ويعتقد متعاملون ومحللون كثيرون أنه توجد وفرة في المعروض في أسواق الخام تقدر بحوالي مليوني برميل يومياً. ويقولون إنه لم يحدث أي تغيير جوهري يفسر التعافي الذي شهدته الأسعار في الأسبوعين المنصرمين.
شبح المخزونات
وما زال شبح المخزونات يخيم على السوق، بعد أن أظهرت بيانات حكومية أن مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة قفزت الأسبوع الماضي إلى 418 مليون برميل، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وصعدت عقود خام القياس الدولي مزيج برنت تسليم أبريل 2.24 دولار أو حوالي 4 %، لتسجل عند التسوية 61.52 دولاراً للبرميل، ومنهية الأسبوع على مكاسب قدرها 6 %. وعقود برنت لأقرب استحقاق مرتفعة 15 % عن مستواها في بداية فبراير. وزادت عقود الخام الأميركي 1.57 دولار، أو 3 %، لتبلغ عند التسوية 52.78 دولاراً للبرميل.
ضغوط الأسعار
وأظهر مسح نشر أمس الأول، أن عدد الحفارات النفطية العاملة في الولايات المتحدة هبط بمقدار 84 الأسبوع الماضي إلى 1056 حفاراً، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2024، في علامة واضحة على الضغوط التي يضعها هبوط أسعار الخام على منتجي النفط.
وقالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية، في تقرير يحــــظى بمتابعة واسعة، إنه وفقاً لبيانات ترجع إلى عام 1987، فإن هذا هو ثاني أكبر هبوط أسبوعي مسجل، وعاشر انخفاض أسبوعي على التوالي.
خفض الإنفاق
هوت أسعار النفط الأميركي حوالي 60 % من يونيو إلى أواخر يناير، بسبب وفرة الإمدادات بالأسواق وركود الطلب، ما أجبر شركات نفطية على خفض الإنفاق ووقف تشغيل حفارات.
لكن الأسعار تعافت بأكثر من 15% منذ أواخر يناير، فيما يرجع جزئياً إلى توقعات بأن انخفاض عدد الحفارات سيساعد في انكماش إنتاج النفط الأميركي، ما يقلل وفرة المعروض.
وعدد الحفارات الآن منخفض 34% عن ذروته المسجلة في أكتوبر، ويتوقع محللون كثيرون مزيداً من التخفيضات مع تقليص الشركات خططها للإنفاق.
وقال التقرير إن عدد الحفارات النفطية انخفض في 15 من الأسابيع الثمانية عشر الماضية، منذ أن سجل مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 1609 حفارات في منتصف أكتوبر.
النرويج تكشف خطة لتطوير حقل نفطي بحري ضخم
أعلنت شركة النفط والغاز النرويجية المملوكة للدولة، شتات أويل، أمس الأول خطة لتطوير أكبر حقل نفط بحري في النرويج يتم تطويره منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث تقدر إيراداته المتوقعة بحوالي 1.35 تريليون كورون (177 مليار دولار) ويوفر نحو 50 ألف وظيفة.
وقال تروند لاين وزير النفط والطاقة النرويجي بعد تسلم مسودة المشروع من شركة شتات أويل وشركائها «هذا يوم تاريخي». يذكر أنه تم اكتشاف حقل يوهان سفيردروب عام 2024 ومن المتوقع استمرار إنتاجه لمدة 50 عاماً.
وقال إيلدار سايتري الرئيس التنفيذي لشركة شتات أويل إن «اقتصاديات الحقل مزدهرة حتى في ظل أسعار النفط الحالية».
إيرادات ضريبية
ووفقاً للتقديرات فإن المرحلة الأولى من تطوير المشروع ستوفر حوالي 50 ألف وظيفة وهو ما يجعله أحد أكبر المشروعات الصناعية في النرويج. علاوة على ذلك من المتوقع أن يحقق المشروع للدولة إيرادات ضريبية كبيرة.
ومن المتوقع بدء الإنتاج من الحقل الذي يقع على بعد 155 كيلومترا من ساحل مدينة ستافنجر جنوب النرويج في أواخر 2024.
وتقدر استثمارات المرحلة الأولى من المشروع بحوالي 117 مليار كورون.
وتتراوح احتياطيات الحقل من النفط والغاز بما يتراوح بين 1.4 و2.4 مليار برميل من النفط المكافئ.
ومن المقرر أن تراجع الحكومة المشروع قبل رفعه إلى البرلمان لإقراره في وقت لاحق من العام الحالي.