويح عما واجهه في سبيل دعوته، وهي الإسراء والمعراج، إحدى معجزات النبي.

لقد أشار الخالق عز وجل إلى هذه الرحلة في القرآن الكريم في الآية الأولى من سورة الإسراء في قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، «سورة الإسراء: الآية 1»، وجاءت السورة الكريمة بما يسلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويثبته، ويرفع منزلته، ويعلى قدره.

مكان مرتفع
في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب – على الراجح – أسرى الله عز وجل بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس، وفي مكان مرتفع منه توجد صخرة كبيرة عرج النبي من فوقها إلى السموات العُلى.

ومعجزة الإسراء ثابتة بنص القرآن والحديث الصحيح، فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى، وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وفقهاء على أن الإسراء كان بالجسد والروح وفي اليقظة، وهذا هو الحق، وهو قول ابن عباس وجابر وأنس وعمر وحذيفة وغيرهم من الصحابة وقول الإمام أحمد والأئمة والطبري، فلا خلاف في الإسراء به صلى الله عليه وسلم إذ فيه نص قرآني، فلذلك قال العلماء إن من أنكر الإسراء فقد كذب القرآن ومن كذب القرآن فقد كفر.

تفتح القلب

والإسراء آية من آيات الله، صاحبتها آيات عجيبة، تفتح القلب على آفاق الوجود، نقلة بالقياس إلى مألوف البشر، والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، إلى محمد خاتم النبيين، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد، وكأنما أريد بهذه الرحلة إعلان وراثة الرسول الخاتم لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها، فهي رحلة ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان.

الإمام الأعظم
قال ابن كثير، يمجد تعالى نفسه، ويعظم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره، الذي أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم في جنح الليل، من المسجد الحرام بمكة، إلى المسجد الأقصى، وجمع له هناك الأنبياء كلهم فأمّهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.