تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إنا كفيناك المستهزئين

إنا كفيناك المستهزئين 2024.

تناقلت وسائل الإعلام قبل أيام قيام المجلة الفرنسية «شارلي إيبدو» بنشر رسوم مسيئة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم-، وهذا العمل ليس من حرية الرأي والتعبير في شيء، بل هو مخالف لكل الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية، وكذلك للحكمة والمنطق السليم، لما فيه من إساءة لنبي كريم جاء رحمة للعالمين.

درج بعض الحاقدين على التشكيك في نبي الإسلام، والطعن في رسالته – صلى الله عليه وسلم-، لأنهم يريدون الإساءة للرسالة الإسلامية، والنيل من صاحبها:(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) «الصف: 8 ».

إن الواجب على المسلمين دراسة سيرة نبينا – صلى الله عليه وسلم-، والتعرف على جميع جوانب حياته، وضرورة العمل بسنته، ووجوب نصرته – عليه الصلاة والسلام-، والتخلق بأخلاقه وآدابه – صلى الله عليه وسلم-.

إن قائمة المُتطاولين على رسولنا الكريم قديماً وحديثاً طويلة، مليئة بالمجرمين المستهزئين، ولكن يجب علينا أن نعلم بأن المصير المحتوم ينتظر كل طاعن ومستهزئ، فالكون كله سينتصرُ لحبيبنا ورسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم-، كما قال ربنا سبحانه وتعالى: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)، « الحجر: 95». ومن المعلوم أن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – قد بعث رُسُلاً من أصحابه، وكتب معهم كُتباً إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام، ومن هؤلاء الملوك كسرى ملك الفرس،
واختار لحمل هذا الكتاب عبد الله بن حذافة السهمي، فلما قُرئ هذا الكتاب على كسرى مَزَّقه، وقال في غطرسة، عبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبلي، ولما بلغ ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «مَزَّقَ الله ملكه»، وقد كان كما قال، فقد تمزق مُلك كِسرى، ولم يبق للأكاسرة ملك، وأخذ المسلمون جميع ملكه وفتحوا بِلاده كلها في عهد الخلفاء الراشدين.

تجهز أبو لهب وابنه عتبة للسفر إلى الشام، فقال عتبة: لأنطلقنَّ إلى محمد ولأوذينه في دينه، فانطلق حتى أتى النبي – عليه الصلاة والسلام – فقال يا محمد: (هو يكفر) بالذي دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: «اللهم سَلِّط عليه كلبًا من كلابك»، (أخرجه الهيثمي)، ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه وأخبره بما حدث، فقال أبو لهب: فماذا قال لك؟ «أراد أبو لهب أن يتعرف على موقف الرسول – صلى الله عليه وسلم -»، فقال: لقد دعا علىّ قائلاً: «اللهم سلِّط عليه كلبًا من كلابك». قال: يا بنيّ، والله ما آمن عليك دعاءه!

فساروا حتى نزلوا بمكان من الشام، فقال أبو لهب: لمن معه من التجار، إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي، وإن هذا الرجل – يقصد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، وافرشوا لابني عليها، ثم افرشوا حولها، ففعلوا، فجاء أسدٌ بِالليْلِ يَسْعَى فَطَافَ على كُل النَّائِمِينَ يَشُمُّهم ُثم يُعْرِض عنهم، ورآه ابن أبي لهب فقال: أصابتني والله دعوة محمَّد، قَتَلَنِي وهو بِمَكَّة وأنا بالشام، وما لَبِثَ الأسد أنْ وثبَ فوق المتاع، وشمَّ وجه اللعين فَضَرَبَهُ ضربةً قاتلة (المائة الأوائل ممن دعا عليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ص 38).

هذه هي عاقبة المستهزئين الذين يتطاولون على سيدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – فهناك من شُلت يده جزاء له على تكبره وتعاليه على توجيهات النبي، وهناك من لفظته الأرض لأنه سبَّ واستهزأ بالرسول الكريم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.